الأحمد يلتقي القنصل العام البريطاني لدى فلسطين    "هيئة الأسرى": الأسير فادي أبو عطية تعرض لتعذيب وحشي أثناء اعتقاله    سلسلة غارات للاحتلال تستهدف مناطق متفرقة في لبنان    رام الله: قوى الأمن تحبط محاولة سطو مسلح على محل صرافة وتقبض على 4 متهمين    أبو الغيط: جميع الأطروحات التي تسعى للالتفاف على حل الدولتين أو ظلم الشعب الفلسطيني ستطيل أمد الصراع وتعمق الكراهية    قوات الاحتلال تغلق حاجز الكونتينر شمال شرق بيت لحم    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ34    لليوم الـ28: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها    الاحتلال يقتحم قباطية ويجرف شوارع ويدمر البنية التحتية    الطقس: فرصة ضعيفة لسقوط الامطار وزخات خفيفة من الثلج على المرتفعات    الاحتلال يؤجل الافراج عن الدفعة السابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال  

معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال

الآن

السياسيون ... والفن ... والانتقاد - جهاد حرب

يعتبر الفن بأشكاله المختلفة اداة هامة ليس فقط في التعبير عن ثقافة المجتمع بمراحله التاريخية وتطوره أو الانتكاسات التي يمر بها، بل هو اداة أيضا للتغيير الاجتماعي والسياسي. فهو يعبر، احيانا كثيرة، ويحدث التحولات الثقافية والاجتماعية وحتى احداث التحول السياسي وفقا للمفهوم الماركسي الفوقي بمعنى تغيير ثقافة المجتمع من قبل النخبة الحاكمة، لكنها ايضا هي انعكاس لعملية التغيير المنطلق من المجتمع بطبقاته وشرائحه المختلفة للبناء الفوقي أو للنخب السياسية.
اهمية الفن بأشكاله المختلفة بما فيها حركاته الرافضة الغنائية منها وأشكال التمثيل والتقليد تدعو الحركة الثقافية الفلسطينية اعادة الاعتبار للثقافة الوطنية باعتبارها اداة تغيير وتحول تتقاسم بذلك النشاط العام، وتعبر عنه بأشكال ابداعية تتناول الحالة الفلسطينية فهي ليست بالضرورة ان تكون رافضة أو مؤيدة فقط للمجتمع السياسي أو لاحقة أو ملحقة به، بل هي بالضرورة متقدمة عليه وصانعة تغيير.
فهي تتناول جوانب الأمل والفشل بالتعليق بإبداع الناقد الملتزم والساخر لتصويب وتطوير واقعة أو حال، أو التصدي للتحديات المجتمعية بما فيها التخوين والتكفير. الامر الذي يتطلب تكاثف الجهود الوطنية الحكومية منها والمجتمعية ليس فقط بالدعم المالي، بل الاهم من ذلك بتوفير الفضاءات الضرورية لهذا لإبداع من حرية فكر، وضمان الحماية له، وعدم الاعتداء أو التقييد لخروجه عن النص احيانا أو رغبة الحاكم أو جماعات اجتماعية أو مجموعات مسلحة.
كما أن هذا الامر يتطلب احداث تحولات في بنية العمل الثقافي والحركة الثقافية الفلسطينية وتوحيد جهودها في اطار تكاملي يعبر عن الابداع وليس في اطار واحد يلغي الاخرين أو يحد من تطور الحركة الثقافية، وتوسيع الحركة وتنشيطها باختلافاتها "الايديوليوجية" وتوجهاتها وأنماطها وتجلياتها بطرق باب المؤسسات العامة والمحلية والتعليمية لإحداث مشاركة مجتمعية ترتقي بالحالة الثقافية وتضيء أو تشارك في نهضة وطنية وإحداث تغيير لحالة الاحباط والانطواء واللامبالاة القائمة.
أحد الاشكال الابداعية هي تلك البرامج الساخرة سواء كانت عبر التمثيل وتقمص الشخصيات أو الدمى أو التعليق الساخر للتعبير عن اوضاع البلد، ونهفات البلد، وفرح البلد، وضيق البلد، وشخصيات البلد، وتصريحات مسؤولي البلد. صحيح أن وسائل التواصل الاجتماعي تقوم بدور هام هذه الايام في التعبير عن ما يفكر به الاشخاص ومشاركة اصدقائهم بدلا من النميمة في الغرف المغلقة أو الكلام في الظهر. وكذلك الامر ينطبق على الأغاني الشعبية التي تعبر عن مزاج المواطنين ومواقفهم المختلفة حيال القضايا الآنية وتلك التي تنتقد المسؤولين.
لم يحظ برنامج وطن على وطن باهتمام واسع من الجمهور عند بثه على تلفزيون فلسطين الرسمي بسبب الاخراج الفني أو الحبكة الفنية أو التقنيات، بل هذا الاهتمام كان بسبب الفكرة ذاتها وهي انتقاد المسؤولين والتعليق على القصور والقضايا السياسية والاجتماعية كان ربما من المحرمات أو المحظور تناولها في التلفزيون الرسمي. لكن هذه التجربة وأدت في مهدها، فيما نما هذا النوع من البرامج بأشكال مختلفة في دول الجوار معلنه عن وسع صدور مسؤولي دول الجوار وقبولهم النقد باعتبارها ضريبة المسؤولية وضيق الخصوصية لهم من جهة، وباعتبارها جزء من المساءلة الشعبية لهم من جهة ثانية.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025