وصار صيد السمك ممكنا ... حتى على مقربة من البحر الميت !!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
مهند العدم – النكتة الهازئة "كمن يصطاد السّمك في البحر الميت" التي تقال بشأن أي أهداف مستحيلة التحقق لا تزال صالحة، بيد أن مشروعا لتربية أسماك المشط يديره المواطن سنان أبو ميزر و عدد من أصدقائه في برك على مسافة قريبة من البحر الميت قد يضعف صلاحيتها؛ سيما وأن ملوحة المياه المستخدمة تشكل ميزة لصالح المشروع ومشاريع أخرى مماثلة في أريحا.
المواطن "أبو ميزر"الذي يتشارك مع أصدقاء في جمعية لتربية أسماك المشط، و يتابع معهم تربيتها في برك تتسع الواحدة منها نحو 4 آلاف سمكة، قال لـ القدس دوت كوم أنه بات بإمكانهم منح هواة صيد الأسماك فرصة لممارسة هوايتهم، لافتا إلى أن البركة تنتج بمعدل طنيين من الأسماك التي يصل وزنها 350 غراما، بينما أصبح هناك حاجة لزيادة وتنويع الأسماك التي تتم تربيتها تبعا لزيادة الطلب عليها في السوق المحلية.
كما "أبو ميزر"الذي قال أن تجارب تربية الأسماك تمثل "مشاريع واعدة" في مواقع مختلفة بالضفة، بينها طوباس و جنين و قلقيلية، أشار مشرف تربية الأسماك في وزارة الزراعة عبد الله خليل إلى أن مشروعا لإنشاء مفرخة لأسماك المشط بدأ قبل عامين في مدينة أريحا ( بمنطقة الإنشاء العربي ) بدعم من دولتي الدنمارك والبرازيل، ينتج 150 ألف من "إصبعيات السمك"، مشيرا إلى أن الموسم الأول التجريبي أنتج 15 طنا، فيما أنتج الموسم الثاني 60 طنا، بينما يستعد المزارعون لبدء موسمهم الثالث مع بداية شهر نيسان؛ مع سعي الوزارة لإدخال أصناف جديدة من الأسماك، بينها "الطباريني" و"الكارد " و "البوري"، ولزيادة عدد أحواض التربية بغرض زيادة حجم الإنتاج.
وقال خليل، أن مشاريع الثروة السمكية التي أدخلت حديثا إلى الضفة بدأت في سد 5 في المئة فقط من احتياجات السوق المحلية من الأسماك، فيما تبذل الوزارة جهودا لتوعية مواطني الضفة لزيادة معدل الفرد السنوي من استهلاك الأسماك من 2 كيلوغرام إلى 13 كيلو غرام وفق منظمة التغذية العالمية، بينما يتم العمل لإنشاء وحدة صغيرة لتصنيع أعلاف الأسماك بدلا من استيرادها، إلى جانب تجهيز مختبر متخصص لفحص الأسماك ووحدة لتعليبها.
وبرغم أن تربية الأسماك تتطلب عناية فائقة ومتابعة دقيقة، بما في ذلك عند نقلها من برك التفريخ إلى أحواض التربية ثم توفير طعامها الخاص وفق مراحل نموها وتوفير درجات الحرارة المثلى للمياه – كما قال "أبو ميزر"، فإن مصادر وزارة الزراعة تؤكد أن مشاريع تربية الأسماك يمكن أن تمثل مشاريع رائدة لرفع مستوى إنتاج الثروة السمكية إلى عشرات الملايين من الشواقل خلال السنوات القادمة؛ إذا استمر الدعم والعمل وفق المعايير والمواصفات العالمية .
إلى ذلك، قال عبد الله خليل أن مشاريع أنتاج السمك التي ابتدأت بإنشاء 30 بركة لتربية الأسماك لصالح أفراد و جميعات تعاونية بدعم من البرازيل و بتعاون من وزارة الزراعة ( شملت تقديم بيت بلاستيكي ومعدات وبدالات أكسجين، ودورات تدريبية حول تربية للمزارعين )، أثبتت إمكانية تنمية الثروة السمكية بالضفة، بما في ذلك عبر تطوير وتحديث أنظمة الإنتاج لزيادة.