افتتاح أعمال مؤتمر اتحاد إذاعات الدول العربية لأول مرة في فلسطين
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
افتتح اتحاد إذاعات الدول العربية، التابع لجامعة الدول العربية صباح اليوم الأربعاء، أعمال الاجتماع السابع عشر لمؤتمر اتحاد إذاعات الدول العربية، لأول مرة في دولة فلسطين.
وشارك في الافتتاح، الذي نظم بمدينة رام الله، رئيس الوزراء رامي الحمد لله، ورئيس مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية رياض الحسن، ومدير عام اتحاد الإذاعات العربية صلاح الدين معاوي، ورئيس اللجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائية العربية رمضان رواشدة، ووكيل وزارة الإعلام محمود خليفة، وعدد من ممثلي وسائل الإعلام العربية.
ورحب الحسن في كلمته نيابة عن الرئيس محمود عباس، بالمشاركين والحضور، مشيرا إلى أن المؤتمر يشكل لبنة إضافية إلى سلسلة الاجتماعات السابقة التي أثرت العمل الإعلامي العربي، وساهمت في تعزيز التضامن والتعاون والتشارك بين وسائل الإعلام العربية، تنفيذا للرسالة السامية التي تحملها جامعة الدول العربية.
وأعرب عن أسفه الشديد من الغياب القسري لبعض الزملاء الإعلاميين الذين حرمتهم سلطات الاحتلال من المشاركة في أعمال المؤتمر، بقوله: إنها ضريبة ندفعها على كل المستويات طالما الاحتلال جاثم على أرضنا، ويخنق أنفاسنا ويعطل كل أوجه حياتنا'.
وأضاف مخاطبا الحضور: 'لعلكم سترون بأم العين خلال زيارتكم آثار الاحتلال ونتائج سياسة الاستيطان التوسعية والعنصرية والتهويدية التي تمزق الأرض الفلسطينية، وتقطع التواصل الجغرافي بين مدن الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، في مسعى لتقييد التواصل والتنمية، وتشكل تهديدا لمستقبل الدولة الفلسطينية'.
وتابع الحسن 'فخرا لنا استقبال أشقائنا العرب على أرضنا، وندعوهم دائما للتعبير المباشر عن التضامن مع شعبنا في مواجهة الاحتلال، من خلال زيارة فلسطين، والتعرف عن كثب عما يعانيه الشعب الفلسطيني في نضاله المتواصل منذ بداية القرن الماضي بحثا عن الحرية والكرامة والاستقلال'.
من جانبه، تعهد رئيس الوزراء الحمد الله بتقديم كافة التسهيلات اللازمة لفتح المزيد من مكاتب المؤسسات الإعلامية العربية في فلسطين، داعيا اتحاد الإذاعات العربية إلى إيلاء القضية الفلسطينية المزيد من الاهتمام، ومتابعة أوضاع الشعب الفلسطيني، وإطلاع العالم عليها.
وقال: 'تتطلع الحكومة إلى مزيد من التعاون بين الصحافة الفلسطينية المحلية ووسائل الإعلام العربية، للاستفادة من التطور والنجاح التي وصلت إليه من جهة، ولكي تبقى القضية الفلسطينية حاضرة دوما في الاعلام العربي من جهة أخرى'.
وأضاف أن النهوض بالإعلام يساهم في تصويب السياسات، وضمان جودة الأداء الحكومي، والوصول إلى المعلومات بسرعة ودقة، بما يشكل مكونا اساسيا لتطوير أداء مؤسسات الدولة، من خلال ضمان حرية التعبير والرأي والكلمة، وتطوير قدرات العاملين فيه، وتشجيعهم على ممارسة دورهم الرقابي على أداء المؤسسات العامة والخاصة والأهلية'.
وأثنى على دور الصحافة الفلسطينية في فضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وإبراز رسالة الشعب الفلسطيني وقضيته إلى العالم أجمع، بالإضافة إلى أنها تشكل شريكا أساسيا في جهود بناء مؤسسات الدولة، من خلال فتح قنوات الاتصال مع المواطنين، للمساهمة في تحديد أولويات التدخل الحكومي، لتعزيز صمود شعبنا على أرضه، والدفاع عن قضيته.
