الجريح نضال عبيد وقصته مع طب تجاري لا يخصه التضحية في سبيل الوطن
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
نجيب فراج -توجه الجريح الفلسطيني نضال محمد محمود عبيد البالغ من العمر 24 سنة الى الجهات الفلسطينية المعنية بهدف التدخل لوضع حد لمعاناته التي يعاني منها ليس بحكم الالم الناتج عن الاصابة وحسب ، بل بحكم الالم المعنوي الناجم عن ما يواجهه من صعوبات اثناء العلاج ومن بينها ارغامه من قبل بعض الجهات الصحية والطبية على الدفع المالي اثناء رحلة علاجه الطويله رغم حصوله على التحويلة الحكومية التي تغطيه مائه بالمائة بحسب ما هو منصوص بداخلها.
وكان الشاب عبيد قد اصيب برصاصة دمدم اطلقها باتجاهه احد جنود الاحتلال الاسرائيلي فجر التاسع من الشهر الجاري لدى قيام قوة عسكرية اسرائيلي بالتوغل الى داخل المخيم في حوالي الساعة الثانية فجرا وقد سمع صوت صراخ في منزل مجاور لمنزله فخرج ليستطلع الامر فوجد ان القوة العسكرية تقتحم منزل عائلة محمد حسن الزغاري وتعتدي على ارملته ام مراد اثناء بحث الجنود عن نجلها حسن لاعتقاله فلم يجدوا فنكلوا في كل افراد العائلة وضربوا ام مراد واصيبت في كتفها ونقلت الى المشفى، ولدى اندلاع مواجهات في المكان حيث تداعى العشرات من الشبان لمواجهة الجيش بالحجارة كما في كل حالات التوغل الى الدهيشة اصيب نضال برصاصة دمدم في الفخذ اليمنى ما فوق الركبة، ما ادى الى تفتت العظم بالكامل ووصفت الاصابة بانها بليغة وقد نقل الى مستشفى بيت جالا الحكومي عبر سيارة خاصة ، وهناك قررت ادارة المستشفى بنقله الى مشفى الاهلي عبر سيارة اسعاف تابعة للهلال الاحمر الفلسطيني.
ويقول شقيقه رائد الذي يتابع حالته بكل دقائقها بانه ادخل الى المستشفى حيث علم المحاسب ان الحالة اصابة صعبة من قبل قوات الاحتلال وان هناك سيكون تحويلة طبية تغطيها وزارة الصحة الفلسطينية فادخل الى غرفة العمليات واجريت له عملية ترميم العظام وركب له جهاز خاص يطلق عليه الرابط ، وبالفعل وبعد ستة ايام جرى اخلائه من المشفى على ان يراجع بعد اسبوع، والمفاجاة كانت حينما ابلغ من قبل قسم المحاسبة على ضرورة دفع مبلغ مالي بقيمة 9984 شيكل ، ولما احتج رائد على ذلك بحكم ان الحكومة تغطي كل التكاليف من خلال التحويلة الطبية الكاملة التي وصلتهم ابلغه مسؤول قسم المحاسبة ان التعليمات من قبل ادارة المشفى تشدد على دفع هذا المبلغ وهو ليس من ما تغطيه التحويلة لان ثمن جهاز الربط 4500شكيل والباقي اطلق عليه مصاريف ثانوية وحينما رفض الدفع احتجز الجريح الذي لا يستطيع السير على الاطلاق لثلاث ساعات وعدم السماح له بالمغادرة وحينها قام رائد بمساومة قسم المحاسبة حيث توصلا الى حل وسط بدفع 4500 شيكل نقدي، وبعد اسبوع من المغادرة عاد للمراجعة عبر سيارة اسعاف الهلال الفلسطيني وهناك طلبوا منه كشفية بقيمة 40 شيكل وللغيار بقيمة 20 شيكل وهذا ما حصل ايضا في المراجعة الثانية بعد اسبوع اخر اذ سيقوم نضال بالمراجعة اسبوعيا لا سيما وان الاطباء ابلغوه بانه سيكون طريح الفراش على مدى عامين ، وهو بحاجة الى ابرة يومية بقيمة 65 شيكل ويطلق عليها "تروبسيد" يدفعها الاهل ايضا.
