السفير منصور يبعث برسائل متطابقة حول الوضع الإنساني الحرج للاجئي فلسطين في سوريا
بعث السفير الدكتور رياض منصور، المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك، رسائل متطابقة الى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن (الأردن) ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعرب فيها عن قلق حكومة دولة فلسطين العميق إزاء الوضع الإنساني الحرج للاجئي فلسطين في سوريا مشيراً إلى الكلمة التي ألقاها مؤخراً أمام مجلس الأمن والتي لفت فيها الإنتباه إلى الأثر الخطير للصراع الدائر على لاجئي فلسطين في سوريا، الذين لا يزالون يعانون من الموت والإصابات وتدمير منازلهم والنزوح الجماعي والمجاعة. وذكر أن أكثر من نصف لاجئي فلسطين في سوريا البالغ عددهم 540,000 والمسجلين لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)، تم تشريدهم داخل سوريا، بينما نزح ما يُقدّر بنحو 80,000 إلى الدول المجاورة، وخاصة لبنان والأردن، وكذلك إلى دول أخرى في المنطقة.
وذكر السفير منصور أن محنة الآلاف من لاجئي فلسطين المحاصرين في مخيم اليرموك على وجه الخصوص هي محنة قاسية وغير إنسانية وقبل بداية الأزمة كان مخيم اليرموك موطنا لأكثر من 160,000 لاجئ فلسطيني وعندما وصل الصراع إلى المخيم في ديسمبر 2012، نزح ما لا يقل عن 140،000 لاجئ وبقى 18,000 لاجئ فلسطيني محاصرون في المخيم لعدة أشهر، مع تعذر وصول المواد الغذائية الأساسية والأدوية لهم ومعاناتهم الإنسانية الشديدة، بما في ذلك سوء التغذية الحاد والمجاعة. وأضاف أنه بسبب أعمال العنف الجارية في المنطقة وحولها فقد فشلت المحاولات العديدة لتقديم المساعدات الغذائية والطبية إلى المخيم منذ سبتمبر2013، بإستثناء قيام وكالة الأونروا بتسليم لقاحات شلل الأطفال في ديسمبر 2013 و توزيع نحو 300 طرداً من المواد الغذائية في الفترة مابين 18 و21 يناير 2014.
وأشار السفير منصور إلى التقارير الصادرة عن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان حول وفاة لاجئين فلسطينيين في مخيم اليرموك، بمن فيهم الأطفال والنساء والمسنين، بسبب المجاعة وإستهلاك مواد غذائية فاسدة، وكذلك بسبب نقص الإمدادات الطبية للمرضى والجرحى المدنيين وللنساء الحوامل المحاصرين في المخيم. كما يعاني اللاجئين من النقص الحاد في الكهرباء والمياه في المخيم وهي كارثة إنسانية تتطلب إهتماماً دولياُ عاجلاً .
وشدد السفير منصور على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية على وجه السرعة إلى مخيم اليرموك وإلى جميع المدنيين الذين يعانون من هذا الصراع. كما شدد على ضرورة بذل الجهود الممكنة لضمان حماية لاجئي فلسطين وجميع المدنيين في سوريا وذلك تمشياً مع الأحكام ذات الصلة من القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك ضمان المرور الآمن للمدنيين الراغبين في مغادرة المخيم وغيره من المناطق المحاصرة وعلى ضرورة إيجاد حل سياسي لهذا الصراع المروع .
وأعرب السفير منصور عن الأسف العميق إزاء مقتل وجرح الآلاف من لاجئي فلسطين طوال الفترة منذ بداية هذه الأزمة وكذلك إزاء مقتل وإصابة موظفي الأونروا. وأضاف أننا ندرك الجهود التي تبذلها وكالة الأونروا وغيرها من المنظمات الإنسانية في تقديم المساعدات الطارئة للاجئي فلسطين في سوريا، فضلا عن أولئك الذين نزحوا إلى لبنان والأردن و بلدان أخرى. وأثنى على وكالة الأونروا، إلى جانب قيامها بعمليات الإغاثة في حالات الطوارئ، بذلها الجهودها الرامية إلى مواصلة توفير التعليم لأكثر من 47,000 طفل من لاجئي فلسطين في سوريا وتوفير الرعاية الصحية فضلاً عن مواصلة برامج تطوير الشباب ودعم المجتمع المحلي وخدمات المياه والصرف الصحي على الرغم من الظروف الصعبة السائدة. وحث مجتمع المانحين على مواصلة الدعم السخي للمهمة الإنسانية الحيوية لوكالة الأونروا وزيادة الدعم كلما كان ذلك ممكنا.
وفي ختام رسائله أكد السفير منصور على أن هذه الأزمة المأساوية تؤكد مرة أخرى على الوضع الحرج للاجئي فلسطين وضرورة التوصل إلى حل عادل لمحنتهم، وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك قرار الجمعية العامة '194'، في سياق السلام الدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين وفي سياق سلام إقليمي شامل، وهي أهداف تواصل القيادة الفلسطينية إلتزامها بها وتبذل كل الجهود المسؤولة لتحقيقها.