المحامية سناء الجاغوب قصة نجاح في مجلس بلدي بيتا
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
لم يثنها الزواج ولا انجاب ثلاثة أطفال (ما زالوا في سن الطفولة) عن مواصلة نجاحها، فقد درست واجتهدت، ونالت الدرجات العلمية الواحدة تلو الاخرى وصولا الى درجة الماجستير في القانون الخاص لان الانسان الناجح يطمح في الوصول إلى أهدافه ، ونيل مراده ، وتحقيق رغباته وأمنياته.
وهنا تظهر شجاعة الانسان سواء كان ذكرا ام انثى ، وقوة صبره وتحمله ، وتسمو رايات طموحه الشامخة ، لتعلن عن قدوم غد مشرق .. ومستقبل افضل .. لطالما حلم وتمنى الوصول اليه ليعيشه على ارض الواقع بسعادة وبطعم النجاح..
وقصة النجاح التي نحن بصدد الحديث عنها لسيدة حققت شيئا مما كانت تصبو اليه رغم ما اعترضها من عقبات كأداء ولكنها عملت بقول الشاعر حيث قال: لا تحسب المجد تمراً أنت أكله.. لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا.
اجتازت المصاعب وارتقت سلم النجاح درجة درجة بدعم ومساندة من زوجها منير الجاغوب الذي كان المشجع والدعم لها لخوض انتخابات المجلس البلدي والمحامية سناء الجاغوب ام راضي رغم انها في بداية الثلاثينات من عمرها الا انها لم تبلغ ما بلغته من نجاح في عملها في عضوية مجلس بلدية بيتا الا بعد عناء وعقبات ومعيقات اجتمعت في طريقها الا انها بقوة عزيمتها وبصبرها وجلدها استطاعت ان تحول العقبات الى سهل والمشكلات الى حلول واقعية ومنطقية والعناء الى راحة نفسية وجسدية..
فالمطامح السامية ، والغايات النبيلة هي دعامة الرقي في الأمم .. فهي التي تُكسب الحياة خصوبة ، وتبعث فيها الرونق والبهاء ، وهي أساس التقدم العلمي ، والصناعي ، والتجاري ، والثقافي .. وعن تجربتها في العمل البلدي، توضح ام راضي ان هذه التجربة "لم تأخذ مداها الكامل لان البعض في المجلس البلدي لايؤمن بدور المرأة بحيث لم يتسنَّ لي تفعيل دور المرأة بالشكل المطلوب وانا مسؤولة اللجنة القانونية في البلدية واكافح لتثبيت العمل في قوانين الحكم المحلي لان السائد في المجتمع ان البلدية جاهة وواجهة. وهذا خطأ فادح يقع فيه البعض لان العمل البلدي هو ادارة الشؤون المحلية لأي تجمع بشري، وهذا الامر يندرج في اطار الخدمة العامة ويجب تفهم هذا الامر جيدا.
وأضافت وان ما ساعدني على النجاح في تجربتي البلدية هو مجال الدراسة كحقوقية مما ذلل العقبات أمامي في فهم واستيعاب لمحتوى الأنظمة والقوانين النافذة في الهيئات المحلية ومعرفة الآليات الواجب اتباعها لوضع هذه الأنظمة والقوانين موضع التنفيذ ومدى الخطورة الكامنة وراء إقصاء هذه القوانين وعدم مراعاتها وتنفيذها، وأضافت الجاغوب إن الدستور والقوانين النافذة في فلسطين لم تفرق بين المرأة والرجل. غير أن المجتمعات هي التي تفرّق نظراً الى طبيعتها.
غير ان تطورها أدى الى تصحيح مسار المرأة اجتماعياً ومهنياً، وهي اليوم اقتحمت شتى المجالات وبدأت تشارك الرجل في الميدان العملي. ونظراً الى كوني محامية ومسؤولة اللجنة القانونية في المجلس البلدي، استطعت ان أفرض ذاتي بين أقراني بالإقناع واحترام الرأي الاخر وصولا لتطبيق الأنظمة والقوانين.
وبالتالي حيث وجدت المرأة في السياسة او الادارة او المهن الحرة، فرضت دوراً فـاعـلاً واسـاسـيـاً يـرتـكـز عـلـى الاحـتـرام والثقة".
وللمحامية الجاغوب نظرة خاصة الى سبل تفعيل دور المرأة في المجتمع: "ان المرأة شريكة الرجل في المجتمع، والقول المأثور "ان وراء كل رجل عظيم امرأة" ينبغي ان يتبدل ليصبح "الى جانب كل رجل عظيم امرأة عظيمة". لأن التكامل اساس النجاح وليس الفردية.
وان المجتمع تحول من الفردية الى العمل الجماعي المنظم والمتخصص، وعلى المرأة ان تتسلّح بالثقافة لكي يتحول تفاعلها أساسياً، اضافة الى كونها اماً تهز السرير بيمينها، ويمكنها ان تهز العالم ثـقـافيـاً بـيـسـارها وان تخـوض مـعـركـة الـنـضـال لـتـحـقيق الذات وتفعيل دورها في المجتمع.