تحليل مصور لـPNN: فتح الى اين بعد 49 عاما من الانطلاقة الواقع والخيارات امامها
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
منجد جادو رئيس تحرير الشبكة - تسعة واربعين عاما هي عمر حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح هذه الحركة التي اعادت فلسطين الى خارطة العالم السياسية بعد سنوات من الهزيمة والقهر حيث استطاعت الحركة وبالرغم من قلة الامكانيات البسيطة التي كانت بحوزتها تحقيق انجازات وانتصارات منذ الانطلاقة وما تلاها من معركة الكرامة ومن ثم معركة بيروت 82 وما تخللها من صمود اسطوري متميز لمقاتلي الحركة ومرورا بقيادة الانتفاضتين الاولى والثانية وصولا الى المقاومة الدبلوماسية والمعارك السياسية في المفاوضات واخرها معركة الامم المتحدة والحصول على دولة تحت الاحتلال.
واقع الحركة ونبذة تاريخية
حركة فتح بعد هذا العمر الطويل من النضال والقدرة على الجمع بين المقاومة بشتى انواعها سواء المسلحة العنيفة او تلك الشعبية كالانتفاضتنين مع المفاوضات المستمرة منذ عشرين عاما على مفترق طرق مهم في تاريخ هذه الحركة العملاقة التي قدمت عشرات الالاف الشهداء والاسرى والجرحى سيما وان المفاوضات مع اسرائيل اما ان تفضي لاتفاق اطر على اسس معروفة تقود لقياد الدولة التي تريدها حركة فتح او حالة من العودة الى الثورة مع التشديد على ضرورة عدم تناسي المتغييرات التي حصلت وضرورة ان تسعى فتح لترتيب بيتها الداخلي لتكون قادرة على التعايش والاستمرار بقيادة الشعب الفلسطيني
فعاليات لاحياء الذكرى بعروض عسكرية
والامر الذي دفع لمحاولة قراءة مستقبل حركة فتح هو خروج مجموعات شبابية في كافة نواحي الوطن والشتات وهي مثلمة تحمل ريات الفتح لا راياتها وشعاراتها فحسب بل وحتى مواقفها الاصلية الاصيلة الى جانب حمل السلاح والتاكيد على ان فتح لا ولن ولم تحيد عن هدفها الحقيقي المتمثل باقامة الدولة وانهاء الاحتلال .
ويؤكد هؤلاء الشبان الذين ترسخت بعقولهم وعيونهم معاني حركة فتح بالمناضلين والمقاومين من خلال خروجهم وعدم تاثر الشباب بما جرى داخل حركة فتح خصوصا بعد اتفاق اوسلو وتراجع شعبيتها نتيجة العديد من القضايا اهمها الضغط والاستهداف الاسرائيلي من جهة والاشكاليات الداخلية وعلى راسها قضايا الفساد من الجهة الاخرى
ويقول الشبان المثلون من الجيل الشاب ان حركة فتح التي انطلقت بتاريخ 1-1-1965 هي ذاتها بشبابها وجيلها هي فتح عيلبون والكرامة وبيروت والانتفاضتين هي فتح ومجموعاتها العسكرية الاولى العاصفة وكتائب الاقصى والفهد الاسود التي يتجدد لها العهد والوفاء على مواصلة النضال والمقاومة مهما حصل .
ويؤكد ابناء فتح من الجيل الجديد اهمية مواصلة النضال بشتى الوسائل مؤكدين انهم يدركون ان السعي لفتح مجال للتهدئة والهدنة من خلال مساعي الرئيس ابو مازن للتقدم بعملية السلام واحقاق الحقوق الفلسطينية من خلال المفاوضات لا يعني عدم الاستعداد للمرحلة المقبلة التي يجب ان تكون فيها فتح مستعدة لا محالة لمواصلة طريق الشهداء في الثورة الفلسطينية وعلى راسهم ابو عمار وابو جهاد وابو اياد وكل شهداء فتح الاوائل .
قيادة ميدانية تسعى للحفاظ على الحركة
الخروج العفوي لمئات الشبان في ذكرى الانطلاقة التاسعة واربعين هو استمرار لنهج المقاومة التي قادته اجيال فتح المختلفة وعلى راسها جيل الانتفاضة الاولى والثانية .
