مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

السياسيون ... والفن ... والانتقاد - جهاد حرب

يعتبر الفن بأشكاله المختلفة اداة هامة ليس فقط في التعبير عن ثقافة المجتمع بمراحله التاريخية وتطوره أو الانتكاسات التي يمر بها، بل هو اداة أيضا للتغيير الاجتماعي والسياسي. فهو يعبر، احيانا كثيرة، ويحدث التحولات الثقافية والاجتماعية وحتى احداث التحول السياسي وفقا للمفهوم الماركسي الفوقي بمعنى تغيير ثقافة المجتمع من قبل النخبة الحاكمة، لكنها ايضا هي انعكاس لعملية التغيير المنطلق من المجتمع بطبقاته وشرائحه المختلفة للبناء الفوقي أو للنخب السياسية.
اهمية الفن بأشكاله المختلفة بما فيها حركاته الرافضة الغنائية منها وأشكال التمثيل والتقليد تدعو الحركة الثقافية الفلسطينية اعادة الاعتبار للثقافة الوطنية باعتبارها اداة تغيير وتحول تتقاسم بذلك النشاط العام، وتعبر عنه بأشكال ابداعية تتناول الحالة الفلسطينية فهي ليست بالضرورة ان تكون رافضة أو مؤيدة فقط للمجتمع السياسي أو لاحقة أو ملحقة به، بل هي بالضرورة متقدمة عليه وصانعة تغيير.
فهي تتناول جوانب الأمل والفشل بالتعليق بإبداع الناقد الملتزم والساخر لتصويب وتطوير واقعة أو حال، أو التصدي للتحديات المجتمعية بما فيها التخوين والتكفير. الامر الذي يتطلب تكاثف الجهود الوطنية الحكومية منها والمجتمعية ليس فقط بالدعم المالي، بل الاهم من ذلك بتوفير الفضاءات الضرورية لهذا لإبداع من حرية فكر، وضمان الحماية له، وعدم الاعتداء أو التقييد لخروجه عن النص احيانا أو رغبة الحاكم أو جماعات اجتماعية أو مجموعات مسلحة.
كما أن هذا الامر يتطلب احداث تحولات في بنية العمل الثقافي والحركة الثقافية الفلسطينية وتوحيد جهودها في اطار تكاملي يعبر عن الابداع وليس في اطار واحد يلغي الاخرين أو يحد من تطور الحركة الثقافية، وتوسيع الحركة وتنشيطها باختلافاتها "الايديوليوجية" وتوجهاتها وأنماطها وتجلياتها بطرق باب المؤسسات العامة والمحلية والتعليمية لإحداث مشاركة مجتمعية ترتقي بالحالة الثقافية وتضيء أو تشارك في نهضة وطنية وإحداث تغيير لحالة الاحباط والانطواء واللامبالاة القائمة.
أحد الاشكال الابداعية هي تلك البرامج الساخرة سواء كانت عبر التمثيل وتقمص الشخصيات أو الدمى أو التعليق الساخر للتعبير عن اوضاع البلد، ونهفات البلد، وفرح البلد، وضيق البلد، وشخصيات البلد، وتصريحات مسؤولي البلد. صحيح أن وسائل التواصل الاجتماعي تقوم بدور هام هذه الايام في التعبير عن ما يفكر به الاشخاص ومشاركة اصدقائهم بدلا من النميمة في الغرف المغلقة أو الكلام في الظهر. وكذلك الامر ينطبق على الأغاني الشعبية التي تعبر عن مزاج المواطنين ومواقفهم المختلفة حيال القضايا الآنية وتلك التي تنتقد المسؤولين.
لم يحظ برنامج وطن على وطن باهتمام واسع من الجمهور عند بثه على تلفزيون فلسطين الرسمي بسبب الاخراج الفني أو الحبكة الفنية أو التقنيات، بل هذا الاهتمام كان بسبب الفكرة ذاتها وهي انتقاد المسؤولين والتعليق على القصور والقضايا السياسية والاجتماعية كان ربما من المحرمات أو المحظور تناولها في التلفزيون الرسمي. لكن هذه التجربة وأدت في مهدها، فيما نما هذا النوع من البرامج بأشكال مختلفة في دول الجوار معلنه عن وسع صدور مسؤولي دول الجوار وقبولهم النقد باعتبارها ضريبة المسؤولية وضيق الخصوصية لهم من جهة، وباعتبارها جزء من المساءلة الشعبية لهم من جهة ثانية.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024