حجاب ورود شكل نقلة نوعية في مشاركة المرأة المحجبة في الاولمبياد
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
عزيزة ظاهر - انطلقت بكل ثقة من ربوع بلدتها عصيرة الشمالية قرب نابلس ، تاركة خلفها قيود المجتمع ، وواضعة أمامها حلم الوصول إلى النجومية .
ورود عبد الناصر صوالحة تميزت مبكرا وعرفت في مدرستها بالسريعة ، سابقت أقرانها وكانت دائما تحصل على المرتبة الأولى ، توجت أحلامها بمشاركتها باولمبياد لندن عام 2012 حينها ذاع صيتها كأول عداءة فلسطينية محترفة ومحجبة .
تقول ورود صوالحة : " بدأت العدو عندما كنت طالبة في المدرسة وقد جمعت عددا كبيرا من الميداليات والألقاب من البطولات الفلسطينية ، فلقبوني بالسريعة "
استمر شغف ورود بالرياضة في المرحلة الجامعية لتحرز المرتبة الأولى أكاديميا في كلية التربية الرياضية في جامعة النجاح الوطنية حيث أنهت دراستها وتخرجت بمعدل ممتاز هذا الفصل . تضيف صوالحة " حصلت على المرتبة الأولى في بطولة فلسطين لألعاب القوى للإناث في سباق الجري للمسافات المتوسطة والطويلة وهذا ما أهلني لحجز مقعد في اولمبياد لندن عام 2012 ." وقد شاركت في بطولة العالم لألعاب القوى بالملاعب المغلقة التي استضافتها مدينة اسطنبول التركية ولكن الزمن الذي سجلته وقتها دقيقتان و50 ثانية كان جيدا بما يكفي ليكون زمنا قياسيا جديدا في سباق 800 متر على مستوى السباقات الفلسطينية كما كانت هي المرة الأولى التي اجري فيها على مضمار حقيقي ، بعدها تم اختياري للمشاركة باولمبياد لندن كانت صدمة لي في البداية لم افهم الأمر حقا " وقد حققت رقما شخصيا جديدا مقداره دقيقتان و29 ثانية في سباق 800 متر وقد حطم الرقم الذي أحرزته في بطولة تركيا وحطم الرقم الذي أحرزته في بطولة كاس الأمير في قطر وكان دقيقتان و42 ثانية لنفس المسافة . تضيف ورود كنت اشعر بالخوف والإرباك لدخولي هذه الأجواء أجواء المنافسة والمشاركة العالمية نظرا لوجود الآلاف من الحضور لا سيما أن فلسطين لمثل هذه البطولات وقد جاءت مشاركتي بناءا على رغبة رئيس اللجنة الاولمبية اللواء جبريل الرجوب .
وتتابع " إن هذه المشاركات قدمت لي الخبرة اللازمة وعلمتني كيف يكون الانخراط في أجواء البطولات العالمية وسط حضور الآلاف والاندماج مع اللاعبين "
المعيقات والعراقيل
أكدت ورود أن العوائق التي واجهت مسيرتها تمثلت بغياب وجود الحوافز التشجيعية للاعبين وعدم توفر أماكن تدريب مناسبة وغياب وجود المضامير ، إضافة إلى غياب الدعم الرسمي والمؤسساتي الرسمي والأهلي إضافة إلى عدم اهتمام المؤسسات النسوية ، وواجهت صعوبة بتوفير الحذاء الرياضي المناسب لها منذ بداية تدريبها ما جعلها تتأقلم على ارتدائه بصعوبة في مشاركاتها البطولية ، ولفتت أنها تكبدت أعباء التنقل والتوجه للتدريب على حسابها الخاص
وعما إذا كان الحجاب يقف عائقا أمام مشاركاتها الرياضية الدولية نفت ذلك وقالت : " الحجاب التزام لن أتخلى عنه وقد كان أمرا غير مألوف للناس سواء بفلسطين أو غيرها من الدول المستضيفة الذين اعتادوا على مشاركة الفتاة بالعاب القوى بملابس خفيفة .
دعم وتشجيع عائلي
يذكر أن ورود تنحدر من أسرة قوامها عشرة أشخاص سبع بنات وشاب وترتيبها الرابع بين صفوف الأسرة والشغف في حب الرياضة صفة تشترك فيها ورود مع أخيها الأكبر وأربع شقيقات أخريات يتميزن بمواهب رياضية بفئات مختلفة . وقد حظيت ورود بتشجيع ودعم كبيرين من عائلتها إذ كان شقيقها الأكبر يرافقها صباحا ومساءا أثناء تدريبها في شوارع بلدتها وبين والد ورود أنه فخور بابنته كل الفخر مشيرا أنها اختارت طريقها بنفسها وقد حافظت على عادات وتقاليد وقيم مجتمعنا الفلسطيني وقد كان يرافقها والدها إلى أمكنة التدريب إما جريا معها أو على التراكتور الزراعي الذي يملكه لاسيما بأيام البرد .
أما والدتها تقول " يكفيني تمثيلها لفلسطين " والعائلة كلها مع ورود لتثبت أن المرأة الفلسطينية قادرة على العطاء وان نظرة العالم إلى الحجاب يجب أن تتغير "
عن بي ان ان