الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

تطور حركة الاحتجاج في إسرائيل سينعكس على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي


أجمع متحدثون في نقاش عن الحراك الشعبي في إسرائيل، على أن هذه الحركة لا تحمل طابعا سياسيا، لكن تطورها سينعكس بالتأثير على هذا الصراع، ومن السابق لأوانه القول أين ستصل هذه الحركة.
 
 وجرى اليوم الأحد، نقاش مستفيض لهذا الحراك على طاولة مستديرة في معهد الأبحاث والسياسات الاقتصادية (ماس)، من زاوية الخلفية الاقتصادية والاجتماعية وعلاقة الفلسطينيين داخل إسرائيل بهذا الحراك، والعلاقة الراهنة والتأثير الممكن لهذه الحركة الاجتماعية على الصراع في المنطقة.
 
وقال البرفيسور أري أرنون، وهو من الوجوه البارزة في هذا الحراك: "لم يكن أحد يتوقع أن يتطور هذا الحراك لهذا الحد والمستوى، وأن خلفيات هذا الحراك تعود بصورة رئيسية للسياسات الاقتصادية الحكومية، وخاصة خلال الـ15 سنة الماضية والتي تبنى فيها الاقتصاد الإسرائيلي سياسات الليبرالية الجديدة.
 
 وأضاف أرنون، وهو من دعاة انفصال اقتصاد إسرائيل عن الاقتصاد الفلسطيني: إن إنتاج القطاع العام شكل حوالي 53% من الناتج المحلي الإجمالي، لكن في المقابل انخفضت الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الحكومة، فالصرف على القطاع الصحي شكل حوالي 4.2% من الناتج المحلي، كما انخفض الإنفاق على التعليم.
 
وقال إن حركة الاحتجاج بدأت بعدد قليل من الأفراد، لكنها سرعان ما توسعت لتصل لعدد غير مسبوق في حركة الاحتجاج، وبدأت ضد غلاء أسعار السكن، لكن فيما بعد توسعت أجندتها وسيطر عليها شعار "الشعب يريد" كما حصل في مصر، لكن هذه الحركة لم تطرح أية مطالب لها علاقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
 
ويرى أن هذه الحركة سوف تؤثر في السياسية الإسرائيلية على المدى البعيد، والفئات المحركة لهذه الحركة هي فئة الطلاب والطبقة المتوسطة من المواطنين، وانضم إليها محتجون من كافة الشرائح العمرية، واتسعت لتمتد في كافة المدن.
 
وبين أن الطبقة المتوسطة تضررت بصورة كبيرة خلال السنوات الماضية بسبب تخفيض الضريبة على الأغنياء، وتخفيض الخدمات الاجتماعية، وأنه إذا تبدل هذا الاتجاه في السياسات الاقتصادية فقد تصبح إسرائيل من دول الرفاه في العالم.
 
وأكد ارنون أن المحتجين لا يفكرون بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي ولا في الانسحاب من الضفة الغربية، وهي قضايا غير مطروحة، لكن التفكير بالمستقبل لا بد أن يجر إلى التفكير بمستقبل هذا الصراع.
 
وأشار ارنون لطبيعة النقاشات المطروحة داخل حركة الاحتجاج ووجود اتجاهين: أحدهما يطالب بإحداث تغير في النظام القائم من خلال تبديل سلم الأولويات، والثاني يطالب بتغيير النظام القائم.
 
 وأضاف: "هناك أفكار داخل حركة الاحتجاج بتأسيس حزب جديد للتعبير عن مطالب المحتجين وحملها".
 
وأكد ارنون أن حركة الاحتجاج هذه تعد بتغيرات في غاية الأهمية داخل إسرائيل، وستطال الأقلية العربية التي دخلت على خط الاحتجاج، وهي مشاركة في الفعاليات في كافة المدن.
 
وعن موقف الأقلية العربية من حركة الاحتجاج ودورها فيها، تحدث عضو الكنيست السابق عصام مخول، ووصف حركة الاحتجاج هذه بأنها تحول فارق في الساحة الإسرائيلية، واختراق نوعي للحالة الإسرائيلية، ومن السابق التنبؤ إلى أين ستصل.
 