وفي هذا الاطار يقول محمد الجعفري امين سر حركة فتح بمخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينين ببيت لحم ل PNN الجعفري يدرك الاحتلال الاسرائيلي ومن يقف خلفه ان فتح قدمت التضحيات الجسام من شهداء وجرحى واسرى وان الاجيال المتلاحقة داخل فتح تستفيد مما قدمه الجيل الاول وهو جيل شهداء اللجنة المركزية في اطار سعيه للاستعداد لنقل المعركة الى مرحلة جديدة اذا لم تؤتي المفاوضات اوكلها حيث استطاعت فتح بحركتها ونضالها ومواقفها ان تنقل الثورة الفلسطينية من الثورة المسلحة الى الثورة الشعبية الى المفاوضات وتستطيع تكرار التجربة العكسية اذا استمرت اسرائيل بعنجهيتها وتجبرها وسياساتها العنصرية.
واضاف الجعفري ان فتح استطاعت استمالة الغالبية العظمى من دول العالم الى جانبها وما تصويت الامم المتحدة على قرار الدولة الا اكبر دليل على قدرة فتح وحنكتها السياسية في اطار نضال وطني مستمر حاولت اسرائيل السيطرة عليه والقضاء عليه بكل الوسائل لكنها فشلت وستفشل.
واشار الجعفري الى ان خروج الاطفال ملثمين برايات وكوفية فتح بعد تسع واربعين عاما يعكس ديمومة الفتح واستعداد الجماهير للمواجهة ومواصلة النضال مشيرا الى ان فتح وجماهيرها دائما تستعد لما هو اسوء لمواصلة النضال من اجل احقاق الحقوق الوطنية الفلسطينية مشيرا الى ان كل الخيارات مفتوحة وان فتح بالرغم من كل محاولات التذويب ما زالت موجودة في قلوب وعقول كل هذه الاجيال الشابة التي تخرج الى الشوارع وهي تحمل راية الفتح راية فلسطين وتحريرها.
واكد الجعفري على ان تجربة الاحتلال مع الشعب الفلسطيني خمسين عام اعطتهم الفرصة ليعرفوا ان حركة فتح في المقدمة في المواجهة وفي كل الجبهات العسكرية والشعبية والسياسية فتح وان فتح هي الضمانة لتحقيق طموحات هذا الشعب لديمومة العمل لتحقيق الاهداف الفلسطينية .
واشار الى ان تجارب و حروب ومعارك الاحتلال مع فتح في الكرامة وبيروت والليطاني والانتفاضتين الاولى والثانية وما قدمته فتح التي كانت اكثر عددا في عدد الشهداء والجرحى والاسرى جعلها حركة الجماهير رغم كل المؤثرات التي سعت اليها اسرائيل ومن يناصرها لتغير بوصلة الحركة التي تبقى تصر على اتجاه البوصلة الصحيح رغم حيث ان الضربات العسكرية زادت فتح قوة والهجمات السياسية ومحاولة السيطرة على القرار زاد فتح قوة ومحاولة شراء الحركة بالمال السياسي بائت بالفشل رغم وجود بعض الانحرافات الفردية .
واكد ان هذه الاجيال الشابة التي تخرج اليوم تؤكد على عمق تاريخ الحركة ونضالها ومقاومتها منذ خمسين عاما وانها عصية على الكسر رغم كل المحاولات التي كان اخرها الانقلاب الدموي للسيطرة على القرار الوطني المستقل لكن خروج الشباب في ايام الانطلاقة بهذا الشكل والحجم والتفكير يؤكد ان فتح باقية.
المجلس الثوري :الخيارات المفتوحة امام الحركة
ومن راي القيادات الميدانية الى القيادات الاعلى داخل اطر الحركة حيث المجلس الثوري الذي يتبنى نفس نهج الاجيال الشابة مع قليل من الموائمة بين السياسة حيث يقول محمد طه ابو عليا عضو المجلس الثوري لحركة فتح وهو الاطار الثاني داخل الحركة في اتخاذ القرار محمد طه بعد 49 ما زالت حركة فتح تحرر وطني وهي ما زالت تعرف نفسها على انها حركة تحرر وطني حتى الانعتاق من الاحتلال وفق تعريف المؤتمر السادس للحركة.
