أيام من العذاب والتنكيل عاشها الشابان جاموس وحلبية
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
يزن طه
خمسة أيام من العذاب والتنكيل والمعاناة عاشها الشابان آدم عبد الرؤوف جاموس (17 سنة)، وجوهر ناصر الدين علي حلبية (19 سنة)، لدى اعتقالهما من قبل قوة احتلالية قرب بلدة أبو ديس شرق القدس المحتلة.
وقضى جاموس وحلبية في هذه الأيام الخمسة أوقاتا صعبة، بعد إصابتهما بعدة رصاصات في أطرافهما والتنكيل بهما أثناء اعتقالهما قرب البلدة، لم يتمكنا خلالها من رؤية أهلهما أو محاميهما، فهما بالكاد كانا يريان الأطباء الذين قدموا لهما العلاج وأجروا لهما العمليات البسيطة لاستخراج بعض بقايا الرصاص في أجسادهما.
وروى الشابان اللذان وصلا إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله، لـ'وفا'، تفاصيل خمسة أيام من التنكيل والألم والمعاناة، ويقول جوهر، طالب الحقوق في السنة الثانية من جامعة القدس في أبو ديس، إنه كان برفقة آدم، في طريقهما إلى منزليهما اللذين يبعدان مسافة 400 متر فقط عن معسكر لجيش الاحتلال في بلدة أبو ديس، وبمنتصف الطريق يسقط آدم على الأرض، حيث تبين لاحقا لجوهر أنه سقط بفعل رصاص صدر من بندقية مزودة بكاتم صوت، عندها حاول رفعه ليتلقى رصاصة في يده اليسرى التي غطت قلب آدم. وبات الاثنان مصابين، أحدهما في قدمه والآخر في يده، قبل أن تخترق رصاصة أخرى قدم جوهر اليسرى، قريبا من المفصل.
وتابع جوهر: عندها بدأت بالصراخ، لعل أحدا يسمعني، فما كان من الجنود إلا أن تجمعوا فوق رأسيهما رفقة الكلاب، التي انقضت على جوهر، وقبضت على يده اليسرى المصابة، وحينها انهال الجنود بالضرب على الشابين بدعوى أنهما كانا يحاولان إلقاء زجاجة حارقة أو عبوة على المعسكر، مع أنها طريق سكنية؛ يوضح جوهر.
وسحب الجنود الشابين لمسافة تقترب من 400 متر، مصابين وأجسادهما تسيل دما، معصوبي الأعين، وضعوهما في غرفة، جوهر واقف ممنوع من الجلوس، وبينه وبين آدم ستارة، كان آدم يصرخ من الألم، وكذلك جوهر، الذي كان الجنود الأربعة المحيطين بهما يضغطون على جرحه، بعد 15 دقيقة دخل الأطباء للغرفة، عالجوهما بإسعافات أولية ولاصقات جروح، وبعدها نقلوهما إلى مستشفى 'هداسا' مقيدي اليدين.
'نقلونا في البوسطة، وفيها العذاب أكبر من عذاب ووجع الضرب، رفقة جنديين كانا يحرساننا'، يقول جوهر.
وبقي الاثنان بعيدين عن رؤية الأهل أو المحامي طيلة فترة مكوثهما في المستشفى، إلى أن أبلغوهما اليوم بأن محاكمة ستجرى لهما، خرجا إلى المحكمة في معسكر 'عوفر' الاحتلالي المقام غرب رام الله في سيارة إسعاف عسكرية، وحوكما داخل سيارة الإسعاف نظرا لعدم تمكنهما من الخروج لقاعة المحكمة بسبب إصاباتهما وآلامهما، قبل أن يقرر القاضي الإفراج عنهما لعدم وجود مبرر لتمديد توقيفهما.
وينتظر آدم وجوهر الآن نتائج الفحوصات التي أجراها لهما الأطباء في مجمع فلسطين الطبي، لمعرفة المدة التي سيقضيانها في العلاج، مع احتمالية خضوعهما لبرنامج علاج تأهيلي نظرا لإصابتهما في الأطراف.