حالة وطن- سليم النفار
"من كل عالمنا المضاء بالشمس,
كل ما اطلبه هو مقعد في حديقة."
" اديت سو درجران"
1
في شرفتي غيمّ أراه
مطرّ...,
يحن إلى حقول، منتهاه
قمر...,
تعطل في العشية ,
حينما فقد الخطى
لم يعطها ضوءا،
ولم تسمع صداه
مولاي ...,
يا مولاي لا تكتم نداه
2
في شرفتي غيم,يفارق مبتداه
وطن يحن إلى:
فضاء من ندى
وقصيدة,
حبلى بمعناه
هذا فضاء خانه المطر،
وخانته الرؤى.
هذا فضاء خانه القدر،
هنا...في كل صبح أقتفي أثرا،
لعل ربيعنا يأتي هواه
قد حدثتني طفلة
عن حلمها في خلسة
من رعد طائرة,
تمر على سماه
3
وطني...,
يعذبني, تعذبهم دماه
الماء في أمصارنا...
جفت منابعه بنا
وتكربلت نجواه
مولاي...يا مولاي, لا تخفض سماه
لا... لست ظلا هاهنا
فانا الهواء المر,
في فيض المعاني
دع فيضه يأتي...
فانا ننتظر
دع دمعنا يسري،
يضيء حنينا
وقلوبنا
فلربما يصحو الذي فينا
وينبثق النهار
من عتمة طالت
وطال الانتظار
وطني...
خرائطه طوال
والخير في أحشائه
في مائه
وله رجال
قد لمعوا جنباته
بدم زكي، لا يحار
لكنه:
وطني يعذبهم،
يعذبني، ويدميه الصغار
هل هكذا نحيا،
ويحينا التتار؟!
4
النيل في وجع يحاصره...
وشام العز في كرب يثار
واللاعب المخفي يا مولاي.
تفضحه القفار
يتلو مواعظه...ونسمعها
كأن الخير منه
وكأننا صمّ نحار
يا حسرتي من سفه ما يجري،
كأن رماحنا تنوي وتختار
هذا دمي...
لا تسفكوا خزانه
لا تقلعوا ريحانه
فله زمان
وله ديار
5
لا... لست ظلا هاهنا
في غامض الأيام متسع،
لأحلام تفيق
مهما تمادى الليل،
أو جنت طريق
ستفوز موجات بنا
أحلامها:
الفجر الرقيق
هذا دمي...
يتلو مطالعه على الدنيا،
بألحان تجود
لا تحزني يا طفلتي
من سود أيام تسود
في أول الأيام من عمري،
تهجاني الأسى
وانداح في دربي...حريق
خمسون عاما،
لا أرى في ظلها:
وقتا لنا
أو برق حالات نصيد
لكنني:
في الغامض المنسي،
لا أنسى لهيبا يستفيق
فلتنظري : حال البلاد وحولها
وحشا هنا
وحشا هناك
في ظلمة كهنوتها "بيكو"
على قصد يعيد نظامه
أو يستزيد
والبعض فينا, لا يرى
أوانه:
في جهل مولانا يريد
كلّ على غاياته يسعى,
فهل وصل البريد؟
يا أمتي:
هزي إليك بجزع معرفة,
نرى فيها, وميضا نستعيد.
15
سندرب الأطفال,
أنْ تمشي بلا خوف
وانْ تعشقْ حدائقنا,
ملاعبها...ولا تغرقْ
أوهامنا:
لابدّ أنْ تمضي,
وانْ تفضي لأحلام بنا
قد حان موعدها,
بانْ تسمو إلى الأزرقْ
فهنا بنا:
شجر...,
وأحجار وأسماء
وهنا لنا:
شعر...,
وعشاق وسمّار
ستحدث الأيام عنها,
لو طغى هم...
ولو ضاق الهواء
16
كم شاعر...
فتح النشيد,هنا بكمْ
كم عابد...
باسم المحبة,صلّى ركعتين بنا
ثمّ انحنى في حبكمْ
كم عاشقةْ...
فضّتْ سطورا,من صداها,
وانحنتْ لطريقكمْ؟
لا...لسنا ظلا ها هنا
يا صاحبي
إنّ الغناء هنا,
دليل القافلةْ
وتنوّع الأسماء,
سحر وجودنا
لا توقفوا النهر الجميل,
ولا تعيقوا السابلةْ
إنّ المحبة عندنا
ليست غيوما عابرةْ
فلتنحنيْ يا خوف فينا,
صاغرا أو صاغرةْ
شاعر فلسطيني من غزة