قوات الاحتلال تجبر عائلات من بلدة طمون على النزوح    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم ومخيمها لليوم السابع     الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها لليوم السابع على التوالي    آلاف النازحين يبدأون بالعودة إلى شمال قطاع غزة عبر شارع الرشيد    شهيد وإصابتان برصاص الاحتلال قرب حاجز قلنديا    مصر تؤكد رفضها لأي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض أو التهجير    "مركزية فتح" تؤكد رفضها القاطع لمحاولات تهجير أبناء شعبنا من أرضهم    الاحتلال يفرج عن الدفعة الثانية من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    "ثوري فتح": نشارك أبناء شعبنا وعائلات الأسرى المفرج عنهم فرحتهم    الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها: اعتقالات وتجريف محيط مستشفيي جنين الحكومي وابن سينا    الخليل: استشهاد مواطنة من سعير بعد أن أعاق الاحتلال نقلها إلى المستشفى    الاحتلال يطلق الرصاص على شاطئ مدينة غزة ومحور صلاح الدين    الاحتلال يشدد من اجراءاته العسكرية ويعرقل تنقل المواطنين في محافظات الضفة    الرجوب ينفي تصريحات منسوبة إليه حول "مغربية الصحراء"    الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل  

الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل

الآن

فتح ديمومة الثورة.. وجنون وطني أنصفه التاريخ

في مثل هذه الأيام وقبل تسعة واربعين عاما اعلنت الرصاصة الأولى لحركة فتح بدء الانطلاقة للثورة الفلسطينية، وبدء الكفاح المسلح. لحظة تاريخية كانت ايذانا بنهوض الشعب الفلسطيني ليتولى أموره بنفسه ويمسك بيديه زمام قضيته، ويجسد الوطنية الفلسطينية الساعية لاستعادة الوطن المحتل، واعادة الاعتبار للهوية وللشخصية الوطنية، وللحقوق غير القابلة للتصرف، ولإعادة القضية الى صدارة المشهد الدولي بعد ان كان ينظر لها كقضية لاجئين.
جاءت هذه اللحظة بعد مرحلة طويلة وصعبة من الإرهاصات التي سعت الى بعث القرار الوطني، والحشد والتعبئة في اوساط الشعب الموزع على الشتات والمنافي والمهاجر والإلحاق، والذي يتوزع شبابه على تنظيمات قومية وإسلامية ويسارية لم يكن تحرير فلسطين من أولوياتها. وكانت التجارب الأولى في هذا المجال تجربة ياسر عرفات وصلاح خلف وسليم الزعنون ابو الأديب في تأسيس رابطة طلبة فلسطين في القاهرة، وتجربة خليل الوزير ابو جهاد في تأسيس فصيل فدائي في غزة عام 1954، وتجربة أبو مازن في تأسيس تنظيم فلسطيني في دمشق ثم في قطر، وكذلك تجربة هايل عبد الحميد في تأسيس تجمع (عرب فلسطين) في سوريا ثمّ تجاربه مع مجموعات اخرى في المانيا، وتجربة عبد الفتاح الحمود وكمال عدوان في السعودية، وتجارب اخرى ابتعدت عن الأحزاب القومية والإسلامية واليسارية، وقررت استعادة هويتها الفلسطينية سعيا لتأسيس حركة وطنية فلسطينية جديدة، تستنهض كل عناصر القوة، وتكون هي الممثلة لشعبها. عام 1957 انفتح مجال العمل في دول الخليج، ووجد الطليعيون الذين ذهبوا للعمل هناك الفرصة للإعداد والتنظيم بعيدا عن أعين اجهزة الأمن، وعن الملاحقات، ولم ينسهم الدخل الجيد والحياة الميسورة همومهم الوطنية، ولعل التقاء ياسر عرفات وخليل الوزير في الكويت وقيادات اخرى منها عادل عبد الكريم وعبد الله الدنان وصلاح خلف وفاروق القدومي وخالد الحسن وسليم الزعنون، لعل هذا اللقاء هو الذي عجّل في بدء عمل سياسي وتنظيمي كان بمثابة المغناطيس الذي جذب اليه التجمعات الأخرى الصغيرة التي كانت منتشرة هنا وهناك دون ان يربطها رابط، وهكذا وفي الفترة ما بين 1957 و1960 كانت ملامح حركة وطنية فلسطينية قد تشكلت، وتأسست حركة فتح التي استلهمت تجربة الثورة الجزائرية، واستلهمت اسم جبهة التحرير الوطني الجزائري، وغيرت كلمة الجبهة الى حركة، كما استبدلت كلمة الجزائري بالفلسطيني، واصبح الاسم ( حركة التحرير الوطني الفلسطيني) وكان الاسم المختصر (فتح) اذ عكست الحروف الأولى لتكون فتح تيمنا بالآية الكريمة: انا فتحنا لك فتحا مبينا.
