المواطن سابا يحتفل بالميلاد وحيدا في غزة وأسرته في بيت لحم
عنان شحادة
اضطر المواطن رامي سابا من قطاع غزة إلى الاحتفال وحيدا بعيد الميلاد المجيد حسب التقويم الشرقي بعيدا عن أسرته المتواجدة في مدينة بيت لحم.
قصة المواطن سابا ( 42 عاما ) ويسكن في منطقة تل الهوى وسط مدينة غزة، تعود إلى رفض الاحتلال منحه تصريحا خاصا لمرافقة عائلته نحو مهد المسيح والمشاركة في الاحتفالات، كما قال لـــــ 'وفا'.
يقول 'منذ خمسة سنوات أنا مرفوض أمنيا حسب المفهوم الاحتلالي، يرفضون اعطائي تصريحا للخروج من قطاع غزة دون مبرر يذكر، وهذا يأتي في اطار التنغيص الحقيقي لإفساد أجواء البهجة وحرية العبادة التي نفتقدها منذ زمن'.
وأضاف أن الاحتلال دوما يحاول إفساد أجواء الفرحة والبهجة في مناسباتنا الوطنية والدينية، مشيرا الى أن زوجته وثلاثة أبنائه تم إعطاؤهم التصريح الخاص والتوجه الى بيت لحم لأول مرة، ، لكن بفرحة ناقصه ووسط بكاء رافضين..
وحال المواطن سابا هو حال عدة آلاف من مسيحيي قطاع غزه الذين يواجهون الصعاب الجمه في الخروج والوصول الى أماكن العبادة في الضفة الغربية ومدينة القدس.
في أحد أركان ساحة المهد تواجدت أسرة سابا، بين المحتشدين ينتظرون وصول موكب بطريرك الروم الأرثوذكس في أراضي فلسطين والاردن والاراضي المقدسة.
أم حنا قالت، رغم تواجدنا في بيت لحم ومشاركة المحتفلين بهذه المناسبة الدينية ولأول مرة، الا انني اشعر بفرحه ناقصه في ظل غياب زوجي، مشيرة انها فضلت عدم المجيء والبقاء في غزة لمشاركة زوجها الا أنه' زوجها' فضل ارسالنا الى بيت لحم، من أجل إدخال البهجة والفرحة في قلوب أطفالنا.
وأعربت عن دهشتها بالأجواء العامة التي تعيشها بيت لحم في مثل هذه المناسبات، مشيرة الى أنها كانت تتابعها عبر شاشة التلفاز، لكن على أرض الواقع هناك رهبه للمكان والحدث.
من جانبه قال رئيس اللجنة المدنية في قطاع غزة ماهر ابو العوف لــ' وفا'، إن الاحتلال دوما يقيد تحركات المواطنين ويحرمهم من حرية إقامة الشعائر الدينية، من خلال الرفض بمنح التصاريح الخاصة إلا لعدد قليل.
وأوضح أن الاحتلال منح خلال أعياد الميلاد للغربيين والشرقيين 608 تصاريح فقط دون زياده عن الأعياد الماضية في حين تم رفض 17 طلبا منهم كبار في السن يتجاوز أعمارهم الـــــ 55 عاما، لافتا إلى أن الاحتلال يقيد منح التصريح لمن هم دون الـــــ 16 عاما والأكبر من 35 عاما.
وأوضح الناطق الرسمي باسم الكنيسة الارثوذكسية الأب عيسى مصلح، أن الحال لم يتغير بالنسبة لمسيحيي قطاع غزه ما زالت الأغلبية محرومة من القدوم الى بيت لحم والمشاركة في الاحتفالات بسبب اجراءات الاحتلال التعسفية، وان كان قد سمح لعدد قليل بالخروج، ولكن وسط إجراءات وتعقيدات أمنية صعبة.