الطوائف المسيحية الشرقية تبدأ احتفالاتها بعيد الميلاد المجيد

ذروة الاحتفالات ستكون عند ساعة الظهيرة مع وصول  موكب غبطة البطريرك كيوريوس كيوريوس ثيوفولوس الثالث، الى مدينة بيت لحم واستقباله حسب الستاتيكوس المتبع على بلاط كنيسة المهد، يسبقه في الصباح وصول مواكب مطارنة السريان والأقباط على التوالي على ان يصل موكب الأحباش عصر اليوم.

وشهدت مدينة المهد بشوارعها واحيائها ومفترقاتها منذ ساعات الصباح الاولى  نشر اعداد كبيره من افراد الشرطة بهدف تأمين وصول المواكب والمشاركين في الاحتفالية الدينية الوطنية.

وفي هذا الصدد، اكد مدير العلاقات العامة والاعلام في شرطة بيت لحم الرائد لؤي ارزيقات لـ 'وفا'، ان الخطة الأمنية لم تتغير حسب ما عمل بها في احتفالية عيد الميلاد حسب التقويم الغربي، حيث تم نشر المئات من عناصر وضباط الشرطة على كافة الطرقات والمفترقات منذ الساعة الخامسة صباحا، عملت على ازالة المركبات المصطفة في محيط مسجد بلال بن رباح على المدخل الشمالي لبيت لحم ن وشارع المهد وصولا الى محيط محطة الباصات المركزية.

واشار الى ان بيت لحم ستشهد اغلاق جزئي فقط فترة مرور المواكب على ان تكون ساحة المهد مغلقه امام كافة المركبات باستثناء سيارات الامن والهلال الاحمر والدفاع المدني، لافتا ان عدد افراد الشرطة الذي تم نشرهم وصل الى 700 عنصر منهم 200 عنصر من خارج المحافظة.

واعرب الناطق الرسمي باسم الكنيسة الارثوذكسية الاب عيسى مصلح لـ 'وفا'، عن سعادته العارمة للأجواء العامة التي تمر بها مهد المسيح من اجواء حقيقيه للفرحة والبهجة متحدية كل الغطرسة الاحتلالية بحقها من خلال محاصرتها والحد من حرية المواطن الدينية.

وقال مصلح إن العام الجديد 2014 هو عام البقاء والصمود وحرية العبادة، سنصلي من اجل ذلك ومن اجل كل المقهورين في منطقة الشرق الاوسط، واسرانا البواسل في سجون الاحتلال، ومن اجل اطلاق سراح المخطوفين من كنيسة القديسة ثقلا في معلوله بسوريا الجريحة.

واضاف 'نحن اصحاب العهدة العمرية، علينا ان نكون مفعمين بالأمل اذ ونحن نحتفل بهذه المناسبة الدينية ونستقبل العام الجديد، ننشد في صلاتنا جميعا مسلمين ومسيحيين اعادة الوحدة لأبناء شعبنا الفلسطيني كسلاح حقيقي في مواجهة المحتل.

واوضح ان الحال لم يتغير بالنسبة لمسيحيي قطاع غزه ما زال الاغلبية محرومين من القدوم الى بيت لحم والمشاركة في الاحتفالات وان كان عدد قليل سمح لهم بالخروج  بعد منحهم بتصريح خاص من قبل الاحتلال، هذا كله وسط اجراءات وتعقيدات امنية صعبه.

واحتشد عدد كبير من الفلسطينيين والأجانب، اليوم الاثنين، في ساحة المهد بمدينة بيت لحم للبدء باحتفالات عيد الميلاد المجيد للطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الشرقي.

واحتضنت مهد المسيح مع احتفالات أعياد الميلاد المجيدة القادمين إليها وفتحت ذراعيها لهم، وظهرت بصورة جليه تعبر عن عظمة الاحتفالية، وارتسمت الفرحة والبهجة على وجوه المحتفلين، وخاصة الأطفال منهم، ووقفت المدينة وسكانها شامخين متحديين المحتل الذي يواصل حصارها وإبقاءها منفصلة عن توأمها الروحي والديني والتاريخي مدينة القدس.

أعداد قليله من مسيحي قطاع غزه سمح لهم بالحضور إلى بيت لحم للمشاركة في الاحتفالية بسبب الإجراءات الأمنية الإسرائيلية المعقدة.

وأشار مستشار الرئيس للشؤون المسيحية زياد البندك، إلى أن بيت لحم تتسلح اليوم وهي تستقبل المحتفلين بإرادة قويه، متحديه كل الإجراءات الاحتلالية التي من شأنها أن تنغص أجواء الاحتفال.

وقال البندك: 'نحن إذ نحتفل بهذه المناسبة الدينية فكلنا أمل ورجاء أن يسود هذا العام أجواء أفضل وأن يزول الاحتلال والجدران التي تحيط بهذه المدينة، والتمتع بحرية العبادة والتنقل بين مدينتي بيت لحم والقدس دون معيقات وحواجز احتلالية'.

ذروة الاحتفالات إيذانًا بانطلاقتها للطوائف المسيحية الأرثوذكسية التي تسير وفق التقويم الشرقي في الأرض الفلسطينية، شهدتها ساحة المهد ظهر اليوم مع وصول موكب غبطة بطريرك الروم الأرثوذكسي في المدينة المقدسة وسائر فلسطين والأردن البطريرك كيريوس كيريوس  ثيوفيلس الثالث إلى بيت لحم قادمًا من القدس.

الموكب الرسمي انطلق من مقر البطريركية في البلدة القديمة من القدس، مرورا بدير مار إلياس، حيث توقف الموكب حسب 'الستاتيكوس' المتبع، وكان في الاستقبال المطارنة والكهنة، ورئيس بلدية بيت جالا نائل سلمان، ورئيس بلدية بيت ساحور هاني الحايك، ونائب رئيس بلدية بيت لحم المهندس عصام جحا، ووجهاء الطائفة الأرثوذكسية، ورؤساء الجمعيات الدينية والخيرية، بعدها تناولوا طعام الإفطار التقليدي الديني.

وواصل الموكب مسيرته مرورا بمسجد بلال بن رباح'، ثم مفرق العمل الكاثوليكي، عبورا بشارعي 'رأس فطيس' والنجمة، وصولا إلى بلاط كنيسة المهد حيث الاستقبال الرسمي، من قبل محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل، رئيسة بلدية بيت لحم فييرا بابون، ومستشار الرئيس للشؤون الدينية المسيحية زياد البندك، ومدير عام الشرطة المقدم الحقوقي علاء الشلبي، وقائد المنطقة العميد سليمان عمران، ورؤساء الأجهزة الأمنية الأخرى، ورجال الكهنوت الأرثوذكسي، ومخاتير ووجهاء الطائفة وأبنائها.

سار البطريرك بعد مصافحة مستقبليه إلى باب كنيسة المهد، وجرى توديعه هناك، ومن ثم دخل الكنيسة وأقام صلاة خاصة استعدادًا لقداس منتصف الليل.

وقال غبطة البطريرك ثيوفيلس الثالث: 'رسالتنا اليوم هي  رسالة محبه بأن يحل السلام العادل الشامل، سنصلي من أجل السلام لجميع العالم ومن أجل وقف أحداث العنف في الشرق الأوسط وغيره، ومن أجل إيقاف الأعمال الإرهابية، واحترام الحرية الدينية والعبادة، وتحرير رؤساء الكهنة المخطوفين والراهبات المخطوفات، ومشاركة الجميع بآلامهم ووحدتهم'.