الفلسطينيون نحو إنتاج الأعلاف العضوية
دويكات أثناء تحضير الأعلاف
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
عطاء كيلاني - إلى الشرق من مدينة نابلس، وبالتحديد في عسكر البلد، يعمل المزارع محمد غالب دويكات (19 عاما) على إعادة تصنيع المخلفات العضوية بشتى أنواعها إلى أعلاف مخمرة يطلق عليها 'السيلاج'.
ولجأ الفلسطينيون إلى إعادة تدوير وتصنيع كميات ضخمة من المخلفات الزراعية، لإنتاج نمط جديد من الأعلاف بتكلفة قليلة، عبر مشروع تقوده وزارة الزراعة.
وقال مدير بحوث الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة جهاد الإبراهيم، إن مجموع المخلفات العضوية يصل إلى 6 مليون طن سنويا، تبلغ الزراعية منها مليوني طن، فيما تصل المخلفات المنزلية 4 ملايين طن.
ويعرف السيلاج بأنه المنتج الناتج من حفظ محاصيل الأعلاف الخضراء ومخلفات الإنتاج الزراعي ذات المحتوى الرطوبي العالي، وذلك بالتخمر تحت الظروف اللاهوائية للحفاظ على قيمتها الغذائية دون التعرض للفساد.
وقال دويكات إنه يخمر الأعلاف في براميل كبيرة، والشعير الأخضر في أواني معدنية، وبالتالي لا تشغل مساحة كبيرة من أجل الحصول على المنتج.
وأضاف أنه يخمر المواد العضوية لمدة 20 يوما حتى تصبح أعلافا، أما الشعير الأخضر فيحتاج لمدة تتراوح من 7 إلى 10 أيام حسب الظروف المناخية؛ منوها إلى أن فصل الصيف أفضل من الشتاء بفضل ارتفاع درجات الحرارة.
وتظهر في مزرعة دويكات كميات من السيلاج المعد لإطعام المواشي.
وقال: في البداية كانت المواشي ترفض أكل الأعلاف المخمرة والشعير الأخضر، لكنه لجأ إلى تجويعها بأساليب مختلفة حتى أصبحت تعتاد عليها بشكل مستمر.
وأكد دويكات أن تصنيعه للأعلاف المخمرة والشعير الأخضر، ساهم إلى حد كبير بتخفيض التكلفة المالية التي كان يستهلكها لشراء الأعلاف المصنعة؛ مبينا أن الطريقة التقليدية بالتصنيع وفّرت عليه بنسبة تصل إلى 60%.
وتحدث مدير بحوث الثروة الحيوانية لـ'وفا' عن أهمية هذه المشاريع الزراعية ودورها في التخفيف عن المزارع الفلسطيني، ومنافسة الأعلاف المستوردة، والمحافظة على البيئة الفلسطينية.
وقال: من فوائد أعلاف السيلاج أنها توفر كمية كبيرة من المخلفات العضوية، وتزيد من قيمتها الغذائية، إضافة إلى أنها توفر التكاليف كونها منخفضة الثمن.
وأكد مدير بحوث الثروة الحيوانية أن هناك مواصفات يمكن من خلالها الحكم على الأعلاف صالحة أم تالفة؛ مشيرا إلى أن لونها يجب أن يكون أصفرا وخاليا من السواد، وطعمها مستساغا وغير متعفن.
وقال الإبراهيم إن نسبة التغذية في فلسطين تتراوح ما بين 70% إلى 80% من كلفة مشاريع الثروة الحيوانية، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، إذ يبلغ ثمن كيس العلف بوزن 50 كيلوغراما رقما قياسيا يصل إلى 35 دولارا، وهو بذلك أعلى من سعره في أوروبا، الأمر الذي أدى إلى تناقص عدد الأغنام إلى أكثر من النصف في السنوات العشر الأخيرة، وعدم تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وأشار إلى أنه يتم إعادة تدوير وتجريب عشرات الخلطات كسيلاج علفي وخلطات علفية متكاملة من مختلف أنواع المخلفات في الضفة الغربية كالمواد التموينية المصادرة، وسعف النخل، ومخلفات البيوت البلاستيكية، منوها إلى أن 'جفت' الزيتون من المخلفات العضوية ويصل إلى 66 ألف طن، وورق الزيتون 98 ألف طن سنويا.
وأضاف الإبراهيم أنه بعد ذلك يتم فحص جميع المخلفات العضوية ثم يتم كبسها وضغطها في ظروف لاهوائية (براميل، وأكياس بلاستيكية مختلفة الأحجام، وبرك أو حفر، وأكوام بلاستيكية) ثم يتم تحويلها إلى مادة غذائية صالحة لتغذية الحيوانات.
وقال: في البداية تم تصميم آلات ووحدات السيلاج في طوباس وطمون ومنطقة البقيعة، بطاقة إنتاجية 2 طن في الساعة.
وبين أن وزارة الزراعة تعمل جاهدة على تعليم جميع المزارعين على إعادة تدوير المخلفات الزراعية، مشيرا إلى أن هناك إقبالا جيدا من المزارعين على إعداد هذه الخلطات في مختلف القرى الفلسطينية، مثل عورتا والنصارية.
وقال الإبراهيم إن هناك تفاوتا في تكلفة إنتاج وتدوير كل طن من المخلفات الزراعية في عدة مواقع بين 200- 600 شيقل، وذلك تبعا لنوع المخلفات وتوفرها ومسافة النقل والمواد التي أضيفت إليها وتوفر الآلات اللازمة وتوفر العمالة.
