[فيديو] انامل الاطفال حين تعزف على "الصلصال" ؟!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
كما قصي الذي لم يغادر بعد مقاعد روضة للأطفال في غزة و يحلم بأن يغدو مهندسا، يؤكد شقيقه قصي الذي يتعلم في مدرسة مسائية ويحلم بأن يصبح طبيبا – يؤكدان أن الطريق إلى حلميهما لن تقطع حبل الوفاء لمهنة جدّهما صانع الفخّار، مصطفى محمود عطا الله...
قال الجد محمود عطا الله البالغ من العمر 55 عاما وورث صناعة الفخار "أبا عن جد"، أن مرافقة حفيديه له في معالجة عجينة الصلصال و تحويلها إلى أوان فخارية، يجعله أكثر اطمئنانا إلى حياة مهنة كوّن معها حالة عشق مديدة مذ كان عمره 14 عاما، قبل أن يعلمها في وقت لاحق لأبنائه؛ رغم فقدانها الكثير من بريقها بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وأيضا بفعل عدم اهتمام الجهات المختصة بصناعة فولكلورية تعود أصولها إلى أكثر من 7 آلاف عام.
"قصي" الذي لم يتجاوز 5 سنوات والحالم ببلوغه يوما يصبح معه مهندسا ناجحا، قال لـالقدس دوت كوم أنه يتعلم صناعة الفخار بعد عودته من روضة الأطفال و تأدية واجباته، فيما شقيقه محمود البالغ من العمر 11 عاما، يشير إلى أنه يساعد جده ووالده في صناعة الفخار صباحا قبيل توجهه إلى المدرسة، وهو – كما قال – سيظل وفيا لطينة الصلصال ما بقي حيا؛ "لأنها صنعة العائلة عن جد الجد".
من جهته، أشار والد الطفلين مصطفى محمود عطا الله إلى أنه و العائلة، كما كان والده، سيواصلان الحفاظ على مهنة صناعة الفخار، ليس فقط لأنها مهنة تراثية فلسطينية، بل وأيضا لأنها مهنة ممتعة و لصيقة بالعائلة منذ سنين لا يعلمها، لافتا إلى أن صناعة الفخار في القطاع المحاصر من قبل الاحتلال تتعرض لمضايقات كثيرة، بينها تدفق الأواني المعدنية و البلاستيكية إلى الاسواق، واستمرار منع تصدير منتجاتها من الأواني و الجرار الفخارية إلى الخارج منذ 7 سنوات؛ بعد فترة طويلة كانت فيها "دولة إسرائيل" تسمح لتجارها بشراء كميات كبيرة من الأواني الفخارية من غزة بغرض تصديرها على أنها صناعة من تراثها.
من بين ما يبعث على الحزن لدى الجد محمود مصطفى عطا الله العاشق لصناعة الفخار، أن الجهات الفلسطينية المختصة لا تولي اهتماما كافيا لتطوير صناعة عتيقة أو لمنع انقراضها مستقبلا؛ حزين لأن عشرات "الفواخير" في غزة توقفت عن الحياة ولم يبق سوى "فواخير" قليلة، يمكن عدها على أصابع اليد الواحدة فقط.