مَسافِر يطا..."حديقة نموذجية" لوحشية المستوطنين وانتهاكات المحتلين!!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
لأنه لم يكن مطمئنا بما يكفي حيال احتمال أن يمسيا ضحيتان لاعتداء جديد من قبل المستوطنين الإسرائيليين ( هو وفتاة من أقاربه كان ينقلها من "جِنبا" إلى أقرب مركز طبي في بلدة يطا جنوب الخليل) – لأنه كذلك، ساعده "ضعف الطمأنينة" في النجاة من كمين لمستوطنين مسلحين كانوا يحرسون آخرين وهم يحرثون حقولا لمواطنين ممنوعين من دخولها، بالقوة...
المواطن محمود عيسى ربعي البالغ من العمر 49 عاما و يقيم في "جنبا"، ساعده انتباهه وتراجعه بسيارة "الماغنوم" التي كان يقودها قبل وصوله الكمين المسلح لمستوطنين كانوا يحرسون آخرين وهم يحرثون حقولا يمنع جنود الاحتلال أصحابها من دخولها في خربة "أم العرايس" ( كيلو و نصف الكيلو متر غرب "جنبا" )، فيما قال منسق اللجنة الأهلية في "مسافر يطا" عثمان جبارين لـ"القدس دوت كوم"، أن محاولة الاعتداء علية و الفتاة التي كان ينقلها للعلاج، ليست سوى "مجرد حادثة صغيرة"، مشيرا إلى أن كل المواطنين و ممتلكاتهم في المنطقة باتوا، خلال الأيام القليلة الماضية، أهدافا لكل أنواع الانتهاكات الإسرائيلية؛ إذ بعد نصف يوم فقط، أقدمت مجموعة من جنود الاحتلال و ضباطا في "الإدارة المدنية" الإسرائيلية على اقتلاع آلاف الأشتال الحرجية و الرعوية في "محمية أم صرارة" التي تبعد نحو 5 كيلو مترات إلى الشمال من "جنبا".
وأوضح "جبارين"، وهو أيضا رئيس "جمعية مسافر يطا" التي أنشأت المحمية بالتعاون مع مديرية الزراعة والبيطرة في يطا و منظمة "الفاو" التابعة للأمم المتحدة، أن الاعتداء عليها و اقتلاع الأشتال التي غرست مؤخرا في نحو 400 دونم بحجة زراعتها دون الحصول على ترخيص، يستهدف بالأساس محاولة لاقتلاع التواجد الفلسطيني في نحو ألف دونم تضم 8 آبار للمياه ( هي الأخرى مخطرة بالهدم ) ويأمل أصحابها الـ 140 تحويلها إلى مرعى لأكثر من ألفي رأس من الأغنام التي يقتنونها، مذكرا بأن الاعتداء تزامن مع قيام قوات الاحتلال بإقامة خيام و إجراء تمرينات عسكرية في مئات الدونمات، حيث ينتظر أصحابها بزوغ "الأخضر" من بذور المحاصيل التي زرعوها .
"لا يوم يمر دون اعتداء جديد أو أكثر على المواطنين وممتلكاتهم في مسافر يطا"، قال منسق لجان مقاومة الاستيطان في جنوب الخليل راتب الجبور لـالقدس دوت كوم ، لافتا إلى أن انتهاكات الاحتلال المتنوعة و المتواصلة دون انقطاع خلال الأيام الأخيرة، بما فيها "ترك الحبل على غاربه" لأيدي المستوطنين التي لا ترحم، ترمي إلى تحويل الحياة اليومية للمواطنين في 8 تجمعات سكانية بالمنطقة إلى جحيم، وذلك قبل 5 أشهر من قرار محتمل للمحكمة العليا الإسرائيلية بخصوص اعتراضات قانونية ضد قرار اتخذته قوات الاحتلال و يشمل ترحيلهم عنها؛ بزعم أنهم يقيمون في مواقع مخصصة للتدريبات العسكرية، مثل أكثر من مستوطنة تتواجد في المنطقة !
المواطنان جبارين و الجبور، كما الناشط في مقاومة الاستيطان في منطقة سوسيا حيث المستوطنة التي تحمل الاسم ذاته و الأقدم شرق يطا، يشيرون إلى أن إخطارات الهدم و "التوقف عن البناء" التي تتعقب فيها قوات الاحتلال كل جديد يقوم به المواطنون، بما في ذلك زراعة حقولهم أو حتى إقامة الأسيجة حول حظائر الأغنام و "دواجن الاقتصاد المنزلي"، شملت أول أمس توجيه إخطار بهدم الخيمة التي تقيم فيها عائلة المواطن محمد محمود جبارين في "جنبا"؛ ذلك أن الرّجل أقدم "دون الحصول على ترخيص" على ترقيع الخيمة التي مزقتها الريح خلال العاصفة الثلجية الأخيرة !!