وأوصى الإبراهيم بزيادة الاستثمار في هذا المنتج، سواء على صعيد المؤسسات أو القطاع الخاص، باعتباره مشروعا وطنيا متكاملا لإنشاء وحدات تدوير في كافة المحافظات.
haعطاء كيلاني - إلى الشرق من مدينة نابلس، وبالتحديد في عسكر البلد، يعمل المزارع محمد غالب دويكات (19 عاما) على إعادة تصنيع المخلفات العضوية بشتى أنواعها إلى أعلاف مخمرة يطلق عليها 'السيلاج'.
ولجأ الفلسطينيون إلى إعادة تدوير وتصنيع كميات ضخمة من المخلفات الزراعية، لإنتاج نمط جديد من الأعلاف بتكلفة قليلة، عبر مشروع تقوده وزارة الزراعة.
وقال مدير بحوث الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة جهاد الإبراهيم، إن مجموع المخلفات العضوية يصل إلى 6 مليون طن سنويا، تبلغ الزراعية منها مليوني طن، فيما تصل المخلفات المنزلية 4 ملايين طن.
ويعرف السيلاج بأنه المنتج الناتج من حفظ محاصيل الأعلاف الخضراء ومخلفات الإنتاج الزراعي ذات المحتوى الرطوبي العالي، وذلك بالتخمر تحت الظروف اللاهوائية للحفاظ على قيمتها الغذائية دون التعرض للفساد.
وقال دويكات إنه يخمر الأعلاف في براميل كبيرة، والشعير الأخضر في أواني معدنية، وبالتالي لا تشغل مساحة كبيرة من أجل الحصول على المنتج.
وأضاف أنه يخمر المواد العضوية لمدة 20 يوما حتى تصبح أعلافا، أما الشعير الأخضر فيحتاج لمدة تتراوح من 7 إلى 10 أيام حسب الظروف المناخية؛ منوها إلى أن فصل الصيف أفضل من الشتاء بفضل ارتفاع درجات الحرارة.
وتظهر في مزرعة دويكات كميات من السيلاج المعد لإطعام المواشي.
وقال: في البداية كانت المواشي ترفض أكل الأعلاف المخمرة والشعير الأخضر، لكنه لجأ إلى تجويعها بأساليب مختلفة حتى أصبحت تعتاد عليها بشكل مستمر.
وأكد دويكات أن تصنيعه للأعلاف المخمرة والشعير الأخضر، ساهم إلى حد كبير بتخفيض التكلفة المالية التي كان يستهلكها لشراء الأعلاف المصنعة؛ مبينا أن الطريقة التقليدية بالتصنيع وفّرت عليه بنسبة تصل إلى 60%.
وتحدث مدير بحوث الثروة الحيوانية لـ'وفا' عن أهمية هذه المشاريع الزراعية ودورها في التخفيف عن المزارع الفلسطيني، ومنافسة الأعلاف المستوردة، والمحافظة على البيئة الفلسطينية.
وقال: من فوائد أعلاف السيلاج أنها توفر كمية كبيرة من المخلفات العضوية، وتزيد من قيمتها الغذائية، إضافة إلى أنها توفر التكاليف كونها منخفضة الثمن.
وأكد مدير بحوث الثروة الحيوانية أن هناك مواصفات يمكن من خلالها الحكم على الأعلاف صالحة أم تالفة؛ مشيرا إلى أن لونها يجب أن يكون أصفرا وخاليا من السواد، وطعمها مستساغا وغير متعفن.
وقال الإبراهيم إن نسبة التغذية في فلسطين تتراوح ما بين 70% إلى 80% من كلفة مشاريع الثروة الحيوانية، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، إذ يبلغ ثمن كيس العلف بوزن 50 كيلوغراما رقما قياسيا يصل إلى 35 دولارا، وهو بذلك أعلى من سعره في أوروبا، الأمر الذي أدى إلى تناقص عدد الأغنام إلى أكثر من النصف في السنوات العشر الأخيرة، وعدم تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وأشار إلى أنه يتم إعادة تدوير وتجريب عشرات الخلطات كسيلاج علفي وخلطات علفية متكاملة من مختلف أنواع المخلفات في الضفة الغربية كالمواد التموينية المصادرة، وسعف النخل، ومخلفات البيوت البلاستيكية، منوها إلى أن 'جفت' الزيتون من المخلفات العضوية ويصل إلى 66 ألف طن، وورق الزيتون 98 ألف طن سنويا.
وأضاف الإبراهيم أنه بعد ذلك يتم فحص جميع المخلفات العضوية ثم يتم كبسها وضغطها في ظروف لاهوائية (براميل، وأكياس بلاستيكية مختلفة الأحجام، وبرك أو حفر، وأكوام بلاستيكية) ثم يتم تحويلها إلى مادة غذائية صالحة لتغذية الحيوانات.
وقال: في البداية تم تصميم آلات ووحدات السيلاج في طوباس وطمون ومنطقة البقيعة، بطاقة إنتاجية 2 طن في الساعة.
وبين أن وزارة الزراعة تعمل جاهدة على تعليم جميع المزارعين على إعادة تدوير المخلفات الزراعية، مشيرا إلى أن هناك إقبالا جيدا من المزارعين على إعداد هذه الخلطات في مختلف القرى الفلسطينية، مثل عورتا والنصارية.
وقال الإبراهيم إن هناك تفاوتا في تكلفة إنتاج وتدوير كل طن من المخلفات الزراعية في عدة مواقع بين 200- 600 شيقل، وذلك تبعا لنوع المخلفات وتوفرها ومسافة النقل والمواد التي أضيفت إليها وتوفر الآلات اللازمة وتوفر العمالة.
وأوصى الإبراهيم بزيادة الاستثمار في هذا المنتج، سواء على صعيد المؤسسات أو القطاع الخاص، باعتباره مشروعا وطنيا متكاملا لإنشاء وحدات تدوير في كافة المحافظات.