اما الالم الاخر للعائلة حسب رائد البالغ من العمر 27 سنة فهو اجبارهم على دفع اجرة النقل من قبل سيارة الاسعاف التي نقلته للمشفى ثلاث مرات في المرتين الاولين دفعوا 400 شيكل في كل مرة ذهابا وايابا وهي سيارة اسعاف خاصة ، وفي المرة الثالثة نقلته سيارة اسعاف الهلال التي تقاضت مائة شيكل في الذهاب والاياب وهو اجر رمزي.
ويقول محمد عوض مدير الاسعاف والطواريء التابع للهلال الاحمر في بيت لحم ان مؤسسته تنقل الجرحى وفي كل الحالات مجانا على الاطلاق ولكن في بعض الحالات حينما يبادر الاهل للدفع بشكل رمزي لدعم المؤسسة او عندما تقوم جهة ما بالتسديد عن الجريح فان ذلك يصبح مجازا.
الاصابة الثانية
وهذه هي الاصابة الثانية للجريح نضال حيث سبق وان اصيب في العام 2008 برصاصة في القدم اليمنى ايضا خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الاسرائيلي في محيط قبة راحيل وتسبب ذلك في عجز بنسبة 45% ورغم ذلك لم يتقاضى راتبا كونه جريحه بعد مرور ست سنوات على الاصابة والغريب بحسب رائد ان مؤسسة الجرحى قد ابلغت العائلة بان الراتب اصبح عن الاصابة الاولى اصبح في متناول اليد وذلك بعد اصابته الثانية أي قبل نحو اسبوع متسائلا عن هذه الصدفة، مع ملاحظة انها ليست باثر رجعي.
رد مؤسسة الشهداء والجرحى
عن ذلك يقول يوسف ابو لبن مدير مؤسسة الشهداء والجرحى في محافظة بيت لحم انه في مثل هكذا حالات أي ان نسبة العجز لم تحدد مبكرا وكان هناك خلاف عليها فانه لا يعتمد باثر رجعي، وعن حالة نضال الحالية اكد ابو لبن خلال حديث مع انه يتم متابعة القضية بحذافيرها ونبذل الجهد للعمل على تسديد كافة الفواتير التي دفعها الاهل معربا عن امتعاضه لتصرف ادارة مستشفى الاهلي وقال لا يجوز ان تقوم الادارة بتقاضي أي مبلغ من أي جريح بغض النظر عن المبررات، وسبق ان خاطب وزير الصحة بشان مستشفى الاهلي في حالات سابقة بشان الجرحى الذين يجب بالتاكيد اعفائهم من اية رسوم كانت، مشددا على انه خاطب ادارة مستشفى الجمعية العربية في بيت جالا لمتابعة حالته وقال ان ادارة الجمعية متعاونة جدا مع الجرحى ومع مؤسستهم في كل حين.
محافظ بيت لحم
اما محافظ بيت لحم الوزير عبد الفتاح حمايل فقد قال في اتصال هاتفي بانه سوف يتابع حالة الجريح مع كل الجهات لانه ضحى بنفسه من اجل وطنه وشعبه وانه يجب وبالضرورة ان لا يدفع ذويه اية اغورة وان هناك تعليمات للمستشفيات الخاصة بعدم تقاضي أي فلس من الجرحى وبالتالي على مستشفى الاهلي ان يتراجع عن مثل هذه السياسة.
وهناك استغراب اخر ان يتم الاتصال من قبل موظف في مستشفى بيت جالا الحكومي بالاسعاف الخاص لنقله الى الاهلي في اول مرة ليتقاضى اجرة النقل بينما لو تم الاتصال باسعاف الهلال الاحمر الفلسطيني فان ذلك سيكون مجانا.
لا شك ان نضال يشعر بغضب كبير وكذلك افراد عائلته الذين بادروا للاتصال باكثر من مسؤول من اجل التظلم اليه ويقول نضال وهو طالب جامعة في كلية الصحافة والاعلام مازحا "في المرة الثالثة التي ساصاب فيها ربما اطلب من الاسرائيليين ان ياخذوني للعلاج ومن ثم يعتقلوني ، لاضير"، وقال كل همي ان لا تعاني عائلتي من تكاليف العلاج كجريح كي لا تشعر انها لوحدها".
عن بي ان ان