مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

الخرائط تنكمش جوعاً...أيضاً!- ثائر ثابت


 في المنفى الناعم، تقتلنا المسافات والابتسامات، وتجرحنا أسنان التاريخ الخشنة، وأشياء كثيرة. ربما مائة صفحة تكفي؛ لتجيب عن سؤال أستاذ الفلسفة حول "ثورات" بلاد اهترأت عذريتها منذ أزمنة، ولم تلد إلا مخاض المجاز، ومسميات مشوهة....!
على إيقاع رشفة شاي إسبانية، أطالع حروف رسائلك القديمة، حرفاً حرفاً، وما بعد الحروف أشتم رائحة البارود المتخثرة في عروق بلادي، ومنفاك أيضاً. كلانا منفي؛ ونمارس لعبة الغربة عادة علنية.
لم أحدثك بعد عن صديق مشاكس مهووس بتاريخ الأوطان المنسية. ذات مرة مزق كتاب "الحروب البدائية" وصراخه كان اوكجسين اللحظة... نُحبها... نُحبها ... بلادهم مسروقة، مقهورة .
كتب البروفيسور بعض كلمات على لوح الصف الالكتروني، وغاب. "البلاد نساء، والأندلس أعدناها للأبد....." !
من بين كومة رسائلك وصورك، انتشل رسم "كاريكتير" ابتدعته من روح خيالك، كاد أن يقتلك، حين أخبرت المحقق ببراءة رقيقة، "هذا استاذ الجغرافيا لا جنرال الكون".
هناك، عندك، من وقتها وأنت تخشى أحاديث الجغرافيا وبسطار الجنرال. بينما هنا، عندي، الجغرافيا حديقة طليقة، والجنرال حافي القدمين، مقيد بالحرية.
ليلاً، على شعلة قمر بعيد، أتسلل عبر نافذة مخيم "فيس بوك" الافتراضي.. تصفعني صورتك...هذا أنت أنت لا غيرك.. ميتاً... عرفتك هذا أنت.. ووشمك خارطة بلادك الحادة منكمشاً. تموت جوعاً، كتجاعيد جدتك العجوز التي ماتت في محراب الانتظار المستحيل.
حبيبي، قتلوك...!
أقتلوك؛ ليرموك...!؟
 وفي موتك يا صغيري، تنكمش كل الخرائط الوهمية جوعاً... وانكساراً .....!

 
 
 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024