الأحمد يلتقي القنصل العام البريطاني لدى فلسطين    "هيئة الأسرى": الأسير فادي أبو عطية تعرض لتعذيب وحشي أثناء اعتقاله    سلسلة غارات للاحتلال تستهدف مناطق متفرقة في لبنان    رام الله: قوى الأمن تحبط محاولة سطو مسلح على محل صرافة وتقبض على 4 متهمين    أبو الغيط: جميع الأطروحات التي تسعى للالتفاف على حل الدولتين أو ظلم الشعب الفلسطيني ستطيل أمد الصراع وتعمق الكراهية    قوات الاحتلال تغلق حاجز الكونتينر شمال شرق بيت لحم    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ34    لليوم الـ28: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها    الاحتلال يقتحم قباطية ويجرف شوارع ويدمر البنية التحتية    الطقس: فرصة ضعيفة لسقوط الامطار وزخات خفيفة من الثلج على المرتفعات    الاحتلال يؤجل الافراج عن الدفعة السابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال  

معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال

الآن

ليلة مخيفة- فاروق مواسي


 قال لي صديقي:
-“هل تجرؤ أن تتجول ليلاً في المقبرة؟“
قلت له هازئًا:
- “وما الفرق بين الليل والنهار؟ هل تؤمن بالجن والأشباح، أم تراك تؤمن بأقوال العجائز أن بعض القبور تضيء في الليل؟“
- دعك مني، ولكني أراهنك على مبلغ محترم إذا أثبتّ لي أنك تجولت بين القبور.
 (أعرف أنه تراهن اثنان أن يدق أحدهما سكة بالقرب من قبر معين، فأخذ يدق السكة على أطراف ملابسه ولم يستطع أن يقوم... )
وبالرغم من أني لا أؤمن بالغيبيات، إلا أنني عندما اقتربت من المقبرة كان شبح يكمن وراء قبر مرتفع، اقشعر جسدي، بسملت وحوقلت، وقرأت ما حضرني من الآيات.
سرت برباطة جأش ليست من طبعي، وإذا بالشبح مجرد برميل.
وضعت يدي على البرميل، ثم ركلته برجلي، يدي على البرميل مبرهنًا شجاعتي، وسرت متوتر الأعصاب، متسلحًا بالعلم والمنطق.
الدقائق تمرُ متثائبة، وصوت يولول، أصوات متداخلة، وفي لحظة...
انشق قبر أمامي، ووقف منتصبًا شكلٌ ضخم جسيم.
انطلق يقهقه، أمسك بيدي مترفقًا ورحب بي.
أخذت أفتح عيني، وألمس أطرافي لأتيقن من سلامة عقلي.
هذه يدي!
هذه رجلي، إذًا ليست المسألة وهمًا ولا خيالاً، فالقبر ما زال مفتوحًا ......
-“ أتعرفني ؟ “
- م . م . م .
- “ أنا أعرف أنك فلان بن فلانة، لا تعجب من قيامتي، تخيل نفسك بعد مئات السنين، ....... أغاني أم كلثوم ما زالت أمام جمهورها، وكأنها اليوم “!
الخوف يعقد لساني، سأتأكد أنني لست في حلم.
هذا رأسي، وهذه ساقي، والساعة الآن الثانية عشرة ليلاً، وعقرب التاريخ يتقدم يومًا وما زال الشبح يحدثني، ويبدو أنه كان يتحدث عن الغناء.
-دعك من الزمن .
ساقني صوب القرية نتجول في شوارعها والناس في غطيطهم.
- “ أليسوا أمواتًا؟ “
وتابع:
“ في الصباح سأرافقك إلى السوق، ولكنا الآن سنذهب إلى مكتبتك، إلى العمالقة الذين ظنوا أنهم لم يموتوا وحصلوا على المجد”.
أخذت استعيد وعيي،......... ولكن هذا جنون،......
شخص ميت بعث من قبره، ويسير معي جنبًا إلى جنب، يمسك بيدي، ويدي دافئة.
- في الصباح حدقت إليه مليًا ثانية، لم يكن مخيفًا وبشعًا، عادي جدًا،
 لن يصدقني أحد إذا قلت إن هذا ضيف هلّ علينا من عالم المجهول، وسيظنون بي الظنون إن قلت لهم إن هذا كان ميتًا،
 وسيقترحون عندها على أهلي أن يرسلوني إلى مستشفى الأمراض التي كفانا الله شرها، والعوض بأهلي.
- عندما التقيت صديقي قدمت إليه ضيفي من العالم الآخر، وبينما كان الصديق يضحك ملء شدقيه على هذه النكتة الظريفة، كان الضيف يغمزني.
- سأرى الحفرة ومن أين خرج؟
 وعندما وقفنا عند الحفرة كان الضيف يشيح بوجهه، وكان صديقي ينزل ليقايس نفسه في الحفرة، وفجأة أطبق القبر.
وتملكتني الدهشة.
لكن الضيف لم يُعر المسألة أي اهتمام، ابتسم، وقال “لنعدْ“!
لم يفتقد الناس صديقي،
 ولم يسألوني “من هذا؟ من الضيف الغريب؟“
ذهب الضيف إلى بيت صديقي يهنئهم.
وكان بعض أهل الدار يبكي،
 وبعضهم يضحك.
 
 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025