انطلاق أعمال اللجنة الفلسطينية – الرومانية في بوخارست
انطلقت في العاصمة الرومانية بوخارست أعمال اللجنة الفلسطينية - الرومانية المشتركة التي تستمر لمدة يومين برئاسة وزيري خارجية البلدين.
ضم الوفد الفلسطيني خمسة وزراء هم، وزير الخارجية رياض المالكي، ووزير السياحة والآثار رولا معايعة، ووزير الأشغال العامة المهندس ماهر غنيم، ووزير الصحة جواد عواد، ووزير التربية والتعليم العالي على ابو زهري. وممثلين عن عدد من الوزارات الفلسطينية.
ويشارك في أعمال اللجنة المشتركة 9 وزارات تضم كلا من: وزارة الخارجية التي تترأس اللجنة، ووزارة الداخلية، ووزارة التربية والتعليم العالي، ووزارة الصحة، ووزارة الأشغال العامة، والمجلس الأعلى للرياضة والشباب، ووزارة الزراعة، ووزارة المالية، ووزارة السياحة إلى جانب عدد من رجال الأعمال الفلسطينيين.
افتتح أعمال اللجنة المشتركة نائب رئيس الوزراء الروماني ليفيو دراجنيا الذي رحب بالوفد الفلسطيني، مشيدا بالعلاقات الثنائية بين الجانبين، ناقلا تحيات رئيس الوزراء الروماني للجميع، ومؤكدا 'اهتمام الحكومة الرومانية بإنجاح هذا الحدث الكبير والمهم بالنسبة للحكومة الرومانية، وانها تنبثق عن رغبة جادة في تنويع وزيادة التعاون بين فلسطين ورومانيا'.
من جانبه، رحب وزير الخارجية الروماني تيتوس كورليتان بالوفد الفلسطيني، مشيرا إلى أن انعقاد هذه اللجنة تعتبر فرصة لمراجعة ما تم الاتفاق عليه في الجلسة الأولى للجنة المشتركة التي عقدت في مدينة رام الله بتاريخ 28-2-2011 وأيضا التطورات والتقدم في العلاقة في بعض المجالات.
بدوره، أكد وزير الخارجية رئيس وفد دولة فلسطين المالكي، على عمق العلاقة التاريخية التي تربط البلدين والشعبين، مشيرا الى ان انعقاد اللجنة المشتركة اليوم 'يعطي زخما للعلاقة الثنائية بين البلدين ويعتبر مؤشرا كبيرا على تقدمها وتطورها. حيث أن هناك العديد من مجالات وأفاق التعاون بين البلدين، والتي تشمل المجال الاقتصادي والزراعي والطاقة والسياحة والأمن والتعليم والرياضة والشباب'.
كما شدد على حرص الحكومتين الفلسطينية والرومانية على تطوير وتعزيز العلاقة الثنائية بين البلدين، وانه تم الاتفاق مع وزير الخارجية الروماني في اللقاء السابق الذي عقد في بيت لحم في شهر كانون اول الماضي على رفع مستوى العلاقة والتمثيل في اللجنة المشتركة لتصبح على مستوى وزاري.
كما اشار المالكي، إلى حرص الجانب الفلسطيني على ترجمة ما سيتم الاتفاق عليه وتطبيقه، قائلا: نحن هنا لبناء المزيد من جسور العلاقة في مختلف المجالات، وسنعمل مع وزارة الخارجية الرومانية بكل جهد لتطبيق ما يتم الاتفاق عليه في اجتماعات اللجنة'.
وشجع الجانب الروماني على الاستفادة من الفرص الاستثمارية في فلسطين خصوصا في القطاع السياحي.
وقد وقعت في الاجتماع ثلاث اتفاقيات بين البلدين، وهي اتفاقية اعفاء حاملي الجواز الدبلوماسي من تأشيرة الدخول، بروتوكول تعاون بين وزارتي الخارجية ومذكرة تفاهم للتعاون في المجال الاقتصادي.
وقد تحدث رؤساء الوفود من الجانبين عن تصورهم لعلاقة التعاون كل في مجاله، حيث قالت وزيرة السياحة معايعة إن فلسطين تعتبر وجهة رئيسية للسياحة في العالم وخاصة السياحة الدينية، وان هناك فرص استثمارية وافاق للتعاون في المجال السياحي بين البلدين خصوصا الاستثمار في مجال الفنادق وتبادل الخبرات. داعية إلى تفعيل العلاقات السياحية وتطويرها بين البلدين واهمية الربط بين القطاع الخاص الفلسطيني والروماني، ومشيرة إلى أن عدد السياح الرومانيين الى فلسطين يصل سنويا الى 350 الف سائح روماني.