ويؤكد ابو عليا ان حركة فتح تدرك دون كل فصائل العمل الوطني على خطورة الموقف كونها الحركة التي تشرف على الواقع السياسي الفلسطيني من خلال خوضها لاصعب واطول مفاوضات لاحقاق الحقوق الوطنية لشعب تعرض لابشع صور الظلم التاريخي مع التشديد على ان حركة فتح تدرك ان لهذه المفاوضات سقف زمني هو نهاية اذار القادم وان هناك استحقاقات بعد هذا التاريخ.
ويشير ابو عليا الى ان المجلس الثوري لحركة فتح يدرك اهمية المرحلة واهمية الخيارات المطروحة امام فتح حال فشل المفاوضات موضحا ان اهم هذه الخيارات هو التوجه الى الامم المتحدة ومؤسساتها المختلفة وعلى راسها محكمة الجنايات الدولية لمعاقبة اسرائيل على جرائمها المختلفة والممتدة اهمها جرائم الاستيطان خصوصا وان هناك قرار دولي من الجمعية العامة للامم المتحدة استطاعت قيادة فتح انتزاعه رغم كل الضغوط الدولية والامريكية الا وهو قرار الدولة الذي تفهم اسرائيل معناه الحقيقي .
كما اشار ابو عليا الى ان الخيار الاهم داخل فتح هو الخيار على الارض من خلال المقاومة الشعبية مشددا على ان فتح تستطيع استعادة المبادرة على الارض دون غيرها حيث تعلم فتح ان الاحتلال يجب ان يفهم ان احتلاله لن ولم يكون رخيصا من جهة وان شعبنا يرفض الاحتلال ويستطيع المواجهة بكل الوسائل من اجل ازالة دولة اسرائيل.
واشار ابو عليا الى ان المجلس الثوري لحركة فتح يعلم خطورة الموقف ليس على الفلسطينين لوحدهم بل ايضا على الاسرائيليين حيث تعلم اسرائيل قدرة حركة فتح على العمل والمناورة سياسيا وشعبيا مشيرا الى ان موسى ديان قال انه يستطيع ان يكسر حركة فتح كما يكسر البيضة لكنه ادرك فشل قدرته لان فتح ممتدة بجذورها الشعبية وبالتالي فهي الاقدر على مواجهة الظروف الصعبة والخروج بقوة وتماسك لانها تعلمت من خلال ما مرت به كيف تخرج من المحن سيما وانها تعرضت لضربات كبيرة من قبل الاحتلال ومن قبل انظمة عربية سعت لشق الصف وما تزال للتاثير على قرار فتح.
واكد ابو عليا على ان الكيان يتعامل بحذر شديد مع حركة فتح لانه يدرك ان هذه الحركة قادرة على العودة للعمل ضد هذا الاحتلال و ما انتفاضة الاقصى الى دليل على قدرة فتح التي لم ترضى الذل ولن ترضخ ولن تقبل استمرار الاحتلال وانها قادرة على النهوض ومجابهة ومواجهة الاحتلال في كل مرحلة وفق ظروفها النضالية
واشار ابو عليا الى ان حركة فتح تطرح المقاومة الشعبية بالتدريج في بؤر صغيرة قد تمتد الى كافة المناطق والمدن الفلسطينية حال تمادى الاحتلال في سياساته العنصرية مشددا على انه لن يكون مشكلة لفتح لتوسيع رقعة النضال والعمل الشعبي المقاوم.
فتح تسعى للاستفادة من تجربة قادتها من خلال المجلس الاستشاري
ومع مرور الزمن وتلاحق الاجيال في داخل الحركة وسعي الاجيال الشابة لاخذ دورها من خلال ضخ دماء جديدة في الاطر القيادية للحركة ولانها وفية لمن قدموا وناضلوا وبذلوا سنوات عمرهم في بناء الحركة العملاقة في النضال الفلسطيني كان المجلس الثوري الذي يعتبر جهة مهمة في اتخاذ الراي بعد الرجوع اليه واخذ المشورة منه .
