'التربية' تطلق الخطة الوطنية للتعليم الجامع للطلبة ذوي الإعاقة البصرية
احتفلت وزارة التربية والتعليم العالي، اليوم الأربعاء، في مقر الهلال الأحمر برام الله، بإطلاق الخطة الوطنية للتعليم الجامع للطلبة ذوي الإعاقة البصرية.
شارك في النشاط وزير التربية علي زيدان أبو زهري، وحضره رئيس المجلس الدولي لتعليم الأشخاص ذوي الاعاقة البصرية اللورد كولين لو، ورئيس مؤسسة CBM ديف مكوميسكي، ومدير عام الإرشاد والتربية الخاصة ريما زيد الكيلاني، وغيرهم من ممثلي الوزارات الشريكة والمؤسسات والمنظمات الدولية والمحلية والمؤسسات التعليمية.
وأعرب أبو زهري عن اهتمام وزارته بالنهوض بواقع التعليم الجامع لذوي الاعاقات وخاصة البصرية، مؤكداً حاجة هذه الشريحة لمزيد من الاهتمام من الحكومة والمنظمات الأهلية.
وبين أن اهتمام وسعي الوزارة لاطلاق الاستراتيجية الوطنية نابع من التزام فلسطين بالمواثيق الدولية خاصة اتفاقية مكافحة التمييز في مجال التعليم لعام 1962 وبيان سلامانكا لعام 1994، وأهداف برنامج التعليم للجميع الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في العام 2000 والتي تؤكد على تلبية حاجات التعليم لكافة الصغار والراشدين من خلال الانتفاع المتكافئ ببرامج ملائمة للتعليم واكتساب المهارات اللازمة للحياة.
وأكد ابو زهري أهمية الشراكة المجتمعية في تحقيق اهداف الاستراتيجية والوصول إلى فهم مشترك لحق الطلبة لذوي الصعوبات البصرية الكلية والجزئية في التعليم، موضحاً أن الوزارة ستعمل على ضمان انسجام استراتيجية البرنامج مع استراتيجية وزارة التربية للاعوام 2014-2019.
وثمن الوزير الدور الريادي الذي تقوم به مدارس الاعاقة البصرية في 'تحمل المسؤولية مع المدارس الحكومية التي تتبنى التعليم الجامع وتفتح ابوابها لكل الطلبة دون تمييز'، مشيراً إلى أن عدد الطلبة الملتحقين في المدارس الحكومية من ذوي الاعاقة البصرية الجزئية بلغ 1352 طالباً وطالبة و74 طالباً وطالبة باعاقة بصرية كلية في العام الدراسي 2012-2013.
من جهته، أعرب لو عن سعادته لمشاركة المجلس الدولي لتعليم الأشخاص ذوي الاعاقة البصرية في إطلاق هذه الخطة الوطنية والتي تترجم الاهتمام الحقيقي بتفعيل البرامج والسياسات الرامية إلى خدمة ذوي الصعوبات البصرية، مشدداً على ضرورة تفعيل أواصر التعاون والتشبيك مع المؤسسات والهيئات الفاعلة في هذا المجال وتعزيز روح التعاون البناء من أجل تقديم خدمات نوعية لذوي الإعاقات البصرية وتحسين واقع التعليم في بيئاتهم.
ولفت لو إلى دور التعليم الجامع في مكافحة الفقر ومحاربة كافة أشكال التمييز وتحسين الظروف المجتمعية والاقتصادية والصحية والوصول إلى عملية التنمية المنشودة، مقدماً شكره لوزارة التربية ولطواقمها، خاصة الارشاد التربوي، على الجهود التي يبذلونها من أجل تحقيق مفاهيم التعليم الجامع والاهتمام بالطلبة الفلسطينيين.
