الرجوب: كيري لم يأت برؤية تستجيب لإستحقاقات السلام

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري لم يأت برؤية تستجيب لاستحقاقات عملية السلام.

واعتبر اللواء الرجوب، في مقابلة مع قناة العربية، ان كيري يحاول تطوير الموقف الإسرائيلي للاستجابة لاستحقاقات السلم الإقليمي والعالمي الذي له علاقة باستقلال الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على الأراضي الفلسطيني المحتلة عام 67 بما فيها القدس بالإضافة إلى حل مشكلة اللاجئين حسب قرار 194 والمبادرة العربية.

واضاف الرجوب: المشكلة الآن بين الأمريكان والإسرائيليين وليس الأمريكان والفلسطينيين، نحن من اللحظة الأولى قدمنا الرؤية التي تساهم في الاستقرار و السلم العالمي التي ترتكز على قرارات الشرعية الدولية، فلا مجال للتلاعب لا في الموقف الفلسطيني ولا باسم الفلسطينيين.

واكد أن كيري لم يأت للجانب الفلسطيني برؤية تستجيب لاستحقاقات اعتقد ان الأمريكان والسياسة الخارجية الأمريكية من 67 حتى اليوم تتحدث عنها وهي إنهاء الاحتلال إقامة الدولة الفلسطينية وحلا عادلا لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين حسب قرار 194.

الرؤية "العادلة والمتوازنة"
وقال الرجوب: علينا الحديث في حقوق تاريخية وواقع سياسي نحن نعيشه فإذا ما تحدثنا عن الحقوق التاريخية نعم يوجد هناك مشكلة المطروح على الفلسطينيين استمرار الحد الأدنى أو الحد الأقصى من المعاناة. نعتقد في هذه المرحلة أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة وحل مشكلة اللاجئين حلا عادلا بحيث تتحمل إسرائيل مسؤولية حل هذه المشكلة .. ونعتقد ان هذا في ظل موازين القوى في ظل الظروف في ظل الكثير من الاعتبارات هو ما نتحدث عنه وعليه إجماع وطني فلسطيني بالإضافة انه يوجد مبادرة عربية تحتضن هذا التصور.

واضاف الرجوب "نحن في حالة حوار متواصل مع كل الزعماء العرب وبشكل خاص مع لجنة المتابعة العربية وحديثا التقوا في مصر وأبو مازن وضعهم في الصورة .. وزير خارجية قطر لم يشارك في الاجتماع .. الأخ صائب عريقات ذهب إلى قطر ووضعه في صورة التطورات وكل الحيثيات التي لها علاقة بعملية المفاوضات".

لن نعترف بالدولة اليهودية
وبشأن الدولة اليهودية قال الرجوب هذا "كلام مطروح ويتحدث فيه الأمريكان، تحدثوا عنه علنا ونحن قلنا لا وقلنا لماذا لم تطلب إسرائيل ذلك من مصر أو الأردن عندما وقعت معهم اتفاقية السلام ولم يطلبوه منا في 1993؟ نحن اعترفنا بإسرائيل وفق حدود عام 1967 وإسرائيل قبلت بالأمم المتحدة بعد أن غيرت اسمها وقبلت جزءا من العرب ، هذا كلام سخيف يتحدث فيه الإسرائيليون وكانوا هم يقولون أنهم يمنون علينا".

واكد انه "لن تعترف القيادة الفلسطينية بيهودية الدولة تحت أي ظرف من الظروف .. هذه عبارة عن ذريعة يستخدمها نتنياهو للتلاعب بعواطف ومشاعر .. وبالنسبة لنا هذا غير موجود على جدول اعمال نقاش القيادة الفلسطينية".

وبشأن العلاقات مع المملكة الهاشمية، قال الرجوب "توافقنا مع اخوانا الأردنيين على خارطة مصالح مشتركة قائمة على أن الدولة الفلسطينية المستقلة هي مصلحة أردنية ونحن في حالة تنسيق معهم ... ومن يتحدث بتلك اللهجة إما أن يكون جاهلا أو انو يبث سموما لا علاقة لنا فيها".

"نحن نقول الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين .. ونحن في الوقت الحرج كان الموقف الفلسطيني من أقصى اليمين حتى أقصى اليسار واضحا بان استقرار الأردن واستمرار نظام الحكم بالأردن ونمائها وازدهارها هو مصلحة وطنية فلسطينية، لذلك نأمل من إخوانا الأردنيين أن يتصرفوا معنا على أساس أنهم قوة إسناد لتعزيز أسباب صمودنا وبقائنا في وطنا فلسطين ونحن وإياهم توافقنا من اليوم الأول على خارطة مصالح لها علاقة بالدولة ولها علاقة باللاجئين ولها علاقة بالقدس والترتيبات الأمنية ولها علاقة بالحل النهائي للصراع العربي الإسرائيلي".

فلسطين لن تُضم للاردن
ونفى الرجوب أن تضم الضفة للاردن قائلا إن "فلسطين ستكون دولة رغما عن كل العالم .. نفي فلسطين كأرض وشعب هو المشروع الصهيوني .. الوجه الآخر هو الدولة الفلسطينية المستقلة عنصر واجب الوجود في معادلة الصراع ... نحن لسنا إقليميين ولا قُطريين .. الإسرائيليين يريدوا إذابة الفلسطينيين ... يسمون الأردنيين أردنيين والمصريين مصريين بينما فلسطينو 48 سموهم عربا ... كلمة فلسطين هم يسعون إلى نفيها ... نحن لن نذوب في الأردن ولا سوريا ولا أي كيان آخر".

واضاف: الدولة الفلسطينية ستقوم ويجب أن تقوم وهي مصلحة قومية ووطنية وإسلامية ومصلحة للاستقرار الدولي .. لن ترجع الضفة للأردن ولا غزة لمصر ونحن مقتنعين أن الأردن سيكون لاعبا معنا ونحن ننسق معهم وأكيد رح نتفاهم مع الأردن بخصوص الاستقرار الإقليمي وسنتفاهم مع كل الإقليم".

وتمنى الرجوب "من إخوانا الأردنيين على المستوى الشعبي والقيادي الإبقاء على بيئة من الأجواء الايجابية في هذه المرحلة لأننا نسيج واحد، وفي موضوع المفاوضات نحن في حالة وفاق معهم .. وبخصوص القنوات السرية لا داعي لها لم يعد هناك أسرار .. الآن مطلوب حد يأخذ قرار ... نحن أخذنا قرارنا وحتى القوى السياسية والوطنية الفلسطينية تدرك ما هي الخطوط الحمراء التي سنقف عندها".

"نتنياهو منافق"
ووصف الرجوب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بانه "شخص كذاب منافق يميني فاشي لكن هناك درجة تناقض بين ما يقوم به من عدوان أحادي الجانب من استهتار لقرارات الشرعية الدولية وقيم ومصالح العالم وصلت مرحلة التفجير".

واعتبر ان من "واجبنا الإبقاء على حالة الصدام بين إسرائيل والعالم حتى مع الأمريكان، فلأول مرة يتحدث الأمريكان عن الاستيطان بشكل متطور ... لأول مرة يأخذ الأوروبيون قراراً له علاقة بالمستوطنات .. هناك حالة إجماع تدين السلوك الإسرائيلي .. نحن نأمل من بعض العرب والمسلمين ومعظم الكذابين أن يتركوا السب على أبو مازن ... لو أردنا التنازل لتنازلنا منذ زمن .. اتركوا المعركة والصدام بين العالم ونتنياهو ونجند كل قوانا وجهدنا باتجاه هذا الاحتلال".

وقال ان "العنصر الحاسم في المعركة هو هذا الوجود الفلسطيني لأنه يوجد 4 ونص مليون فلسطيني في الضفة وشرق القدس وغزة ومطلوب من العرب توفير أسباب البقاء والصمود لهم والحياة على أرضهم".

الخطط الامنية في الاغوار
وحول السيطرة الأمنية على الأغوار وأراضي دولة فلسطيني قال الرجوب: القيادة الفلسطيني لن تقبل بوجود عسكري على أي سنتمتر من الأراضي الفلسطينية المحتلة .. نقول دولة كاملة السيادة يعني جلاء الغزاة عن أراضينا سواء مستوطنون وغيرهم.

"موضوع غور الأردن أثاره الإسرائيليون والأمريكان من جانب امني واعتقد أن أي أحد يفهم بالأمن .. ومجلس الأمن القومي الذي يتحدثون عنه هو مجموعة جنرالات خارج الحكم قالوا لا يوجد هناك أي جدوى أمنية من بقائنا هناك وهذا لا يوفر لنا امن .. البديل أن يكون هناك تعاون ثنائي بين الأردن وفلسطين .. وتعاون إقليمي وتعاون دولي ولا يوجد عندنا مشكلة بذلك.. لن يبقى إسرائيلي واحد على راضينا .. غور الأردن بالنسبة لإسرائيل سلة غذاء ومشروع استثماري وليس قضية أمنية، والأمن بالنسبة لإسرائيل لن يُحل إلا بإنهاء عدوانهم واحتلالهم"، اضاف الرجوب.