عضو المجلس الاستشاري للحركة صلاح التعمري القيادي البارز والمتميز والذي ما يزال كثير من الاسرائيليين يتحدثون عن حنكته وتميزه وتمرسه بالنضال وفق حاخام يهودي قبل اسابيع قال ل PNN ان فتح قادرة على النهوض والاستمرار بدورها الطلائعي لكنها بحاجة لاتخاذ قرارات مهمة على اكثر من ناحية اهمها تصليب وتقوية وضعها الداخلي من خلال المحاسبة لمن يخطئ .
واشار التعمري صلاح التعمري الى ان فتح كانت وما زالت هي الضمانة لتحقيق ارادة شعبنا باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وهي الاهداف الاساسية التي جاءت ضمن رسالة فتح واهدافها عند تاسيسها
وحول وجهة فتح ومسارها المستقبلي ثال التعمري ان المستقبل مفتوح على كافة الاحتمالات امام فتح في حال فشل المفاوضات نتيجة الاستيطان الاسرائيلي خصوصا وان القانون الدولي والانساني وغالبية المجتمع الدولي مع الموقف الفلسطيني وما يقرره من اساليب الكفاح وصولا للاهداف الوطنية وهو الامر الذي يعطي فتح مساحة للتحرك على الساحة الدولية اذا ما نرنا لاهمية القدرة الفلسطينية على التوجه الى الامم المتحدة.
ويؤكد التعمري ان بامكان الفتح ان تستمر في لعب الدور الريادي لانها قدمت الشهداء والتضحيات سيما وان الحركة انطلقت قبل 49 عام عندما تحولت القضية الفلسطينية في حينه الى قضية لاجئين ليس الا حيث انطلقت في وقت اعتبره فيها الكثيرون ظروفا مستحيلة واعادت المعنويات للامة العربية والاسلامية بعد الهزيمة حيث كانت معركة الكرامة التي اعادت الاعتبار والكرامة للشعب الفلسطيني والعربي .
واشار التعمري الى ان قوات العاصفة التابعة لفتح اتخذت قرارا مصيريا بمواجهة العدوان الاسرائيلي حيث صمدت قوات فتح و قوات التحرير الشعبية ضد العدوان على الاغوار ومخيم الكرامة مشيرا الى ان دعم بعض الوحدات من الجيش الاردني التي ابلت فيها المدفعية الاردنية ايضا بلاء حسنا ساهم في الانتصار وبالتالي فان لفتح قوات تستطيع ان تصمد وتقاتل اذا ما استوجبت المرحلة ذلك.
واكد التعمري الى ان حركة فتح كانت كرامة للامة العربية عندما توحدت الكلمة الفلسطينية مشددا على ان الهدف قبل الكرامة كان الصمود والانتصار مع الجيش الاردني فصمدنا وانتصرنا .
واكد التعمري على ان تميز فتح نابع من تنوع وتعدد اشكال عملها واتساع رقعة العمل فيها ففتح لها عمل متنوع وجماهيري اتحادات طلبة حيث كان اتحاد طلبة فلسطين في سنوات السبعينات والستينات له فروع في كل دول العالم و يحسب له الف حساب وعليها ان تعيد الاعتبار للاطر المختلفة حتى تكون قوية .
كما دعا التعمري حركة فتح للحفاظ على العلاقة مع الجماهير وعموم الشعب الفلسطيني وعدم السماح بالتنازل عن الحقوق اهمها حق العودة والمقدسات والحدود التي تحاول اسرائيل الغاءها كما دعا التعمري فتح الى الحفاظ على الوحدة وانهاء الانقسام مشيرا الى ان فتح قادرة على الضغط لانهاء الانقسام بوسائل شتى مشيرا الى ان حركة فتح وقيادتها تعتبر الانقسام وصمة عار في تاريخ الشعب الفلسطيني ومحاولة لكسره وكسر قراره الوطني المستقل وبالتالي لا بد من تعزيز الوحدة الوطنية.
