على بوابة الزاهرة- سليم النفار
على بوابة الزاهرةْ,
قال الفدائيُّ الجليلْ
لا انتظرْ خبزاً
ولا ماءً يجيءُ من الأميرْ
ولا تبيان أحوالٍ تُضيرْ
لكنّه قلبي:
يداعبهُ الفتى, ذاك الصغيرْ
فهلْ " شاف" الردى أحوالنا,
في حضرة الليل الخطيرْ؟
وهلْ نامتْ عيونُ اللهِ,
عن فحوى العدالةِ والضميرْ؟!
فمن لا عين لهْ
أدرى بما يهذي الأجيرْ.
قلوب الناس تبكي,
ها هنا من عالمٍٍ...,
بهِ الخناسُ يستطيرْ
على بوابة الزاهرةْ
عمرٌ تولّى دربهُ:
ليلٌ
وآهاتُ الصدى,
في صدر أغنيةٍ
بنا لا تكتملْ...,
هلْ جاء صانعها الأخيرْ؟
يا ربُّ:لا
لا تزدْ بتجاربيْ,
إنَّ الرؤى ضلّتْ سبيلاً في السبيلْ.
بنا يا خالقيْ,
فاض المدى...
واصطادنا الألم الطويلْ
فلا لن نرتضيْ ذلاً
مُقامرةً...
بأحلامٍ يناديها الصهيلْ
هنا يا خالقيْ,
أهلي...
هنا دربيْ
ومن يأتي سواي مع القتيلْ؟
على بوابة الزاهرةْ
تأتي الحياةُ مُغامرةْ
وأنا هنا في وحل أيامي
أُدربُ صبحنا هذا الفقيرْ
هذا أنا..
من يوم نكباتي...تعوّدتُ النفيرْ
يومٌ هنا,
وهناك أيامٌ كثيرْ
شيّعت أحزانيْ
وأعيانيْ تناحرنا المريرْ
فلا تستعجلوا أمراً
يُجافيهِِ المصيرْ
وأوجاعي بمعتزٍ هنا,
لا ترى جرح السماء المطيرْ
لكنَّ إيبائي يُحاكيهِ الهديرْ
هذا أنا...لا انتظرْ:
من قصر نيرون خيراً
فلا أخيار في هذا السعيرْ
هي الفوضى...
وظُلاّمٌ بظلاّمٍ...
تُرى من يستجير؟
وهلْ الاك يا حلمي...على نارٍ يفورْ
هي الفوضى...
كما شاءتها أمريكا
وحكامٌ وأحزابٌ تُديرْ
فتدبري أمراً دمشقُ,
حيثما فاض الحريقْ
فلا بردى...ولا العاصي
أراهُ الآن يستفيقْ
هي الفوضى...
كما شاءتها قطّاعُ الطريقْ
فمنْ سيغيثُ,
صرْخاتِ الغريقْ
وأنتِ الشامُ,
يا دربَ الحضاراتِ العريقْ
وأنتِ الشامُ,
لؤلؤةُ التفاصيلِ المثيرة و البريقْ
تُرى كمْ عاشقٍ,
صاح الردى في عشقهِ...
وتهاطلتْ أحزانهُ,
لو يستفيقْ
هي الفوضى...
فما شأني...
وهذا الذي ظلما...
يقولون فيه الربيع الوفيرْ؟
هنا يا جرحَنا,
نصلُ المؤامرةِ الأخيرْ
فلا أخيار في هذا السعيرْ
على بوابة الزاهرة
قصفتْ سماءٌ حلمنا...
فتقصّفتْ في ضلعنا الطائرة
من ذا الذي,
أوحى إليها...بنا يا زاهرةْ؟