الشاعر عدنان الصائغ نقد ومشاكسة وحديث عن تجربته الشعرية في متحف درويش
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
قدم د.ايهاب بسيسو قراءة في تجربة الشاعر العراقي عدنان الصائغ الأدبية والانسانية في لقاء جمعه وجمهوره في فلسطين ضمن برنامج " مبدع في حضرة درويش" وتحدث بسيسو عن تأثيرات المنفى والوضع السياسي في العراق على كتابات الصائغ الشعرية، وأشار إلى الوضع الاجتماعي الذي نشأ فيه الصائغ منذ الطفولة في الكوفة حتى الانتقال إلى بغداد وتداعيات هذه النقلة النوعية على نفسيته وعلى نمط الكتابة المختلف والذكي الذي اتبعه الصائغ بعد ذلك ودخوله وانخراطه في مجتمع بغداد العصري وتياراته المنفتحة، والتي من خلالها دخل في عدة تجارب جعلت من ملحمته الشعرية "نشيد أوروك" حالة فريدة وعميقة تخلق بلبلة في الشارع العراقي وترسم مشهداً شعرياً يتجلى عن طريق انتاجها بشكل مسرحي تحت عنوان "في هذيانه يقظاً".
من جانبه عبر الصائغ - الذي تبرع بمجموعاته الشعرية والأدبية لجامعتي بيرزيت والقدس أبو ديس- عن سعادته وامتنانه لهذه الاستضافة وعن فخره بامتداد ووصول ألمه من العراق الى فلسطين واشار الى جولته مع المتحف الى مدينة بيت لحم ونابلس والقدس والتي ذكرته بأول قصيدة كتبها عن فلسطين عندما كان بالصف السادس والتي فاز بجائزة عنها، كما وتحدث الصائغ عن قصيدته "نشيد أوروك" والتي اعتبرها النقاد ملحمة في ذلك الوقت وهي أطول قصيدة بالتاريخ ويفضل تسميتها بالقصيدة الطويلة لا بالملحمة وأنها من أهم أعماله، وتطرق الى الانقلاب النوعي في طريقة كتابة الشعر لديه بفضل الأديبين "محمد الماغوط" و"جبرا ابراهيم جبرا.
وعن خروجه من بغداد وحياته في المنفى وضح الصائغ بأن قراره كان بحثا عن الحرية المطلقة وهروباً من مقص الرقيب الذي كان يهدد كتاباته وذلك إيمانا منه أن الحرية هي من تصنع الإنسان والإنسان يصنع بعد ذلك الوطن، خصوصاً ان الكتابة الإبداعية في العراق كانت كالمشي في حقل للألغام.
وحمل الشاعر المشاكسة ثيمة رئيسية في حياته وشعره منذ الطفولة وكان لهذه المشاكسة أثر في فهم البعض لأشعاره وتفسيرها بشكل خاطئ كما أنها لا تعجب الكثير من رجالات السياسة، والتي كانت سببا في محاولة الاعتداء عليه في إحدى الأمسيات الشعرية في العراق عام 2006. حيث كان العراق مشحونا بالطائفية وعلى الرغم من ذلك يدعي الصائغ أنه ليس مشاكسا كفاية.
واختتمت الأمسية بقراءة الصائغ لعدد من قصائده وبعض النصوص المختارة. التي امتازت بنقد الفكر الطائفي والتسلطي، ومحاولة قولبة الإنسان العربي في إطارات ضيقة متصارعة.