الطيراوي :فتح صاحبة مشروع تحرير الارض وما زالت ولديها وسائل وخيارات
بدروه أكد توفيق الطيراوي أن حركة فتح انطلقت في الأساس بمشروع وطني فلسطيني بهدف تحرير فلسطين، إلا أنها خلال فترة مسيرتها تعرضت للعديد المؤامرات وكثير من النجاحات والإخفاقات على حد سواء.
وأشار الطيراوي في حديثه لPNN: "لقد مر 49 عاماً منذ الانطلاقة وبالتالي فقد حدث الكثير من التغير في الزمن والأوضاع والعقلية حيث أصبح هناك قضايا مقبولة وأخرى غير مقبولة وبالتالي فإن الحركة أخذت كل الخيارات الموجودة في النضال المهم أن الأهداف لم تتغير من حيث تحرير فلسطين وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس بالرغم من تغير الأساليب النضالية من فترة إلى أخرى لما يتماشى مع الوضع الراهن"
وأكد الطيراوي أن أياً من هذه الأساليب قد انتهت أو تخلت عنها الحركة سواء النضال الملسح أو الشعبي أو المفاوضات أو الذهاب إلى الأمم المتحدة وإنما كانت الحركوة تستخدم كل أسلوب بما يليق بالزمن الراهن فالأساليب تنوعت وتطورت من أجل تحقيق الهدف الذي وجدت الحركة لأجله في عام 1965. وكل ذلك من أجل التآخر بين الأسلوب النضالي وتطور الزمن والعالم من حولنا حتى نكسب تأييد أكبر عدد ممكن من شعوب العالم بما لا يتناقض مع الحقوق.
المفاوضات هي أسلوب -بحسب الطيراوي- وليس خياراً، وبالتالي فهي عندما تفشل والمرجح أن تفشل قريباً هناك أساليب أخرى نضالية كالمقاومة الشعبيرة والتوجه للمنظمات الدولية، فالأساليب تتغير بتغير الوضع السياسي والدولي.
شبيب :فتح حركة تحرر وطني لكنها بحاجة للتخلص من الضغط الدولي
بدورهم راى المحللون ان حركة فتح هي حركة التحرير الوطني الفلسطيني التي نشأت في ال65 لسد فراغ كبير كانت الشخصية الوطنية الفلسطينية فيه قد غابت أو صودرت منذ 48 حتى 64،وبالتالي وجدت حركة فتح أن النضال المسلح هو السبيل الذي سيوصلنا إلى الاستقلال واستعادة الوطن، فناضلت الحركة في البداية في أطر عسكرية ضمن خلاية وأجهزة وكتائب بما حقق نوعاً من عودة الشخصية الوطنية الفلسطينية إلى الساحة الإقليمية والدولية".
وأضاف شبيب: "منذ انطلاقتها مرت حركة فتح في عدة مراحل؛ فبعد المرحلة العسكرية التي استمرت حتى 74 لتزاوج بعد ذلك بين العمل السياسي والدبلوماسي والعسكري، ثم دخلت منذ عام 93 مرحلة المفاوضات لقطف ثمار الكفاح الوطني، وكانت هذه المفاوضات ضمن الإطار العام الذي حددت له يجب أن تنتهي في عام 1999 لتسوى قضايا الحل النهائي كالقدس والحدود والمياه واللاجئين وغير ذلك إلا أن الأمور قد تعثرت".
أما الآن فإن السلطة في مرحلة مفاوضات جديدة لمدة 9 أشهر برعاية من الولايات المتحدة، لكن ما نراه ميدانياً -بحسب شبيب- هو أن الإسرائيليين يحولون دون تحقيق وصول المفاوضات إلى شط الأمان وتحقيق المصالحة الوطنية التاريخية والتي تقتضي إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس وحل قضايا الحل النهائي كافة ولكن في ظل عدم ممارسة ضغوط أمريكية كافية على إسرائيل لتحقيق ذلك فإن المفاوضات سوف تفشل لا محالة لذلك فإن المستقبل القادم وهو قريب (3 شهور) سوف يشهد تغييراً في وسائل المقاومة وتتمثل في التوجه إلى الجمعية العامى ومؤسسات العمل الدولي ومحكمة لاهاي مجدداً.
