محرري غزة.. حرية تعانق السماء
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد الأسطل - في الدفعة الاخيرة من الافراجات، كان نصيب قطاع غزة ثلاثة اسرى تحرروا بعد عقدين قضوها خلف القضبان؛ لكنهم غزوا القطاع بالفرح بعدما غزاه الاحتلال بالنار واطبق عليه الحصار.
فقد تزينت منازل المحررين بصورهم وأعلام فلسطين ورايات فصائلهم، علاوة على لافتات التهنئة التي تقدمها العائلات والفصائل، خصوصاً في السرادق الذي أقيم أمام منزل كل محرر لاستقبال المهنئين، بينما لم تتوقف مكبرات الصوت عن الأغاني الوطنية وكلمات الوفود المهنئة.
واعرب المحررون الثلاثة الذين التقاهم القدس دوت كوم عن سعادتهم الكبيرة بمشاهد الاستقبال التي أزاحت عن صدورهم معاناة سنين طويلة قضوها في سجون الاحتلال، خصوصاً وأن الإفراج عنهم جاء بعد أن تجاوزتهم مبادرات سابقة بينها صفقة شاليط، كما يقولون.
واوضح المحرر إبراهيم أبو علي أن الندم لم يتسلل إليه ولو للحظة واحدة خلال 20 عاماً قضاها متنقلاً بين سجون الاحتلال، معتبراً أن "من يناضل من أجل حرية شعبه يجب أن يدرك أن الثمن قد يدفعه من عمره شهيداً أو أسيراً".
واضاف أن الأسرى القدامى كانوا يشعرون بغصة كبيرة لتجاوزهم في صفقة شاليط الأخيرة، لأنها كانت أملهم الوحيد.
وقال أبو علي - الذي يسكن في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس - "الآن تجاوزنا كل ذلك، وأصبحنا أحرارا طلقاء، ولا نفكر إلا في المستقبل الذي ينتظرنا، أنا سأتزوج وأشق طريقي في الحياة كبقية أبناء شعبي".
أما المحرر رامي بربخ، من مدينة خان يونس، الذي اعتقل فتى ليقضي عقدين من عمره أسيراً فقد عتب على المستويات الرسمية والأهلية وحتى الشعبية، ضعف دعمها لقضية الأسرى واقتصارها على فعاليات محدودة، معبراً عن تقديره وغيره من المحررين لخطوة القيادة الفلسطينية الخاصة بصفقة إطلاق سراحهم رغم الصعوبات السياسية التي تواجهها السلطة.
ودعا بربخ إلى تخصيص المعركة المقبلة للإفراج عن الأسرى، "فلو أدرك البعض حجم المعاناة والألم الذي يعيش فيه خمسة آلاف أسير، لما نام أحد والقيود بايدي الأسرى"، مشيراً إلى أن عائلته استكملت تجهيز شقته استعداداً لتزويجه.
وفي بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، لا يتوقف المحرر محمود سلمان عن الابتسامة في وجوه المهنئين الذين اكتظ بهم السرادق وهم يتبادلون معهم الأحضان والقبلات، بينما تواجد أهالي الأسرى الذين لم يتحرروا بعد.
وقال سلمان أن المشهد الأخير له في السجن لم يغادره رغم أنه أصبح الآن بين أبنائه وأحفاده، خصوصاً وأن من بين الأسرى محكوميات عالية ولا أفق لحريتهم قريباً، داعياً إلى العناية بأكثر من ألف أسير مريض، بصورة تجعلهم أولوية مقبلة في أي صفقة مهما كانت الجهة التي تقودها.
عن القدس كوم