وخلال السنوات الأولى ما بين 1956-1960 كانت الوثائق الأولى قد أعدت، وكذلك الهيكل التنظيمي والمؤسسات، وأصدرت الحركة مجلة سياسية فكرية باسم (فلسطيننا)، ومن ابرز وثائق تلك المرحلة كانت وثيقة (بيان حركتنا) ووثيقة (هيكل البناء الثوري).
وتأسست في العام 1960 لجنة مركزية ثابتة اذ كانت اللجنة المركزية قبل ذلك متغيرة اذ عبرت في التجربة اسماء كثيرة، والتحق باللجنة المركزية التي لم تتغير طوال السنوات الأولى كل من محمود عباس (ابو مازن) وأبو يوسف النجار، وبالطبع كان من ابرز اعضائها ايضا ياسر عرفات وخليل الوزير وعادل عبد الكريم وصلاح خلف وفاروق القدومي وخالد الحسن.
شهدت السنوات الأولى منذ مطلع الستينيات حدثين بارزين، الأول انتقال ابوجهاد الى الجزائر كممثل لحركة فتح واحتضان الجزائر للحركة الوليدة ودعمها بالمال والسلاح والدعم السياسي، والثاني نزول ياسر عرفات الى الميدان ما بين سوريا ولبنان للحشد وتجنيد المقاتلين وافتتاح معسكر الهامة للتدريب العسكري، وبناء علاقات مع الحكومة السورية.
وكان من شأن هذين الحدثين ان يحدثا نقلة نوعية في عمل الحركة، اذ بنى ابوجهاد اوثق العلاقات مع حركات التحرر الوطني في آسيا وافريقيا وفيتنام ومع الصين الشعبية، وبحكم قربه من اوروبا نسج علاقات مع الشباب الفلسطيني في المانيا ونقاباتهم الطلابية والعمالية ومع قيادتهم كهايل عبد الحميد وهاني الحسن وعبد الله الإفرنجي وحمدان عاشور وآخرين وضمهم الى الحركة، وشكلوا قوة في اوروبا لا يستهان بها، ومن جهة اخرى عمل ياسر عرفات ميدانيا من اجل الاستعداد للانطلاقة. ولعل قرار الانطلاقة هو القرار الذي اثار اوسع جدل في لجنة فتح المركزية آنذاك ما بين متعجل لبدئها وما بين متريث بانتظار توفر الإمكانات، وأطلق على التيار الأول المتعجل لقب "المجانين"، وعلى التيار المتريث "العقلاء"، وحين اجتمعت اللجنة المركزية لتحديد موعد الانطلاقة في الفاتح من يناير 1965 نجح تيار المجانين، وكان عضو اللجنة المركزية المرجح لنجاح القرار هو الرئيس محمود عباس (أبو مازن) الذي كان من تيار المتعجلين أي المجانين، وهو جنون وطني أنصفه التاريخ.
كان قرار الانطلاقة قرارا تاريخيا حدد الكفاح المسلح طريقا لتحرير فلسطين، وحقق الكفاح المسلح انجازات تاريخية، وكان الكفاح المسلح يزرع والعمل السياسي يحصد، وينجز الاعتراف بفتح، وبمنظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني في مختلف دول العالم وفي الأمم المتحدة ومن قبل دول عظمى كالصين وروسيا (الاتحاد السوفياتي سابقا).
واذ تحل ذكرى الانطلاقة هذه الأيام ويحتفل شعبنا في الوطن والشتات والمهاجر بهذه المناسبة التاريخية المجيدة، فإننا نوجه التحية والتهنئة لحركة فتح ورئيسها ابو مازن وفصائل منظمة التحرير ولكل القوى الداعمة والمشاركة الفلسطينية والعربية والدولية، ونتذكر في هذه المناسبة القائد الرمز ياسر عرفات الذي قاد المسيرة وخاض اشرس المعارك السياسية والعسكرية، ونسج أوثق العلاقات مع مختلف دول العالم ومع الرأي العام العالمي، ونتذكر جيل الآباء من القادة والكوادر التاريخيين ونتذكر شهداءنا الذي قدموا اسخى التضحيات على دروب الحرية، ونتذكر ايضا اسرانا الأبطال في سجون الإحتلال، ونقول لشعبنا ان هذه التضحيات لم تذهب هباء وانما هي التي حققت كل ما تحقق من انجازات، إذ ابقت القضية الفلسطينية الرقم الصعب في معادلة السلام والحرية في الشرق الأوسط وعلى امتداد العالم، ورغم كل ما مررنا ونمر به من صعوبات فإننا على يقين من أنّ آخر الليل نهار، وان الاحتلال الى زوال، وان تجسيد الدولة قادم بعاصمتها القدس الشريف، وان حقوقنا بما فيها حقوق اللاجئين ستتحقق.

كتب المحرر السياسي لصحيفة الحياة الجديدة


ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025