المحلل ناصر اللحام : فتح لها كلمة الفصل في الحرب وفي السلم
وحول وجهة نظر اسرائيل وموقفها من حركة فتح قال المحلل للشان الاسرائيلي ناصر الحام ل PNN ان اسرائيل ما تزال تخشى حركة فتح حيث تعلم انها الحركة القادرة على احداث تغيير في الوضع بالمنطقة رغم ابتعادها على العمل العسكري منذ نحو عقدين الا انها قادرة على احداث تغييرات جوهرية لم ولا تستطيع فصائل فلسطينية اخرى القيام بها.
واشار اللحام ان ما شوهد من عروض وفعاليات خلال الايام الاخيرة بذكرى الانطلاقة التاسعة والاربعين يدرك ان لحركة فتح خط انتاج متجددة وان لديها امواج تترادف وان اسرائيل لا تستطيع وضع فتح في هيكل او خلايا مشددا على ان قدرة فتح على اثبات توافد الاجيال فيها لم لم يربكك اسرائيل وحدها بل ايضا اربك ويربك اصدقاء فتح ايضا حيث اكد لهم ذلك انه كلما فكروا انهم سيطروا على فتح ادركو ان فتح تفاجاهم .
ويؤكد اللحام على ان لا سلام من دون فتح ولا انتفاضة وحرب من دون فتح لان فتح قادرة على ان تفاجا الجميع وتقوم باعمال تفاجا اسرائيل مشيرا الى انه و بعد ان اغتالت اسرائيل رائد الكرمي استطاعت عمليات فتح ان تقتل 134 اسرائيلي في فترة بسيطة ومئات الاسرائيليين في فترة الانتفاضة الثانية وانه ورغم كل ما تحاول الفصائل المتنافسة مع فتح تسويق موت فتح او انهيارها كانت فتح تفاجئهم بعملها العسكري والجماهيري المتميز من خلال قدرة واتساع جماهيرها وهو الامر الذي لم يستطع اي تنظيم فلسطيني القيام به حتى حركة حماس نفسها.
واكد اللحام على ان الفصائل الاخرى لها قدرة على القيام بعمليات موسمية نخبوية استعراضية ذات مصلحة سياسية في توقيت معين لكن ليس كفتح اذا كان هناك قرار فان فتح قادرة على احداث زخم جماهيري لا يستطيع احد تاديته كما تستطيع هي حتى الان حيث ظهر ذلك في اكثر من مناسبة خلال السنوات الاخيرة مشددا على انه اذا ما ارادت ذلك سواء بالايحاء او بقرار مباشر فانها فانها تستطيع تحقيق ما تريد.
واوضح اللحام ان اسرائيل ترى ان فتح استطاعت ان تنضج سياسيا تنظيميا وسياسيا وعسكريا فعلى سبيل المثال العمل السري لو ارادت ان تخفي اعمالها عن المخابرات الاسرائيلية والامريكية والعربية لن تستطيع اجهزة المخابرات هذه معرفة ذلك ولذلك اذا ارادت ان تنفذ عمليات سرية فلها قدرة قوية على ذلك مشيرا الى قدرة فتح على العمل بسرية امر مؤذي لاسرائيل حتى الفصائل الصديقة والحليفة لحركة فتح تدرك هذه القدرة لحركة فتح
واشار اللحام الى ان فتح لها قدرة على التميز والتعاون مع الفصائل الاخرى مشيرا الى انها ما زالت حركة الجماهير والتنظيمات فهناك جبهة شعبية داخل فتح اكثر من الجبهة نفسها وهناك حماس وجهاد وديمقراطية وشيوعيون واخوان داخل فتح اكثر من هذه الاحزاب نفسها .
وختم اللحام حديثه مع PNN بالقول :"لا احد يستطيع تعريف فتح في اطار كلاسيكي اكاديمي وان كل من يحاول ذلك سيفشل".
بعد تسعة واربعين عاما تقف فتح صامدة في وجه التحديات والضغوطات لكن تساؤول الكثير ممن شملهم التقرير ركزت على شكل فتح في المرحلة المقبلة خصوصا في المؤتمر السابع الجاري الحديث عنه وكيف ستتصرف فتح بعد هذا المؤتمر وبعد انتهاء المفاوضات حال فشلها