المحرر أبو الرب يتحدث عن الفتاة الفخ!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
عاطف أبو الرب- "بينما كنا في الطريق إلى قباطية للمشاركة في بيت عزاء القائد أحمد كميل (الجمل)، رأينا سيارة متوقفة في الشارع الذي يربط فقوعة بقرية بيت قاد شمال جنين. كانت هناك فتاة تؤشر بيدها طلبا للمساعدة، خفف السائق سرعة السيارة، وما هي إلا لحظات لنكتشف وجود جنود الاحتلال في السيارة المتوقفة، فقلت لمن معي جيش..جيش!. لم يتسن لنا التحرك حتى أطلق الجنود النار علينا فاستشهد السائق صابر أبو فرحة رحمه الله، بينما أصبت في صدري ويدي". هكذا يروي المحرر فيصل أبو الرب قصة اعتقاله واستشهاد رفاقه التي عجزت عن مسحها من ذاكرته 23 عاما في سجون الاحتلال.
يتابع أبو الرب، "حاولنا الهرب من السيارة، وكان معي سلاحي، إلا أن كثافة رصاص جنود الاحتلال لم تمكنّي من الدفاع عن نفسي ومن معي، كما أن إصابتي جعلت من الامر أشبه بالمستحيل. ولأنني كنت وسط الجنود بادئ الأمر لم يتمكنوا من إطلاق النار عليّ".
بعد أن هدَأ إطلاق النار، وكنت ملقى على الأرض، يقول أبو الرب، تقدم نحوي جندي تبين لاحقاً أنه ضابط في جهاز المخابرات، أذكر أن اسمه كان عمر، قلبني وعندما تعرف علي سألني: أأنت فيصل؟ قلت: نعم، فبدأ إطلاق النار علي بشكل جنوني. أصبت في أكثر من موقع في جسدي، ورأيت ضابطا يأخذ سلاح رجل المخابرات، وبعدها فقدت الوعي، إلى ان أفقت في المستشفى، وأنا مصاب بعدة عيارات نارية.
لم تشفع الجروح التي خلفتها رصاصات الاحتلال رغم كثرة عددها لأبو الرب في أن يعامله الاحتلال بإنسانية، بل تم نقله إلى التحقيق، وعن ذلك يقول أبو الرب: "تبين لي أن هناك من اعترف علي، فخضعت لتحقيق وحشي، واستغل المحققون إصابتي للضغط علي لانتزاع الاعترافات، ولم يأخذوا بعين الاعتبار وضعي الصحي الحرج، في الحقيقة لن أنسى من وقفوا إلى جانبي من الأسرى وما قدموه لي من رعاية".
أبو الرب اليوم حر، فقد تم الإفراج عنه ضمن الدفعة الثالثة من الأسرى القدامى. يحق لقباطية ومحافظة جنين أن تحتفل بفيصل وزملائه من فرسان الانتفاضة الأولى، وهم من أوائل من حمل السلاح في وجه ظلم الاحتلال وجبروته من قادة "الفهد الأسود" الذين قضوا مضاجع الاحتلال، فأصر الاحتلال على استثنائهم من الإفراجات السابقة ليستمر اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً، كما استثناهم من صفقة شاليط، التي تحرر فيها أكثر من ألف أسير من سجون الاحتلال.
عن شعوره بعد أن تم الإفراج عنه يقول أبو الرب: مخزون المشاعر بداخلي يفوق كل قدراتي اللغوية، فمن فرحة التحرر، إلى حفاوة الاستقبال إلى الحرية، تختلط الكلمات، وأقف عاجزاً عن التعبير الدقيق عما يجول في نفسي. فهذا الحب وهذا اللقاء أطفأ ظمئي وشوقي لبلدي وأهلي، لا يسعني إلا أن أشكر أبناء شعبنا واهلي.