وأعرب صلاح الدين معاوي، باسم الاتحاد واللجنة العليا للتنسيق بين القنوات العربية، عن سعادته بالتواجد في فلسطين، وقال: هذا البلد العربي العريق الذي يحتل مكانة في قلوب ووجدان الجميع، ويمثل هذا المؤتمر حدثا تاريخيا بالنسبة للدول ووفودها المشاركة.
وبين معاوي 'أن الحكومة الفلسطينية تولي اهتماما بمسيرة الاتحاد ومتابعة لأنشطة أجهزته الفنية ولجانه المتخصصة، وانخراطها في العمل العربي المشترك وتثبيت مقوماته، للنهوض بالإعلام السمعي البصري العربي في ظل عصر الثورة الاتصالية الذي لم تعد تحدياته خافية على أحد'، متوجها بالشكر لوزارة الاعلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية على رعايتها وحرصها لتأمين كافة السبل لتحقيق نجاح المؤتمر وفعالياته'.
وأشار إلى أبرز الوظائف والأدوار التي تطلع بها اللجنة العليا من التنسيق بين الفضائيات العربية العمومية منها والخاصة، والأجهزة الإعلامية المعنية بقضايا البث التلفزيوني عبر الأقمار الاصطناعية وسائر المنظمات والمؤسسات العربية ذات العلاقة، إضافة إلى وضع خطط عملية واضحة لآليات التعاون والتكامل بين مختلف الأطراف، من أجل تحقيق الغايات التي يسعى الاعلام العربي الى بلوغها على الصعيدين الإقليمي والدولي، لاسيما في محيطنا الاتصالي المعقد والموسوم بتسارع نسق التحولات الطارئة، وتنامي عدد القنوات الفضائية العربية بشكل هائل' .
وأضاف: 'سيكون اجتماعنا الذي يحفل جدول أعماله بعدة بنود مهمة مناسبة سانحة للتباحث في جملة من المواضيع الحيوية، وفي طليعتها التقرير السنوي حول وضع البث الفضائي العربي 2012-2013 الذي أصدرناه في الآونة الأخيرة، إلى جانب درس مشكلة التشويش، والتداخل الساتلي، واستعراض حصيلة النشاط في مستوى الباقة العربية الموحدة والتطورات التكنولوجية التي يشهدها القطاع السمعي البصري، ومستجدات نظام الاتحاد للتبادل متعدد الوسائط والخدمات على 'الساتل'، 'المينوس اسبو'.
ولفت معاوي إلى أن اللجنة ستولي عناية خاصة للشأن الإعلامي الفلسطيني، من خلال التطرق إلى تنظيم الأيام الإعلامية المفتوحة لدعم القضية الفلسطينية وصمود القدس الشريف تلفزيونيا وإذاعيا، ودور الفضائيات العربية في تقديم السند الإعلامي المبتغى للقضية الفلسطينية على الصعيد الخارجي، والمساعدة المطلوبة لهيئة الإذاعة والتلفزيون، وتفعيل التعاون معها في المجالات البرامجية والإخبارية والفنية والتدريب.
وقال إن الاتحاد وضع إحدى دوراته السابقة في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون تحت شعار 'القدس' لمناسبة احتفاليتها عاصمة للثقافة العربية، تكريما لهذه المدينة التاريخية الخالدة ولمكانتها التاريخية، فضلا عن تخصيص المسابقات التي تشكل حافزا للمبدعين العرب على انجاز البرامج المبتكرة حول فلسطين، كاشفا أنه سيتم اطلاق جائزة سنوية جديدة يمنحها أعضاء اللجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائية العربية لأفضل عمل تلفزيوني يتم إنتاجه عن القدس، معربا عن أمله بالخروج بتوصيات هادفة ومقترحات بناءة كفيلة برفع أداء أجهزة الاتحاد وتفعيل جهود أعضائه.
من جانبه، تحدث رواشدة عن أهمية انعقاد هذا المؤتمر بفلسطين، كرسالة ودليل على استمرار الدعم والوقوف العربي إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتقديم الدعم للإعلام الوطني الفلسطيني'، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلي إلى زوال، رغم ممارساته اليومية التي تحاول تهويد القدس وطمس معالمها'.