'مستشفى جنين الحكومي'.. بين الإشادة والنقد
فارس صقر - على كرسي متحرك يجلس المواطن مروان اللبدي (40 عاما) في باحة مستشفى جنين الحكومي والذي يتلقى منذ مدة، وقد بدت عليه علامات الرضا والارتياح للخدمات التي تقدمها المستشفى للمرضى.
مرض اللبدي ومكوثه في المستشفى 50 يوما، جعله يتعرف أكثر على الخدمات التي تقدمها، وتناسى المرض الجسدي لأن نفسيته في أفضل حال، حيث يتواجد الممرضون الذين يقومون بواجبهم على أكمل وجه، حسب ما تحدث اللبدي.
وأضاف أن سمعة مستشفى جنين الحكومي تتحسن يوما بعد يوم، قائلا: 'التقصير والإهمال ليسا من الطبيب، إنما من المريض الذي لا يتقيد بالنصائح والتعليمات التي يقدمها الطبيب له'.
وعزّز كلام اللبدي، المواطن سمير جرادات من بلدة السيلة الحارثية في المحافظة والذي يرافق زوجته، مؤكدا أن مستشفى جنين الحكومي أصبح أفضل من باقي المستشفيات الخاصة في المحافظة في تقديم الخدمات للمرضى.
وقال جرادات: 'المستشفى يتميز بكادر طبي ممتاز في قسم الولادة، رغم أن القسم حديث النشأة من ناحية المبنى والمعدات الطبية'.
بدوره، أوضح المدير الطبي العام لمستشفى جنين الحكومي الدكتور نادر إرشيد، أن المستشفى تقدم خدماتها لـ300 ألف نسمة من محافظتي جنين وطوباس والبلدات التابعة لهما، مشددا على أن الفكرة التي أُخذت عن المستشفى بالنسبة للعلاج والنظافة والنظام، تغيرت بفضل الخطط التطويرية الطبية التي تقدمها للمرضى بشكل عام، ووظيفة العاملين هي بذل العناية الطبية.
وبين إرشيد أن المستشفى تتكون من أربعة أقسام وهي: الباطني، والأطفال 'حديثي الولادة'، والنسائية والتوليد، والجراحة العامة الذي يضم جراحة الأطفال، وجراحة العظام وجراحة المسالك البولية، وجراحة الأنف والأذن والحنجرة، مشيرا إلى أن المستشفى تقدم خدمات مميزة في هذه الأقسام، وما يخرج عن استيعابها يتم تحويله إلى مستشفيات محافظتي نابلس ورام الله.
وأضاف: 'كل الأقسام موجودة منذ نشأة المستشفى، ولكن عملنا على تطويرها من حيث الحجم، وعدد الأسرّة داخل الغرف، ليتم استيعاب المرضى بشكل أكبر'، معبرا عن استيائه لما وصفه عدم تعاون من المرضى والمراجعين مع الطاقم الطبي، سواء في المراجعات أو مواعيد الزيارات.
من جهته، قال المدير الإداري والمالي لمستشفى جنين الحكومي عصام علاونة: إن المستشفى تتقدم بخطى سريعة لتقدم خدمة مميزة على مستوى منطقة شمال الضفة، وتحتوي على أربعة أقسام إضافة إلى قسم العناية اليومية الذي يقدم الخدمة للمرضى على مدار 24 ساعة لأمراض الدم، 'الثلاسيميا، والهموفيليا'، وعلاج مرضى الأورام، وغسيل الكلى، كما أن هناك عيادات تخصصية تستقبل المرضى المحولين من العيادات في الرعاية الصحية الأولية ليتم علاجهم حسب الأصول.
وتابع: 'يوجد كادر طبي على درجة عالية من الخبرة والكفاءة يتكون من 60 طبيبا أخصائيا في التخصصات الطبية كافة التي تحتاجها جنين وما حولها من بلدات وقرى، ويضم 400 موظف من أطباء وإداريين وفنيين في المهن الطبية المختلفة، من ممرضين ومختبرات وأشعة وتخدير وصيدلة.
ولا يقتصر دور المستشفى على تقديم الخدمات للمرضى، بل إنها كباقي مستشفيات فلسطين تقوم بتدريب الطلبة من الجامعات كافة من منطقة الشمال، في مختلف التخصصات والمهن الطبية وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة من قبل الجهة الأكاديمية ضمن خطة عامة وضعتها وزارة الصحة.
وأوضحت المتدربات راية يحيى، ودانا فطاير، ونورة عيسى، اللواتي يحملن شهادة طبيب صيدلي ويتدربن في مستشفى جنين الحكومي، أن المستشفى تقدم خدمات مميزة للمرضى على أكمل وجه، ولا توجد أخطاء في تقديم الدواء من قبل الأطباء للمرضى.
وقالت يحيى: 'لأنني تدربت بأكثر من مستشفى لاحظت بأن مستشفى جنين هي الأفضل في منطقة الشمال'.
وبشكل مغاير تماما على ما سبق من إشادة بخدمات المستشفى، قال المريض حسين أبو عصفور من بلدة ميثلون والمصاب بفشل كلوي، 'منذ سنتين أقوم بغسيل الكلى، وآتي للمستشفى يومين في الأسبوع، وفي اليومين تحدث مشاكل، إما عدم وجود الطبيب المختص، أو أن الأجهزة معطلة ولا تكفي للمرضى'.
وأكدت على كلام أبو عصفور أم قصي محاميد المصابة بفشل كلوي، وقالت: 'هناك عبئ مالي كبير علينا. في بعض الأحيان نضطر للتأخر في قسم الكلى إلى ما بعد منتصف الليل، ما يجبرنا على دفع تكاليف مواصلات أكثر للعودة لبيوتنا، وهذا سببه نقص في الأجهزة الطبية الخاصة بنا'.
وأضاف المراجع نبيل زيود من بلدة السيلة الحارثية، أن مستشفى جنين في شكلها الحالي هي نعمة لسكان محافظة جنين، ومع كل الميزات التي تتحلى بها، إلا أن هناك نقصا في الكادر الطبي في بعض الأقسام، خاصة العيادات الخارجية، وذلك يجبرنا للذهاب إلى مستوصفات خاصة، ما يؤدي لعبء مالي كبير على المريض.
المريض قاسم كبها من بلدة طورة الغربية تحدث عن عدم وجود عناية بشكل فوري بالمريض، ووجود تقصير من الطبيب الأخصائي في قسم الطوارئ، لافتا إلى أنه رغم ذلك فإن قسم الطوارئ من أفضل الأقسام داخل المستشفى جنين، ولكن لا يوجد أطباء مختصون على مدار الساعة، وخصوصية المريض مستباحة داخله، على حد قوله.
وردا على كلام المرضى، قال الدكتور نادر إرشيد: 'نعمل ما بوسعنا لتأمين الأسرّة والأجهزة الطبية لمرضى الفشل الكلوي، ولكن مهما عملنا من أمور فلن تعجب المريض'.
وأضاف تم فرز طبيب مختص على مدار 24 ساعة لمتابعة الحالات الموجودة داخل المستشفى، ولكن متطلبات المرضى كثيرة، ويريدون المستشفى فندقا خمسة نجوم.