لا شيء معدّ للجنون مسبقا- نصيرة عيسى*
وحدها الصدفة .. الصدفة اللائقة بحب .. الصدفة التي تترك بذهنك فكرة واحدة ..
فكرة لا تتداعى ولا تنكسر ..
فكرتك تماما عن الحب كوردة بلا اسم .. فكرتك تماما عن اللون الأبيض كضحكة ..
الفكرة التي تمسك بيدك بحنان وهي تقودك إلى الجنون ..
هنا الهاوية والقلب معاً .. اقفز .. كسلحفاة .. كشجرة .. كأي شيء بطيء ..
لِمَ السرعة ؟ ..
لِمَ البداية والنهاية ؟ لِمَ الوقت ؟
للزمن معنى وحيد : عناق وقبلة بيننا ..
والحب حافة الوقت ..
وإني كبهلوان يتوازن على حبله .. أسير على حافة الحب ..
لماذا عليّ التفكير في عما قليل ؟ ..
ولِيَختلّ توازني القلق بعد حين .. لربما سأسقط مغمضة العينين ضاحكةً للهاوية ..
كان علينا ترك الغد للغد ..
هكذا أهدرنا سُدى ثلاثة أرباع اللحظة وقبلتين ..
فأنا عندما يفيض بي الشوق ..تدور روحي حول نفسها .. بتصوف راقص المولوية ..
تدور وتدور .. لتتحد مع مركز كوني .. مع قلبك ..
كما يمكن للحنين في لحظتها حرق روحي .. وإحالتها رماداً ليبعث منه روحكَ من جديد ..
وكيف أهرب منكَ ..
حين تمر كالريح ببال الشوق ..
حين تتسع كفكرة ..
حين تصير كلّ الجهات أنت ..
كيف أُقصي الحنين عن وطن ..
فأنت كالوطن ..
حين تغيب يولد في قلبي الشجن ..
*شاعرة سورية