بعد 3 قصص ناجحة.. الحصار يمنع لقاء فرنسي بفتاة أحلامه "الغزية"
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
في حين نجح ثلاثة شبان مسلمين من دول الصين والهند والسنغال، بكسر المسافات وقطع الحدود وصولا إلى قطاع غزة للارتباط بثلاث فتيات غزيات تعرفوا عليهن بطرق مختلفة، لم ينجح الشاب الفرنسي المسلم "سمير عبد الرحمن" من تحقيق حلمه بلقاء فتاة حبه الأول، الغزية "فاتن" والتي كانت تأمل في أن يتوج عام 2014 بإعلان زواجهما.
واقعة تعارف سمير وفاتن، ورغبتهما بالزواج وكسر كل الأعراف والتقاليد في أوساط المجتمع الغزي بعدم إمكانية زواج الفتاة من شخص يحمل جنسية أجنبية غير عربية، لم تكن الأولى بعد أن أضحت شبه ظاهرة نجحت ثلاثة فتيات هن "إيمان أبو اسبيتان" و"مفاز يوسف" و"ياسمين السنونو" في تثبيتها بالزواج على التوالي من الصيني "موسى" والهندي "بدر خان سواري" والسنغالي "عثمان"، قبل أن تسبقهما فتاة رابعة هي شقيقة مفاز بالزواج من شاب تركي.
وعلى اختلاف قصص ارتباط سابقة، عاش "سمير" (28 عاما) من سكان مدينة تولوز جنوب غرب فرنسا، والفتاة "فاتن.ق" (22 عاما) من سكان محافظة خانيونس، قصة حب استمر لعامين، حيث تعرفا على بعضهما عبر الانترنت والحديث سويا لساعات طويلة دون أن يلتقيا مباشرة بعد أن فشلت كل محاولاتهما وخططهما المشتركة للالتقاء.
وتقول "فاتن" لـ القدس دوت كوم، "أن سمير وصل إلى مصر خلال شهر تشرين ثان الماضي، في محاولةً منه للدخول إلى غزة، إلا أنه لم يُسمح له لأكثر من مرة من قبل السلطات المصرية بالدخول دون إبداء الأسباب، موضحةً أنها تحدثت لذويها عنه وأنه وصل إلى القاهرة خصيصا للوصول لغزة والتقدم لخطبتها.
ولفتت إلى أن ذويها رحبوا بقدوم صهرهم المفترض إلا أن جميع محاولاته فشلت بالدخول لقطاع غزة مع إصرار الجانب المصري على منعه من الدخول خلال الفترات القصيرة لأيام قليلة من فتح المعبر، فيما لم تنجح محاولاتها لإقناع ذويها بمحاولة مغادرة القطاع باتجاه مصر للقاء حبيبها.
وأشارت إلى أنها خططت مع شقيقها لمحاولة جلبه عبر الأنفاق إلا أن خطتهما لم تنجح أيضا مع إقدام السلطات المصرية منذ حزيران الماضي على تدمير كافة الأنفاق المنتشرة على طول الحدود مع القطاع، ما حذا بسمير (الذي يعمل محاسبا قانونيا في شركة خاصة) العودة إلى بلاده بعد أسبوعين كاملين من محاولته الدخول إلى غزة.
ولم تخفِ فاتن (التي رفضت نشر اسمها كاملا) حزنها العميق من فشل خططهما التي قالت أنها لم تتوقف حتى الآن رغم مرور كل الأشهر الماضية لمحاولة الالتقاء مجددا وإقناع ذويها لها بالسماح لها بالسفر له والتي تقول أنهم يخشون عليها ولا يحبذون أن تعيش بعيدا عنهم دون الزواج بشكل رسمي في غزة.
كما لم تخفِ فاتن "حبهما الشديد" لبعضهما، مبينةً في حديثها لـ القدس دوت كوم، أن سمير (الذي يتحدث العربية قليلا وتخاطبه بها إلى جانب الانجليزية) لا زال حزين جدا بسبب فشلهما في اللقاء، حيث كانا يأملان بأن يقضيا عام 2014 معا وأن يتوج بزواجهما في غزة ثم الانتقال لمدينة تولوز في فرنسا لعقد حفل زفاف آخر حسب التقاليد المتبعة هناك.
وأشارت إلى أنهما خططا للعيش في تولوز حيث يعيش سمير في منزل مجاور لمنزل عائلته التي تنحدر من أصول مصرية ومغربية، لافتةً إلى أنه ولد وعاش هناك طوال سنوات حياته ولذلك لا يتقن العربية بشكل كبير.
وأعربت فاتن عن أملها في أن تتخطى المشاكل التي تواجههما وأن يتمما حبهما بالزواج قريبا وكسر كل أسوار الحصار والمشاكل للاجتماع سويا تحت مظلة الحياة السعيدة.