الإعلام الإسرائيلي: قلق إسرائيلي وتهديد كيري
اعتبرت الصحف الإسرائيلية، الصادرة اليوم الأحد، خطاب وزير الخارجية الأميركية جون كيري في المؤتمر الأمني المنعقد في ميونخ، تهديدا واضحا لإسرائيل خاصة بعد قوله إن أمن إسرائيل وهم سيتبدد في حال فشل المفاوضات.
صحيفة يديعوت أحرونوت، اقتبست وأبرزت أقوال كيري على صدر صفحتها الأولى والقاضية بأن فشل المفاوضات سيكلف إسرائيل غاليا مثل المقاطعة ونزع الشرعية عنها.
مبعوث الصحيفة ومحللها السياسي للمؤتمر في ميونخ شمعون شيفر، كتب أن ما سيحدث مع إسرائيل في حال فشل المفاوضات هو ما حدث مع نظام التمييز العنصري في جنوب إفريقيا قبل انتهاء نظام الأبرتهايد بسبب المقاطعة الدولية لهذا النظام.
وكتب شيفر، 'مسؤولون كبار في الاتحاد الأوروبي، قالوا إن هناك مبادرة وضعت على طاولة البحث في حال فشل المفاوضات، فرض عقوبات على إسرائيل مماثلة للعقوبات التي فرضت في حينه على نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وتحويل إسرائيل إلى دولة منبوذة، وأن الإسرائيليين المشاركين في المؤتمر على قناعة بأن إسرائيل ستتهم بإفشال المفاوضات وأنها ستعاني من المقاطعة والعزل الكامل'.
لكن وزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعلون على قناعة أنه لا يمكن الاعتماد على الفلسطينيين، كما قال لوزير الدفاع الألماني 'لا أمل بالتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين'. لكن وزيرة القضاء تسيبي ليفني، المسؤولة عن ملف المفاوضات كان لها رأي آخر حيث قالت إن نتيجة المفاوضات ستؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.
تصريحات كيري أثارت غضب اليمين الإسرائيلي الذي اتهم الولايات المتحدة بأنها ستفرض حلا على إسرائيل، والوزير نفتالي بينيت من حزب المستوطنين 'البيت اليهودي' قال، إن إسرائيل لن تتخلى عن الأرض بسبب التهديد بمقاطعة إسرائيل اقتصاديا، وإنه يتوقع من حليف تل أبيب (واشنطن) أن تقف إلى جانب إسرائيل في محاربة كراهية اليهود ومقاطعتها وليس أن تكون البوق لهذه المقاطعة.
نائبة الوزير تسيبي حوطوبيلي ، كانت بدورها أكثر تطرفا واتهمت الولايات المتحدة بأنها تعمل على إرهاب إسرائيل من أجل فرض اتفاق عليها يتعارض مع سياسة حكومتها.
ردود الفعل الإسرائيلية لتصريحات كيري والدعم الذي يحظى به من الاتحاد الأوروبي وروسيا، يرعب إسرائيل لكن نتنياهو يلتزم الصمت ولم يعقب على تصريحات كيري بالمرة.
صحيفة معاريف اختارت عنوانها الرئيسي من تصريحات كيري واعتبرت ذلك بمثابة تهديد واضح لإسرائيل 'وهم الأمن والانتعاش في إسرائيل سيتبدد في حال فشل المفاوضات'، وأضافت أن فشل المفاوضات يعني نزع الشرعية عن إسرائيل ومقاطعتها اقتصاديا وسياسيا.
وكتب أمنون بورد أن تصريحات كيري بمثابة إعطاء شرعية 'للإرهاب'، 'كيري يعمل على تدمير جدار الاستقرار وتصريحاته في ميونخ إعطاء الشرعية لهجوم إرهابي، ويجب توضيح الموقف الإسرائيلي للولايات المتحدة بأنها لا تستطيع مواصلة المفاوضات وهي تهدد إسرائيل'.
المحلل السياسي نداب ايال كتب مقالا حمل عنوان 'طريق الجيب' قال فيه، إن أقوال جون كيري حول الوهم الأمني الإسرائيلي والمقاطعة التي تهدد إسرائيل ليست أقوالا عبثية إنما سياسية، لأن الولايات المتحدة وأوروبا وصلتا إلى الاستنتاج أنه يمكن الضغط على إسرائيل من خلال إستراتيجية واضحة وهي وضع المجتمع الإسرائيلي أمام معادلة الانتعاش الاقتصادي والنجاح، أو مواصلة السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية.
إذا، الإعلام الإسرائيلي بدأ في الحديث المكثف عن العواقب التي ستتعرض لها إسرائيل في حال فشل المفاوضات مع الفلسطينيين، خاصة في مقاطعتها الاقتصادية، كما حدث مؤخرا من قرارات أوروبية بمقاطعة البنوك وشركات لها علاقة بالاستيطان.
وصراخ قادة اليمين الإسرائيلي ضد المفاوضات سيكون له تأثير ايجابي على الرأي العام الإسرائيلي الذي فهم أن الاستيطان ومواصلة الاحتلال سيكلفه غاليا، وسيدفع ثمن سياسة اليمين الاستيطاني بأن يتحول إلى شعب منبوذ دوليا، وإسرائيل في طريقها إلى الانهيار كما حدث مع جنوب إفريقيا.