الساعات الأخيرة في سجون الاحتلال دائما تكون حاسمة، مليئة بالتوتر والشكوك، إنها ساعة الشيطان والظنون يأخذك يمنة ويسرى، يصفها أبو الرب قائلا: تعطلت كل الساعات، فالدقيقة تصبح ساعة وأحياناً أكثر من ذلك، لقد عشنا يوما صعبا، حاول الاحتلال خلاله بث اليأس فينا، فمكان الاحتجاز كان غرفة لا يوجد فيها أي فراش، علينا الجلوس على الباطون رغم ما يختزنه من برد يتسلل إلى عظامنا، أو الوقوف مع ما نحمله من تعب، بطبيعة الحال كل هذا ونحن مكبلون. كلما لاحت في الأفق بشائر الفرج، وحاولت الشعور بالفرح كنت أفيق على هذا الواقع المؤلم.
وعن تأجيل الإفراج عنه وزملائه حتى الدفعة الثالثة، يبين أبو الرب أنه كان مقتنعاً بأنه لن يكون من بين المفرج عنهم في الدفعة الأولى، ولم يخطر بباله يوماً أن الاحتلال سيفرج عنه في الدفعة الأولى. ولكن لما حان موعد الإفراج عن الدفعة الثانية توقع بأن يكون من بين المحررين، إلا ان ذلك لم يتحقق. "لم أكن لأعدم الأمل" يقول، "وقلت لمن حولي نحن في الدفعة الثالثة".
اليوم وهو يعيش الفرح ويتقاسمه مع آخرين فإنه يفتقد أحبة له، رفاقاً في السلاح، ويقول: كم كنت سعيداً لو كتب الله لي الاجتماع باخوة لي ارتقوا إلى علياء المجد شهداء، ومنهم أبو النجي، الجمل، مهدي أبو الحسن، الزرعيني، الزريقي، والفرقع، وأبو علي الطقطق وآخرون.
ويختم بالقول: رغم كل هذه المعاناة التي حلت بي وبكثير من الأسرى، إلا أنني أجد أشدها وفاة أمي رحمها الله، أتمنى أن أقَبِل يدها وأن أراها؛ حتى تكتمل فرحتي بالحرية.
عن الحياة الجديدة
zaعاطف أبو الرب- "بينما كنا في الطريق إلى قباطية للمشاركة في بيت عزاء القائد أحمد كميل (الجمل)، رأينا سيارة متوقفة في الشارع الذي يربط فقوعة بقرية بيت قاد شمال جنين. كانت هناك فتاة تؤشر بيدها طلبا للمساعدة، خفف السائق سرعة السيارة، وما هي إلا لحظات لنكتشف وجود جنود الاحتلال في السيارة المتوقفة، فقلت لمن معي جيش..جيش!. لم يتسن لنا التحرك حتى أطلق الجنود النار علينا فاستشهد السائق صابر أبو فرحة رحمه الله، بينما أصبت في صدري ويدي". هكذا يروي المحرر فيصل أبو الرب قصة اعتقاله واستشهاد رفاقه التي عجزت عن مسحها من ذاكرته 23 عاما في سجون الاحتلال.
يتابع أبو الرب، "حاولنا الهرب من السيارة، وكان معي سلاحي، إلا أن كثافة رصاص جنود الاحتلال لم تمكنّي من الدفاع عن نفسي ومن معي، كما أن إصابتي جعلت من الامر أشبه بالمستحيل. ولأنني كنت وسط الجنود بادئ الأمر لم يتمكنوا من إطلاق النار عليّ".
بعد أن هدَأ إطلاق النار، وكنت ملقى على الأرض، يقول أبو الرب، تقدم نحوي جندي تبين لاحقاً أنه ضابط في جهاز المخابرات، أذكر أن اسمه كان عمر، قلبني وعندما تعرف علي سألني: أأنت فيصل؟ قلت: نعم، فبدأ إطلاق النار علي بشكل جنوني. أصبت في أكثر من موقع في جسدي، ورأيت ضابطا يأخذ سلاح رجل المخابرات، وبعدها فقدت الوعي، إلى ان أفقت في المستشفى، وأنا مصاب بعدة عيارات نارية.
