مستشفيات القدس تعقد مؤتمرها السنوي 'الحفاظ على وجودنا نحو الجودة'
عقدت شبكة مستشفيات القدس، اليوم الأربعاء، مؤتمرها السنوي الثالث في القدس تحت عنوان 'الحفاظ على وجودنا نحو الجودة'.
ونظم المؤتمر منظمة الصحة العالمية وشبكة مستشفيات القدس كجزء من المشروع الممول من الاتحاد الأوروبي، ليكون بمثابة منتدى للشخصيات القيادية في مجال الرعاية الصحية الفلسطينية، وعرض ومناقشة القضايا الرئيسية التي تواجه المستشفيات المقدسية.
جاء ذلك بحضور وزيري شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني والصحة الدكتور جواد عواد، ورئيس بعثة الاتحاد الاوروبي في فلسطين جون جات راتر، والدكتور محمود ظاهر ممثل منظمة الصحة العالمية، وعدد من مسؤولي القطاع الصحي الفلسطيني والكوادر الطبية وقيادات من المجتمع المحلي.
وعرض مدير مستشفى اوغستا فكتوريا (المطلع) توفيق ناصر، أهداف الشبكة ومشاريعها المستقبلية، موضحا المحاور التي سيتناولها المؤتمر من حيث الاستدامة المالية في القدس وحماية المجتمع المقدسي وذلك لأهمية الدور الحيوي للمدينة المقدسة في فلسطين.
بدوره، أوضح وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني، فحوى الرسالة الموجهة من انطلاق وتأسيس شبكة مستشفيات القدس من العاصمة الأبدية لدولة فلسطين لخدمة أبناء شعبنا، مؤكدا أن هذه المدينة لا يمكن العبث بها وهي العمود الفقري لفلسطين، واستهدافها بالتهجير والتهويد يجب أن يواجه بوحدة مؤسساتنا بكافة مجالاتها.
وأشار إلى أهمية التشبيك بين المؤسسات المختلفة للتدليل على تمسك شعبنا بمدينته المقدسة مهما قست الظروف التي اعتدنا عليها، مشددا على ضرورة التكامل في ما بينها وليس التداخل
وأعرب الحسيني عن أمله في أن تكون شبكة مستشفيات القدس نموذجا يحتذى به لكافة مؤسساتنا الوطنية حتى تشكل اللبنة الأساسية الحقيقية للدولة القادمة، مشيدا بالدور والعمل الوطني الذي تقوم به المستشفيات المقدسية والتي تعتبر جزءا من معركة الدفاع عن القدس والوجود الفلسطيني فيها.
من جهته، أشار وزير الصحة جواد إلى الضائقة المالية التي تمر بها الحكومة والضغوط السياسية التي تربط بالدعم المالي والاقتصادي وما ينعكس ذلك على أداء الحكومة ووفائها بالتزاماتها تجاه مستشفيات القدس التي تعتبر العمق الاستراتيجي لمرافق وزارة الصحة، موضحا أن الوزارة تعطيها الأولوية الأولى في جدول التحويلات وتعتبرها أحد ركائز الخدمة المتقدمة ودعمها ما هو الا دعم لمقومات الوجود الفلسطيني.
بدوره، استعرض رئيس البعثة الأوروبية جون جات راتر أوجه الدعم الدي يقدمه اتحاده لمستشفيات القدس الشرقية التي تواجه مشاكل مزمنة في تدفق الاموال، لافتا إلى أن الاتحاد الأوروبي من بين المانحين الذين استجابوا لهذا الخطر في العام 2012 و2013 حيث قام بمساهمة سخية من خلال آلية 'بيغاس'، التي تم اتاحتها لجميع الجهات المانحة الاخرى مجانا لدعم مستشفيات القدس.
وأوضح أن اهتمام الاتحاد الأوروبي يعكس الأهمية الكبيرة للخدمات التي تقدمها هذه المستشفيات للشعب الفلسطيني بما في ذلك قطاع غزة والضفة الغربية، حيث تعد جزءا حيويا وهاما من نظام الرعاية الصحية الفلسطينية، وهي توفر الخدمات المتخصصة التي لا يمكن العثور عليها في أي مكان، داعيا إلى تكثيف الجهود المشتركة بين أعضاء الشبكة من أجل زيادة فاعليتها وتطوير أداء مرافقها.
من جانبه، بين ممثل الصحة العالمية محمود ظاهر، دور المنظمة في دعم مستشفيات القدس منذ عدة سنوات واعتبارها إحدى أولويات العمل في فلسطين، حيث تشكل مستشفيات القدس الركيزة الأساسية للنظام الصحي الفلسطيني
وقال: 'لقد حققت المستشفيات انجازات كبيرة خلال السنوات السابقة، فالبعض منها حصل على شهادات الجودة العالمية والآخر على الطريق للحصول على هذه الاعتمادات'، معربا عن ثقته باستمرار الدعم مستقبلا حتى تتمكن هذه المؤسسات من مواصلة عملها لخدمة المواطن المقدسي.
بدوره، اعتبر رئيس شبكة مستشفيات القدس عبد القادر الحسيني، المستشفيات المقدسية الدرع الحامي للعاصمة الأبدية لدولة فلسطين، داعيا الى تنسيق الجهود والتعاون والتكامل بين شتى المؤسسات ونزع صفة المنافسة والتعامل معها وطنيا كأولوية.
وأكد السعي لتقوية عمل هذه الشبكة وتشجيع ومساندة المشاريع ذات الطابع المشترك والهادفة إلى تخفيض التكاليف التشغيلية، ورفع جودة الأداء وتثقيف المجتمع اتجاه التحديات الحقيقية الكبرى التي تعاني منها المستشفيات، ومساندة الخطوات التي تتخذها مجتمعة لمواجهة التحديات.
يذكر أن شبكة مستشفيات القدس تأسست عام 1997 بإشراف الراحل فيصل الحسيني، ضمن رؤية استراتيجية لتوحيد المرافق الصحية في القدس الشرقية وتعزيز دورهم ضمن النظام الصحي الفلسطيني، وبدأت بتكثيف الجهود في العام 2003 من أجل تأسيس الشبكة رسميا لتكون الأولى من نوعها في المدينة المقدسة حيث تركز العمل على تطوير المؤسسات الصحية من خلال تطوير نوعية خدماتها، والتأكد من استمرارية الرعاية المقدمة من قبلها.
وتتألف الشبكة من ست مؤسسات صحية هي: مركز الأميرة بسمة، ومستشفى اوغستا فكتوريا (المطلع)، ومستشفى جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، ومستشفى سان جون للعيون، ومستشفى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ومستشفى سانت جوزيف (الفرنساوي).