المسلكيات في الثقافة الذاتية والحركية- دور القيادة في تعزيز السلوك الحركي الايجابي للأعضاء- ح (12)
بالأعضاء الأقوياء إنتماءً ووعيا وفكرا نبني التنظيم الصلب القادر على حماية الحركة وتصعيد نضالها وتنفيذ برامجها والوصول الآمن إلى أهدافها المرحلية والاستيراتيجية .
الأعضاء يبحثون عن معنى حقيقي لانتمائهم ووجودهم وكيفية القيام بمهامهم والاتصال والتواصل معهم وعدم تركهم في معركة البناء في صحراء التغريب التنظيمي وعدم الاندماج الحقيقي.
يبحث العضو عن مهمة تكون ذا معنى، مهمة يتحمل المسؤولية فيها، و يتكفل بمقومات نجاحها " الحركية والمادية والمعنوية" بحيث تصبح إمكانية قيامه بها ممكنة، وإن العضو يشعر بسرور بالمهام التي تتحداه لتنفيذها - بل ببهجة عارمة ومتزايدة دوماً، هذه حقيقة ولا يختلف عليها أحد، ولا خلاف حول حقيقة أن الإنسان الذي يؤدي عمله بسرور ورغبة لا بد أن يكون ناجحاً، وهذا ينعكس على الإطار وبالتالي على الهيكل التنظيمي .
إن إحدى أهم قدرات بل المطلوب من العنصر القيادي هو معرفته بمتطلبات الأعضاء واحتياجاتهم، والتواجد الميداني بينهم والاستماع لهم بشفافية وبتطبيق مبدأ النقد البنَّاء والنقاش الملتزم في داخل الإطار، وفي الاجتماعات واللقاءات، وكذلك الشعور بأحاسيسهم لأن ذلك شرط لا غنى عنه لأية قوة قيادية تريد أن تمارس قيادة ناجحة جيدة موفقة لعناصر قوتها البشرية، وتنفيذ رؤيتها وبرامجها المختلفة، أما إذا أَغفلت " القيادات المسئولة " الأحاسيس الإنسانية لدى الأعضاء، أم تم التغاضي عن متطلباتهم، سواء أحصل ذلك عمدا أو عن غير قصد، سيصل الشعور للعضو أن قيادته لا تَحْمِلَهُ على محمل الجِد فيشك في قيمته بالنسبة للمهمة التي يؤديها ، لا بل يمكن أن يفقد احترامه لنفسه، وبهذا يكون قد دفع أغلى ثمن، وبالتالي فواجب القيادات أن تعمل على عدم وصول العضو إلى هذا المستوى المتدني من الاعتزاز بالنفس أو احترامه للمهمة التي يقوم بها .
إن عدم إحترام العضو لموقعه ومهامه وانفصاله عن واقعه الحركي، يؤدي حتماً إلى شعوره اللاحق بالضياع ويصبح انتماؤه هشا مشروطا، وقد يصل العضو إلى درجة فقدان الشعور بالانتماء للتنظيم، وهذا مكمن الخطر الحقيقي في الوحدة الفكرية للحركة وفي قدرة العضو على الاستمرار ..؟؟!!
إن التسليم بهذا الخلل الحركي، وعدم معالجته تأخذنا إلى الانحراف بالمسلكيات والسلوكيات الواجب توفرها بالأعضاء، وتعمل على إحداث شروخ وأمراض تتفشى داخل أطر وهيكل التنظيم فتجعل ممارسات أعضائه اليومية منفرة للجماهير ومتناقضة مع مصالحها وأهدافها.
على القيادات المسئولة أن تعي حساسية وأهمية هذا الجانب " الخطر" بحيث يكون لديهم قراءة واقعية وصادقة لما يتم ويحدث في الهيكل الحركي وما تتناقله الجماهير، وأن يعملوا على وضع آفاق واقعية أيضا للحلول وتنفيذ برنامج الإنقاذ لكينونة العضو وللارتباط بالجماهير، وهذا ضمانة أساسية للبناء التنظيمي وتغذية الثقافة الذاتية للأعضاء وتقوية حضورهم الحركي المنشود .
الى اللقاء في الحلقة القادمة