لم تشفع الجروح التي خلفتها رصاصات الاحتلال رغم كثرة عددها لأبو الرب في أن يعامله الاحتلال بإنسانية، بل تم نقله إلى التحقيق، وعن ذلك يقول أبو الرب: "تبين لي أن هناك من اعترف علي، فخضعت لتحقيق وحشي، واستغل المحققون إصابتي للضغط علي لانتزاع الاعترافات، ولم يأخذوا بعين الاعتبار وضعي الصحي الحرج، في الحقيقة لن أنسى من وقفوا إلى جانبي من الأسرى وما قدموه لي من رعاية".
أبو الرب اليوم حر، فقد تم الإفراج عنه ضمن الدفعة الثالثة من الأسرى القدامى. يحق لقباطية ومحافظة جنين أن تحتفل بفيصل وزملائه من فرسان الانتفاضة الأولى، وهم من أوائل من حمل السلاح في وجه ظلم الاحتلال وجبروته من قادة "الفهد الأسود" الذين قضوا مضاجع الاحتلال، فأصر الاحتلال على استثنائهم من الإفراجات السابقة ليستمر اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً، كما استثناهم من صفقة شاليط، التي تحرر فيها أكثر من ألف أسير من سجون الاحتلال.
عن شعوره بعد أن تم الإفراج عنه يقول أبو الرب: مخزون المشاعر بداخلي يفوق كل قدراتي اللغوية، فمن فرحة التحرر، إلى حفاوة الاستقبال إلى الحرية، تختلط الكلمات، وأقف عاجزاً عن التعبير الدقيق عما يجول في نفسي. فهذا الحب وهذا اللقاء أطفأ ظمئي وشوقي لبلدي وأهلي، لا يسعني إلا أن أشكر أبناء شعبنا واهلي.
الساعات الأخيرة في سجون الاحتلال دائما تكون حاسمة، مليئة بالتوتر والشكوك، إنها ساعة الشيطان والظنون يأخذك يمنة ويسرى، يصفها أبو الرب قائلا: تعطلت كل الساعات، فالدقيقة تصبح ساعة وأحياناً أكثر من ذلك، لقد عشنا يوما صعبا، حاول الاحتلال خلاله بث اليأس فينا، فمكان الاحتجاز كان غرفة لا يوجد فيها أي فراش، علينا الجلوس على الباطون رغم ما يختزنه من برد يتسلل إلى عظامنا، أو الوقوف مع ما نحمله من تعب، بطبيعة الحال كل هذا ونحن مكبلون. كلما لاحت في الأفق بشائر الفرج، وحاولت الشعور بالفرح كنت أفيق على هذا الواقع المؤلم.
وعن تأجيل الإفراج عنه وزملائه حتى الدفعة الثالثة، يبين أبو الرب أنه كان مقتنعاً بأنه لن يكون من بين المفرج عنهم في الدفعة الأولى، ولم يخطر بباله يوماً أن الاحتلال سيفرج عنه في الدفعة الأولى. ولكن لما حان موعد الإفراج عن الدفعة الثانية توقع بأن يكون من بين المحررين، إلا ان ذلك لم يتحقق. "لم أكن لأعدم الأمل" يقول، "وقلت لمن حولي نحن في الدفعة الثالثة".
اليوم وهو يعيش الفرح ويتقاسمه مع آخرين فإنه يفتقد أحبة له، رفاقاً في السلاح، ويقول: كم كنت سعيداً لو كتب الله لي الاجتماع باخوة لي ارتقوا إلى علياء المجد شهداء، ومنهم أبو النجي، الجمل، مهدي أبو الحسن، الزرعيني، الزريقي، والفرقع، وأبو علي الطقطق وآخرون.
ويختم بالقول: رغم كل هذه المعاناة التي حلت بي وبكثير من الأسرى، إلا أنني أجد أشدها وفاة أمي رحمها الله، أتمنى أن أقَبِل يدها وأن أراها؛ حتى تكتمل فرحتي بالحرية.
عن الحياة الجديدة