وأشار إلى بعض الاحصاءات والبيانات الصادرة عن مؤسسات دولية، أظهرت وجود نسب عالية من تسرب الاطفال من ذوي الاعاقة البصرية من مدارسهم خاصة من الدول النامية، داعياً إلى وضع خطة شاملة للتعليم الجامع تتضمن كافة الطلبة من ذوي الاعاقة البصرية والحفاظ على استدامة هذه البرامج؛ نظراً لحيويتها ودورها المهم.
بدوره، أوضح مكوميسكي ضرورة العمل على تحقيق الدمج في المدارس؛ 'باعتباره عاملاً رئيسياً في التأثير الايجابي في بيئة التعليم؛ حيث كشفت التجارب العالمية عن وجود تفاعل بين الطلبة المدمجين وبناء الثقة في نفوس الطلبة والاستفادة من الخبرات، ومشاركة التجارب وتحمل المسؤوليات، والتعلم من معاني الصبر والأمل، والتغلب على معيقات الحياة'.
وبين أن مؤسسته تحرص بشكل واعٍ على مد جسور متينة من الشراكات والعمل على تحقيق التفاعل في مجال توفير فرص أفضل للطلبة، منوهاً إلى أن الدمج لا يقصد به الجانب المادي فحسب، بل يشمل العديد من معاني التشاركية وخلق حالة من الحرية لدى الطلبة ليتفاعلوا داخل صفوفهم وتوظيف امكاناتهم وخبراتهم والنظر في الجوانب السلوكية التي يستفاد منها.
وطالب مكوميسكي بضرورة العمل على توفير كافة الأجهزة والمعدات والبرامج التي تضمن وصول الطلبة من ذوي الإعاقة البصرية إلى التعليم النوعي، مشدداً على أهمية التركيز على الموارد المادية والبشرية لضمان تحقيق النجاحات خلال تنفيذ هذه الخطة المميزة.
من جانبها، أوضحت الكيلاني في عرضها لموجز الخطة، أنها ابتدأت؛ كونها مبادرة مشتركة بين الوزارة ومؤسسة CBM ، والمجلس الدولي لتعليم الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، حيث تهدف إلى حشد الفاعلين الرئيسيين في مختلف القطاعات المجتمعية؛ بهدف تعزيز الخدمات وبناء الجسور وافساح المجال للمساواة والتعاون ونبذ العزلة، مبينة أنها جاءت للاستجابة لمتطلبات الأشخاص ذوي الإعاقة مع التركيز في المقام الأول على التدخلات الرامية إلى تحسين نوعية الخدمات المقدمة للطلبة من ذوي الصعوبات البصرية.
وأشارت الكيلاني إلى أن أبرز أهداف الخطة ترتكز على ضمان الحق في تعليم نوعي في ظل توافر بيئة جامعة، وتسهيل إمكانية الوصول للخدمات المختلفة، وتحسين نوعية هذه الخدمات المقدمة من خلال الشراكات مع المؤسسات الفاعلة، وتمكين المجتمع والوصول إلى المناصرة والتوعية المجتمعية، مؤكدةً أن الخطة تعتبر بمثابة خارطة طريق لمنع العزلة والاقصاء للاشخاص ذوي الإعاقة البصرية.
يذكر أن برنامج 'التعليم الجامع' يهدف إلى تحسين نوعية التعليم المقدم للطلبة ذوي الإعاقة البصرية الكلية والجزئية، وتعزيز حقهم في التعلم في بيئة جامعة استناداً لتحقيق المساواة والمشاركة الحقيقة والفعلية لهذه الفئة من خلال إعداد وتنفيذ خطة وطنية شاملة خماسية تكون فيهاال وزارة المظلة الرئيسة لهذه الخطة بدعم وشراكة من مختلف الأطراف سواء المؤسسات الأهلية والمدارس الخاصة التي تعنى بالإعاقة البصرية ومؤسسة CBM والمجلس الدولي لتعليم الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية ووزارة الشؤون الاجتماعية'.