قوات الاحتلال تجبر عائلات من بلدة طمون على النزوح    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم ومخيمها لليوم السابع     الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها لليوم السابع على التوالي    آلاف النازحين يبدأون بالعودة إلى شمال قطاع غزة عبر شارع الرشيد    شهيد وإصابتان برصاص الاحتلال قرب حاجز قلنديا    مصر تؤكد رفضها لأي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض أو التهجير    "مركزية فتح" تؤكد رفضها القاطع لمحاولات تهجير أبناء شعبنا من أرضهم    الاحتلال يفرج عن الدفعة الثانية من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    "ثوري فتح": نشارك أبناء شعبنا وعائلات الأسرى المفرج عنهم فرحتهم    الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها: اعتقالات وتجريف محيط مستشفيي جنين الحكومي وابن سينا    الخليل: استشهاد مواطنة من سعير بعد أن أعاق الاحتلال نقلها إلى المستشفى    الاحتلال يطلق الرصاص على شاطئ مدينة غزة ومحور صلاح الدين    الاحتلال يشدد من اجراءاته العسكرية ويعرقل تنقل المواطنين في محافظات الضفة    الرجوب ينفي تصريحات منسوبة إليه حول "مغربية الصحراء"    الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل  

الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل

الآن

المسلكيات في الثقافة الذاتية والحركية- العضوية والانتماء والهوية الفتحاوية- ح 4


سؤال يطرحه البعض ما الفرق بين التنظيم وبين الكادر المنظم وما علاقة ذلك بالانتماء، ولكي نحسن الإجابة نقول أن التنظيم ثابت والمتغير هو الكادر، وثبات الكادر من ثبات الحركة، وبالتالي فإن المتغيرات التي تخص الكادر ليست بالضرورة أن تُسقَط على الحركة والتنظيم، بمعنى أن السلوك السلبي يسبب العدوى من كادر لآخر، ولكن السلوك التنظيمي السليم والمطلوب موحد للجميع، وهنا يأتي دور الانتماء، فكونك تنتمي للثابت وهو التنظيم فيجب أن يكون الانتماء واضح، و قوة الانتماء درجات، ويتحكم في ذلك عدة عوامل ومنها درجة الوعي والثقافة التنظيمية، المرتبة التنظيمية واجباتها، وفهم طبيعة المهمة والعمل الجماعي المنوط بها، فالانتماء هو أحد القيم الراسخة كالجبال فلا يمكن فهم أسباب عضو لا يتحلى بالانتماء ولا يمارسه تطبيقا في شخصه وفي إطاره وفي هيكله وفي مجتمعه، ولهذا علاقة بالتنشئة، لهذا علينا أن نهتم بالأشبال والزهرات والفتوة والشبيبة وكافة القادمين لاحقا لممارسة مهامهم التنظيمية، أي نذهب بثقة وبسلام إلي المستقبل ، فكلما استطعنا أن نعيد التنشئة بعيدا عن التوجيه السلبي والشحن التخريبي والإسقاط الحركي في مستنقع المفاهيم المغلوطة، كلما أصبحنا ناجحين في مستقبلنا واستطعنا صناعة قادة يعرفون كيف يميزون بين الحق والباطل، وبين المهمة والأولوية .
و كلما زاد انتماؤنا إلى أهمية الانتماء وقدسيته، كلما أدى ذلك إلى التعاون والوفاء للحركة والتضحية بالمال والجهد والوقت لها وبالتالي نجاح برنامج البناء والاستنهاض المنشود وإعادة ترتيب الهيكل والإطار وتوصيف طبيعة العمل والواجبات والحقوق،  إن ما نلمسه اليوم من مظاهر سلبية في المسلكيات، ومن تنازع غير حميد، يتنافى مع مفهوم الانتماء الحقيقي ويعتبر من معيقات تقدم الكادر وقدرة الحركة على الصمود أمام التحديات، لا يمكن معالجته دون أن يكون هناك سياج للتنظيم يحميه من العابثين والمغرضين والأنانيين الذي ينتصرون فقط لرغباتهم التي لا تخدم المجموع بل تخدم الفرد وبالتالي تعتبر عامل تثبيط وتخريب وإعاقة، وإضافة معيقة ومنَّفرة لكل العثرات التي تعيق المسيرة والبناء، فلا يكفي أن نقول نحن أبناء فتح، بل المطلوب والمقبول هو أن نفهم لماذا ننتمي لحركة فتح وماذا يمكن لنا أن نقدم لحركتنا التاريخية، وكيف نحافظ على حضورها الوطني والقومي والدولي، وكيف نفتح واقع وقيمة وأهمية فتح في الوطن، بل كيف نعي جيدا أن فتح هي الوطن لنا جميعا.