بينما قدم وزير الصحة عواد شرحا مختصرا عن علاقة التعاون بين رومانيا وفلسطين في المجال الصحي، والآفاق المستقبلية لتلك العلاقة خصوصا في مجال منح الطب وتدريب الأطباء الفلسطينيين.
من جانبه، أكد أبو زهري على موافقة رومانيا على تقديم ثلاثين منحة دراسية للطلبة الفلسطينيين في مختلف المجالات، في الطب والهندسة والدفاع المدني، وتطلع رومانيا لإعطاء أفضلية للطلبة الفلسطينيين الراغبين في الدراسة في رومانيا.
وتحدث وزير الأشغال العامة غنيم عن تطور المشاريع الإسكانية والبنية التحتية في فلسطين والتي تعتبر فرصة استثمارية لرجال الاعمال خاصة المدن الحديثة التي تم انشائها، وشجع الجانب الروماني على الاستفادة من هذه الفرص الاستثمارية.
فيما قدم مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية محمد منصور، عرضا عن العلاقة التي تربط فلسطين ورومانيا في المجال الأمني، وأشاد بدور رومانيا في تقديم المساعدات من ناحية مادية وتدريبية وخصوصا المنح العشرة التي قدمتها رومانيا للدفاع المدني الفلسطيني في تخصص الهندسة، مشيرا إلى أن هناك عملا جاريا على توقيع اتفاقية تعاون في المجالات المختلفة بين وزارتي الداخلية في كلا البلدين.
من جانبه، قدم المهندس أمجد صلاح من وزارة الزراعة، شرحا عن تطور العلاقة بين فلسطين ورومانيا في المجال الزراعي والبيطرة، حيث هناك علاقة في تبادل الخبرات والزيارات من الجانبين، فقد قدمت رومانيا منحة دكتوراة لدراسة الطب البيطري، مع العلم أنه تم توقيع خطة عمل لتنفيذ الاتفاقية الموقعة بين الجانبين في العام 2011.
وقدم الأمين العام للجنة الأولمبية مازن الخطيب تصورا مستقبليا حول علاقة التعاون مع رومانيا في مجال الشباب والرياضة من خلال تبادل الخبرات التدريبية واستضافة معسكرات للاعبين فلسطينيين موهوبين، وقدم دعوة للمنتخب الروماني الأولمبي للقدوم الى فلسطين واللعب مع المنتخب الفلسطيني، وتطرق الى المعيقات التي تواجه الرياضة الفلسطينية في ظل الاحتلال.
فيما قدم حاتم يوسف مساعد وزير المالية، شرحا عن آفاق التعاون بين وزارتي المالية الفلسطينية والرومانية وخصوصا في مجال تبادل الخبرات. وتم مناقشة موضوع الازدواج الضريبي والأنظمة المالية المتبعة في البلدين.
وقد التقى الوزير المالكي مع وزير الخارجية الروماني ورئيسي مجلس النواب ومجلس الشيوخ الرومانيين الذين استضافوا الوفد الفلسطيني في مقر البرلمان الروماني، وتم وضعهم في صورة اجتماعات اللجنة المشتركة واطلاعهم على الشأن السياسي والأوضاع في المنطقة والتطورات على عملية السلام، وتم توجيه دعوة لأعضاء البرلمان الروماني لزيارة فلسطين واقامة علاقة تعاون بين البرلمانيين الفلسطينيين والرومانيين.
وقام الوفد الفلسطيني بالمشاركة بمنتدى رجال الأعمال، والقى المالكي كلمة شجع فيها رجال الأعمال الرومانيين على استثمار في فلسطين وإقامة علاقة تعاون بين رجال الاعمال الفلسطينيين والرومان. وشارك في المنتدى العديد من رجال الأعمال الفلسطينيين والرومان الى جانب وزيري خارجية البلدين.
وتم التوقيع من الجانب الروماني على اتفاقية تأسيس مجلس رجال الأعمال المشترك بين البلدين، بالإضافة إلى تبادل اتفاقية ابرمت بين اتحاد الغرف التجارية الفلسطينية والرومانية.
هذا وقد التقى وزير الخارجية والوفد الفلسطيني المرافق بمجلس السفراء العرب، وتم اطلاعهم على تطورات العملية السلمية ووضعهم في صورة الأوضاع على الأرض والظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني.