ما يشبه الحب
الحب يشبه " السيرك " اذ هو جميل ومروع وساحر، هكذا لخص عاشق في لحظة انكساره مفهومه للحب وهو يحاور صديقا له في مشهد من شريط سينمائي طويل، والحق ان هذا التشبيه صائب الى حد كبير، فالحب كمثل هذا العالم الذي يضج بفنون الرشاقة والخفة وترويض الوحوش والمشي على الحبال، تحت خيمة تختصر بمجاز الرغبات الوجودية معنى الحياة وألاعيبها على نحو ممتع، نعني طبعا خيمة السيرك التي لا تخلو من المخاطر ايضا، وأحيانا ما تكون فيها نهايات مروعة .!!
أعجبنا التشبيه لا لأن روح القصيدة تتجلى فيه، بل لأنه ينطوي على واقعية تضع الحب في اطاره الانساني الطبيعي، وحيث لا توله ولا أيقنة كما تفعل مطولات المديح الرومانسية، الحب جميل وساحر لكنه مروع حقا كلما تمكن من ليل العاشق المحبط المهزوم المنفطر القلب، وفي الحب ثمة حبال كأنها أحيانا السراط المستقيم، السقوط منها سقوط الى هاوية الجحيم، وثمة فنون عالية للخفة والرشاقة، في الدلال والقبول والتمنع معا، وثمة ترويض لأفراس وأحصنة، تكون بمثابة حروب خفية، تستهدف السيادة على القلب والسيطرة عليه، انها حروب شهوة الاستحواذ والتملك المطلق التي تضرب الحب في أثمن معانيه المتعلقة بالحرية .
وكما السيرك الذي يحبه الصغار والكبار سوية، هكذا هو الحب ايضا، نحبه ونسعى اليه والحياة دونه ودون مخاطره وألاعيبه ودون سحريته وجماله، لا معنى لها ولكن دائما شرط الحرية التي لا حياة ممكنة دونها.
المحرر الثقافي للحياة الجديدة