وقال الرجوب "نحن ابلغنا كيري ان عام 2014 يجب ان يكون عام حسم لحل الصراع .. إما أن ينتهي الاحتلال وتقوم الدولة وإما أن تدخل المنطقة في دوامة لا يعرف احد تداعياتها .. الإسرائيليون لن ينعموا بالأمن واستمرار الاحتلال والاستثمار لا في الغور ولا غيره .. لن يكون تمديد .. نحن ننتظر قرارا من خلال الأمريكان من جانب إسرائيل .. هل يريدون سلاما أم استيطانا .. اذا كانوا يريدون السلام فاعتقد انه يحل مشاكلهم الديموغرافية والأمنية، السلام يحل مشاكلهم ومشاكل الاعتراف بهم .. إما إذا كانوا يريدون الاحتلال والاستيطان فان كل الخيارات ستكون أمامنا موجودة على الطاولة ومفتوحة".

واوضح ان "الإستراتيجية الفلسطينية ليست سرا فهي ترتكز على ترتيب البيت الفلسطيني بما فيها انجاز المصالحة الوطنية على أرضية سياسية قادرة على حمل الهم الفلسطيني والموضوع الآخر له علاقة بالتوجه إلى كل مؤسسات العالم ومنظمات الأمم المتحدة كدولة تحت الاحتلال اعترف فينا ونريد حماية والموضوع الثالث بتصعيد وتيرة المقاومة الشعبية والمقاومة الشعبية ليست رفع راية بيضا .. سنُفعل دور الفلسطينيين في الوطن والشتات والإسرائيليون لن يتمتعوا بالأمن والاحتلال.. نتمنى من الفلسطينيين في كل أنحاء العالم أن يوقفوا النقد.. وان يهبوا من اجل رفع شعار العودة والفلسطينيين في الضفة وغزة يرفعوا شعار إنهاء الاحتلال وفي داخل الخط الأخضر رفع شعار المساواة".

رسائل المصالحة
واعتبر الرجوب ان "هناك رسائل ايجابية وصلتنا من إخواننا في حماس ازاء المصالحة"، مشيرا إلى ان "فتح اتخذت قرارا واضحا وهو الاتجاه لانجاز المصالحة الوطنية .. نأمل في القريب العاجل أن يتم تشكيل حكومة ببرنامج سياسي قادر على فك الحصار عن الشعب الفلسطيني وعمل اختراق في الحصار الإقليمي والدولي .. حكومة يريدها العالم .. نحن كفتح مشروع دولة وتحرر وإنهاء الاحتلال .. نريد حكومة لها علاقة ببرنامج سياسي مرتبط بقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية ... نحن لا نقول لحماس اعترفوا أو لا تعترفوا بإسرائيل .. الاعتراف بإسرائيل هو مسؤولية النظام الرسمي العربي ومنظمة التحرير جزء منه... من يريد دخول منظمة التحرير عليه قبول كل قرارات المنظمة وما تلتزم به اتجاه الإقليم والعالم".

اسس الوحدة الوطنية الاربعة
وقال الرجوب انه يريد "تحديد موعد للانتخابات لأننا نريد وحدة وطنية مرتكزة على أربعة أسس هي وحدة الوطن الفلسطيني .. ووحدة الشعب الفلسطيني .. ووحدة القضية كقضية سياسية .. ووحدة القيادة وعلى رأسها منظمة التحرير .. نريد الشراكة من خلال صندوق الاقتراع... الشراكة تأتي من خلال موازين قوى يحسمها الشعب الفلسطيني .. نأمل أن يكون أصبح لدى حماس درجة عالية من الإدراك أن انقلابهم في غزة أو ما يسمونه اسود ولا احمر كان ضررا بهم وبنا وكان عبئا وعارا يجب ان يمسح .. المستفيد الوحيد من الانقسام هو الاحتلال".
وذكر الرجوب بقرار اللجنة المركزية بجعل " 2014 هو عام الحسم إما أن تقوم الدولة وفي ذلك الخصوص سنقوم بواجبنا الداخلي اتجاه المصالحة ونرتب امورنا بأخلاق وقيم، وإما أننا نتجه ما تم ذكره من مقاومة شعبية والتوجه للمؤسسات الدولية وتحصين الجبهة الداخلية والكثير من الإجراءات التي هي حق لنا".