أين تذهب أدوية غزة.. المستشفيات بلا دواء والمرضى يشترونها على حسابهم؟؟
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
لا تستغرب عند قراءة هذا العنوان, فالشمس لا تغطى بغربال, هذا ما يجري في مستشفيات قطاع غزة رغم المساعدات الطبية التي تصل من الضفة الغربية والدول العربية إلى حكومة حماس المقالة.
ولكن المفارقة أن أطباء في مستشفى الشفاء بغزة قرروا إخراج بعض المرضى من أقسام العناية المركزة لعدم وجود دواء.
إجبار المرضى على شراء الأدوية..
وحسب عدد من المواطنين الذي اشتكوا لـ"وكالة فلسطين برس للأنباء" من تردي أوضاعهم الصحية في مستشفيات قطاع غزة قالوا إن الأطباء أجبروهم على شراء الأدوية الخاصة بهم من الصيدليات الخارجية نظراً- حسب إدعاءهم- عدم وجود أدوية في مستشفيات وزارة الصحة المقالة.
ووفق للمواطنين الذي اشتكوا أن بعض الأدوية التي أقدموا على شراءها من الصيدليات كان مكتوب عليها " ليست للبيع" أو منحة من أحد الدول العربية, وهذا ما شكل هاجس للكثير منهم وحالة استياء كبيرة نظراً لعدم مراقبة صحة المقالة لتلك الأدوية الأمر الذي يضع مئات علامات الاستفهام أمام تورط الحكومة المقالة في بيع المساعدات الطبية التي يتم إرسالها إلى قطاع غزة.
تعليمات رئاسية بتقاسم الدواء والغذاء والماء..
وقال الدكتور عمر النصر مدير العلاقات العامة والإعلام بوزارة الصحة إن وزارة الصحة وبناءً على توجيهات وتعليمات الرئيس محمود عباس بأن حبة الدواء والماء والغذاء خط أحمر بالنسبة لأهلنا في قطاع غزة, استمرت وزارة الصحة خلال السنوات الماضية من عمر الانقلاب بالتزاماتها.
وأضاف النصر قائلاً في تصريح خاص لـ" وكالة فلسطين برس للأنباء", أرسلنا خلال السنة الماضية عشرات شاحنات الأدوية إلى مخازن وزارة الصحة بغزة, مشيراً إلى أن وزارة الصحة أرسلت الأسبوع الماضي 15 شاحنة بحمولة قيمتها 2 مليون دولار أي ما يقدر بـ"7 مليون شيكل " لمستودعات الوزارة في قطاع غزة.
هناك بعض الأصناف غير متوفرة..
ولفت النصر إلى أن هناك بعض الأصناف غير متوفرة في مستودعات وزارة الصحة بالمحافظات الجنوبية نظراً للأزمة المالية التي تعاني منها الحكومة وبالتالي لا تتوفر تلك الأصناف في قطاع غزة.
الوضع الدوائي في غزة أفضل من الضفة الغربية.
وأوضح مدير العلاقات العامة في وزارة الصحة أن العديد من الأدوية التي يتم إرسالها إلى قطاع غزة تشكل شريان الحياة بالنسبة لأهالي قطاع غزة إضافة إلى العديد من الأدوية التي تصل إلى غزة عبر الأشقاء العرب قائلاً " من المفترض أن يكون الوضع الدوائي في غزة أفضل من الضفة الغربية ".
وقال إن هناك قوافل قامت بإرسالها تركيا وقطر والإمارات وإتحاد الأطباء العرب والإغاثة الإسلامية إلى مستودعات وزارة الصحة بغزة.
وشدد النصر على أن وزارة الصحة ملتزمة بتعليمات الرئيس محمود عباس ووزير الصحة جواد عواد بضرورة تقاسم حبة الدواء ما بين المحافظات الجنوبية والشمالية, قائلاً " إن كل الأدوية المتوفرة لدينا نقوم بتقاسمها مع غزة ".
ورغم كل تلك المساعدات إلا أن وزارة الصحة المقالة تؤكد للمرضى عدم وجود أدوية في مستشفيات الأمر الذي يدفع المواطنين لشراء تلك الأدوية من الصيدليات على حسابهم الخاصة رغم كل المعاناة التي يعانوها نتيجة ظروفهم الإقتصادية.
المساعدات العربية تصل غزة من خلال السلطة..
وقال النصر إن هناك بعض الجهات التي تقوم بإرسال الأدوية وبعض التجهيزات لغزة بناءً على موافقة وزارة الصحة ضمن الاتفاقيات الموقعة ما بين الوزارة وبعض الجهات المانحة وخاصة الأصدقاء مثل التعاونية البلجيكية والنرويجية لتأهيل وتجهيز عدد من المستشفيات بغزة.
وتابع " هناك جهات أخرى ترسل مساعداتها بالتنسيق مع السفارة الفلسطينية في القاهرة والسلطة الوطنية وليس من خلال وزارة الصحة.
تبرعات عشوائية منتهية الصلاحية..
وأكد مدير العلاقات العامة في وزارة الصحة أن بعض الجهات تقوم بالاتصال المباشر مع حكومة حماس من خلال هيئات الإخوان المسلمين بالعالم.
وأوضح أن تلك التبرعات العشوائية تضع وزارة الصحة الفلسطينية في حالة إرباك كون الوزارة تقوم قبل إرسالها الأدوية لغزة بدراسة الاحتياجات الحقيقية للمواطن في غزة وعليه يجري إرسال قوافل الأدوية للقطاع.
وأضاف " إن تلك التبرعات العشوائية التي يتم إرسالها لغزة من خلال هيئات الإخوان دون التنسيق مع وزارة الصحة تشكل خطورة حقيقية على حياة المواطنين لأنها في بعض الأحيان تكون منتهية الصلاحية ولا يكون لها لزوم بالنسبة للمواطنين.
ودعا مدير العلاقات العامة في وزارة الصحة تلك الهيئات بالتنسيق مع وزارة الصحة من أجل إرسال تبرعاتها الدوائية لقطاع غزة حتى يتسنى للمواطنين المرضى الاستفادة منها قدر الإمكان.
ويبقى التساؤل الأكبر أين تذهب كل تلك الكميات من الأدوية التي تصل قطاع غزة ومن هي الجهة المستفيدة من عدم وجود الدواء في مستشفيات قطاع غزة ؟!!
عن فلسطين برس