 إن كل عضو يعمل على إشاعة الصراعات والمناخ الملوث بالخلافات هو عنصر سلبي لا فائدة منه ولا يمكنه أن يفيد الحركة أو الإطار أو البرنامج ، فمن يضحي بسمعة وقدسية التنظيم، واضعاً نفسه في موضع الشبهات التنظيمية وبالتالي فقياس انتماؤه يكون وفقا لذلك زيادةً أو نقصاناً، والمعرَّف أنه كلما زادت الضغوط كلما زاد الانتماء وليس العكس، وبالتالي فإن من يعتقد أن وجوده في التنظيم هو فرصة للترفيه والوجاهة إنما هو قد فشل في تحديد موقعه وأضاع هيبته وحقوقه وسبب انتمائه إلى حركة عملاقة لا تتوقف عند أحد ولا يهزمها أحد مهما علا جبروته أو مؤيديه ،ولاحقا لن يتمكن من أن يدافع عن نفسه، وهذا بكل تأكيد خسارة لسمعة وقوة التنظيم الذي يتكون في مفهومه من مجموعة من الأفراد اجتمعت حول فكرة واحدة لها هدفها وإستراتيجيتها وبرامجها وأدواتها وقيادتها، نعم إن نجاح العضو في الإطار لا يتأتي إلا من خلال وضوح مهمته وصلاحيته لها، وعدم الدفع به إلى بيئة غريبة عنه وعن إمكانياته، فتحديد المهام وتوضيح سبل الاتصال والتواصل والعلاقات التنظيمية والامتداد الرأسي والأفقي والجماهيري هام جدا، وهذه الأهمية تكمن في السيطرة على عوامل التنازع والتنافس الغير مقبول، أو التضارب والتداخل في المهام والأطر أو ازدواجيتها.
إن الانتماء التنظيمي الناجح يعني إيجاد مناخ تنظيمي ملائم يشجع روح المبادرة والعمل بروح الفريق والمشاركة والدافعية ومكافئة المُجِد ومحاسبة المسيء وتوفر إمكانيات البناء والاستنهاض وإدارة التغيير الحركي لمجابهة المتغيرات على كافة الأصعدة .
 إن الانتماء التنظيمي والحركي هو العنصر الأساسي في تكوين الشخصية الفتحاوية وفي إطارها التنظيمي داخل الهيكل وفي إطارها المجتمعي داخل الجماعة والمجتمع والبيت والمؤسسة والنقابة والمكتب الحركي وفي السيارة وفي السوق وفي المسجد وفي كافة علاقاتنا وتعاملاتنا، فالانتماء لحركة فتح يعني الالتزام بسلوكيات ومسلكيات دالة على أصالة الحركة وتاريخها ومتانتها وأخلاقها وإنسانيتها وقيادتها وقدرتها على البقاء والمنافسة والمستقبل، وكلما ازداد تمسك العضو بحركته وازداد وعيه وخبرته واحتكاكه وفهمه لدوره وما يدور في محيطه، كلما نضجت تجربته وأصبح انتماؤه أوعى وأكثر إيجابية.
 إن هويتنا الفتحاوية هي التي تفتح لنا أبواب البناء الذاتي والشخصي، وكلما ازداد إحساسنا وإيماننا بهويتنا، كلما ازداد وعينا وفهمنا لواقعنا ولقيمنا وواجباتنا  وهذه هو المرجعية في قياس الانتماء العملي في الحركة وليس النظري، لهذا علينا الآن أن نفرق بين العضوية وبين الانتماء، فالعضوية واحدة للجميع، أما الانتماء فهو مجموعة العمل والنجاح والقيم وقدرتنا على أن يحقق التنظيم أهدافه المرحلية والاستيراتيجية.
 إن فتح ليست من الغرائب وليست من الصعوبة لكي ننتمي لها فهي  تمثل الاعتدال والوسطية والواقعية الوطنية وفيها حكمة العمل وديمقراطية الرأي وحرية النقاش، فمن يبالغ ويخرج عن النص ويفسد الديمقراطية ويشيع أجواء التنازع التخريبي الفاشل لا يمكن أن يحمل أي قيم انتماء ولا يحمل هوية فتحاوية سليمة وصادقة .
 وننهي حلقتنا اليوم بالقول أن الانتماء هو عطاء مستمر، وفتح هي مجموعة وليست فرد، وهي فكرة وليست نزاع، وان كان اليوم هناك معيقات وتناقضات فهذا لا يعيب حركة عملاقة  دخلت بقوة في عامها الـ48، فالسلوك هو التطبيق وهو العنوان وهو المسرح الكبير الذي يسجل كل الحركات ويضبط المشهد النهائي، فلنرحم أنفسنا وحركتنا ولننتصر لجماهيرنا وفكرتنا واستراتيجيتنا وبقاءنا .

الى اللقاء في الحلقة القادمة
د.مازن صافي
روابط الحلقات السابقة
رابط الحلقة الاولى
http://fatehwatan.ps/page-72049-ar.html
رابط الحلقة الثانية
http://fatehwatan.ps/page-72128-ar.html
الحلقة الثالثة
http://fatehwatan.ps/page-72193-ar.html

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025