حين يصير الأرق بيتا " ذلك هو بيتي" مجموعة قصصية لجمال قواسمي
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
عن دار منشورات قدس آرت" المقدسية، صدر للقاص " جمال القواسمي" مجموعته القصصية الرابعة بعنوان " ذلك بيتي"، والذي سنعرف من خلال 149 قصة قصيرة حملته المجموعة ان بيته هذا هو الأرق.
جمال قواسمي المولود في القدس والساكن فيها والساكنة فيه، يرى في المدينة المقدسة بيته هذا على نحو ما تلاقي المدينة من عذابات ومعاناة ما تزال متواصلة.
يكتب القواسمي بفمه وصوته لا بأصابعه لوجع مزمن في يديه، والمجموعة الرابعة " قواسمية" تماما بالنص الذي له وبلوحة الغلاف التي هي لابنته " محبوبة القواسمي".
مائة وتسعة وأربعون قصة قصيرة بعناوين لافتة بعضها مغرم بالمجاز والتكثيف البلاغي حتى كانها عناوين قصائد حداثوية مثل: " رعب جميل " و " ضمير براغماتي" و " الرأسمالي الذي في بيته نهر من الأحذية".
ومن جو المجموعة القصصية، " ذلك بيتي"
باب الحمام له صرير يرعبني، يبدأ دوام رعبه حالما أضع رأسي على السرير، له بلا شك علاقة أكثر من عابرة مع الريح، إن أبقيت الباب مفتوحا " صررني" وإن أغلقته، يغازل الريح ويطرق حلق الباب طرقات مغناجية، ذات يوم نزعت الباب من حلقه، وأركنته جانبا، فأناب عنه البرد الذي بات يتسلل بل يجتاح البيت ليلا ليجد مرفأه الأخير في جسدي، وعظامي تحديدا، ذات ليلة استيقظت وأنا أرتعش من البرد، وأسناني بين الفينة والأخرى تصطك، نهضت من السرير والتحفت حراما واتجهت إلى الحمام، كان للحلق لهاة كثيرة الحركة وتفوه بأصوات الرعد، هسيس الرياح وفحيح مواسير المياه العادمة، وكان الباب البارد منحنيا فوق كرسي الحمام يتقيأ رائحتي وتاريخي ومرضي المزمن واسمي وقلة حيلتي، ذلك هو بيتي وكان يدعوه وكثيرون من أقاربي ومعارفي باسم واحد: أرق.