محمد سلطان.. من ينقذ بصري من الضياع؟
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد الأسطل - رغم ما يحيط بمشكلته الصحية من يأس كبير، إلا أنه يتحلى بأمل أكبر في الحفاظ على ما تبقى من بصره، وحتى استرجاع ما فقده خلال السنوات الثلاثة الماضية، بعدما اكتشف أن التهابا جرثوميا ينقض على شبكية العينين لديه، ويفقده البصر شيئاً فشيئاً، ما أحدث انفصاماً في شبكة العين اليسرى وضعفا في العين اليمنى.
بداية الحكايا مع الشاب محمد سلطان (20 عاماً)، عندما أصيب بجروح مختلفة خلال عدوان "الرصاص المصبوب" قبل خمس سنوات، ولم ينتبه حينها، أنه تعرض أيضاً للإصابة بالفسفور الأبيض الذي استخدمه جيش الاحتلال آنذاك، حتى أصيب بضعف مفاجئ في البصر عام 2012 عندما كان يستعد لامتحاناته الجامعية.
عندها، بدأت رحلة شاقة من العلاج ما تزال فصولها مستمرة، لتنقلب حياة الشاب رأساً على عقب، فتوقف عن الدراسة في كلية الإدارة والتمويل في جامعة الأقصى، ولم يعد قادراً على ممارسة هواية التمثيل، وحتى لا يحتمل الخروج في النهار، لأن أشعة الشمس تنشط الفيروس الذي أصابه، فيتألم جراء ذلك.
ويكمل محمد الحكاية قائلاً: "بدأت بفحوصات اعتيادية لدى المستشفى الميداني المغربي الذي كان متواجداً في غزة، وبعد أسبوعين أبلغني الطبيب المختص أنني مصاب بالتهاب جرثومي (Texoplasmosis) يعمل على قطع الشبكة العصبية في الجسم".
وأضاف في حديثه مع القدس دوت كوم: "بعد إجراء الفحوصات والمراجعات الطبية الأخرى، أبلغني بوضوح أن الفيروس ناتج عن الفسفور الأبيض، عندها تيقنت أن الخطر يداهمني ساعة بعد أخرى، فلم أترك طبيباً إلا وذهبت إليه، لكن لا نتائج".
وذكر سلطان أنه سافر إلى مصر بحثاً عن علاج، لكن ضعف امكاناته المادية حال من دون استكمال مشواره، رغم أنه وجد طبيبا مختصا أكد له إمكانية الشفاء إذا ما أجريت له عملية عاجلة، لافتاً إلى أنه لا يمتلك التكلفة المالية للعملية، فاضطر إلى العودة إلى غزة، رغم إدراكه بأن كل ساعة تأخير تؤدي إلى ضعف أكبر في بصره وتضرر أجزاء أخرى في جسده.
وبين أنه تردد على وزارة الصحة بشكل دائم، حتى يحصل على تحويلة للدولة التي تتوفر فيها الإمكانات الطبية المطلوبة لإجراء العملية، لكن كافة جهوده باءت بالفشل، مؤكداً أنه يشعر بضياع حياته ومستقبله، مع استمرار وضعه الراهن من دون علاج.
أما يحيى سلطان والد محمد، فعاب على الجهات الطبية عدم إيلاء مرض ابنه الاهتمام المطلوب، رغم أن ملفه الطبي الذي أعدته وزارة الصحة يوضح بما لا يدع مجالاً للشك صعوبة وخطورة حالته، مؤكداً أنه يحملهم جميعاً في الدنيا والآخرة استمرار تدهور وضع محمد الصحي وفقدانه لبصره.
وأبدى في حديثه مع القدس دوت كوم استهجانه الكبير لرفض وازرة الصحة مجرد منحه كتابا يشير إلى عدم توفر العملية والعلاج المناسب لمحمد في غزة، حتى يتمكن من التواصل مع الجهات ذات العلاقة في الخارج.
وقال: "يرغب أحد الأصدقاء في ألمانيا بمساعدتنا، لكنه طلب منا كتابا يوضح عدم توفر علاج مناسب لمحمد في القطاع، وعندما توجهنا لوزارة الصحة والوزير شخصياً في غزة، أبلغني أنه لا يمكن إعطائنا هذا الكتاب، فهذه إهانة للكوادر الطبية حسب تقديره".
وتابع: "لا يوجد علاج لابني في وزارة الصحة ولا يريدون تحويله للخارج، ولا يريدون مجرد منحنا ورقة تؤكد عدم توفر العلاج المناسب، ماذا يمكننا أن نفعل؟ أليس ما يحدث جريمة".
لكن محمد يقطع حديثه والده متسائلاً هو الآخر: "لو كنت ابناً لمسؤول كبير، هل كنت سأواجه هذه المشكلات؟ أليس من حقي كمواطن فلسطيني أن أعلاج كغيري على نفقة السلطة؟".
واستطرد باكياً: "أوجه ندائي للرئيس محمود عباس أنت رئيسينا ومسؤول عنا، أنقذني قبل فوات الأوان، فأوضاعي الصحية لا تحتمل أكثر من ذلك، هل تنتظرون فقداني البصر تماماً؟".