وأضاف مخول: "هذا الحراك والمقاربة الاجتماعية لا تحدث في السياق الإسرائيلي المحلي، ولا يمكن عزلها عن أزمة الرأسمالية العالمية، وفشل سياسة اقتصاد السوق الحرة والليبرالية الجديدة، والتي فشلت في تحقيق الوعود التي وعدت بها الشعوب، وفي مناطق مختلفة من العالم أخذت ردود الفعل على هذه السياسات تتسع، ولكن بصور مختلفة.
 
وبين أن الليبرالية الجديدة قدمت الوعود للطبقة المتوسطة بالانتعاش وهي العمود الرئيسي للاقتصاد، ولكنها كانت الضحية الكبرى لهذه الليبرالية، ما أخرجها من المعركة، وهذا صحيح في كل المواقع التي كانت عرضة لهذه السياسات، وما يجري في إسرائيل ليس إسرائيليا فقط.
 
وقال مخول: "أكثر المرعوبين من الحراك في إسرائيل هي المؤسسة الصهيونية الأيديولوجية والقائمة على مناعة إسرائيل من مثل هذه الاحتجاجات، وأن اليهود في قارب واحد في مواجهة الفلسطينيين والعرب، ولا مكان للصراع الاجتماعي والطبقي في صفوفهم، ومصادرة أي صراع اجتماعي ووضعه في إطار أمني وسياسي، لكن الفكرة اخترقت والكسر الأول لها أن المجتمع الإسرائيلي هو مجتمع رأسمالي تفعل فيه القوانين الاجتماعية كما تفعل في مجتمعات أخرى.
 
وأضاف: "هناك قوى خارج الفكر الصهيوني، مثل أصحاب الفكر القومي في الوسط العربي يعتقدون  أيضا أنه لا مكان لصراع طبقي واجتماعي داخل المجتمع الإسرائيلي، وهذا الموقف تزعزع في ظل الحالة الإسرائيلية الجديدة.
 
 ويعتقد مخول أنه لا يمكن للأقلية العربية في إسرائيل الوقوف موقف المتفرج، وعدم التدخل والتأثير في هذا الحراك لصالح مطالب الجماهير العربية.
 
وقال: "السؤال اليوم أين يجب علينا أن نناضل في القضية الاجتماعية؟، وأين علينا النضال في القضايا القومية مثل مصادرة الأراضي وهدم البيوت والقرى غير المعترف فيها؟ الواقع المركب يتطلب منا أجوبة مركبة.
 
وأضاف: "يقف على رأس هذا الاتجاه الحزب الشيوعي، الذي دعا إلى المشاركة الفعالة والنقاش في  مضمون هذه الحركة وتحديد العلاقة بين السياسي والاجتماعي في إطار هذه المعركة، ونحن جزء من النقاش الدائر داخل حركة الاحتجاج.

وأكد مخول أن حركة الاحتجاج بدأت بتبني عدد أكبر من مطالبنا المطروحة، ونحن نعمل على تثبيت وترسيخ الوعي داخل حركة الاحتجاج، بأنه لا يمكن لمن يتحدثون عن العدالة الاجتماعية والديمقراطية المطالبة لأن تكون لليهود فقط ولا تكون للعرب. العرب لهم مندوبان في القيادة القطرية لحركة الاحتجاج.
 
وقال: "هذه المعركة متدحرجة، والعدالة الاجتماعية لا يمكن فصلها عن السلام العادل، الذي هو أيضا جزء من النقاش الدائم الخاص بحقوق الأقلية العربية، وأن الجماهير العربية لها مصلحة في إحداث التغيير لأنها لا تستطيع وحدها إحداثه، ولا يوجد من يستطيع إحداثه أيضا دون الجماهير العربية في الداخل.
 
وعرض الصحفي شاهين نصار في مداخلة له تجربة العرب في بناء خيم الاحتجاج، التي بدأت بمبادرة فردية في باقة الغربية، واتسعت بعد أن بدأت تستقطب مؤيدين جددا لها.

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025