لواء اسرائيلي يدعو لانتفاضة غير مسلحة ضد اسرائيل
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
امجد أبو العز- معا - دعا اللواء المتقاعد والاكاديمي الاسرائيلي اهرون بريغمان (Ahron Bregman) الشعب الفلسطيني الى إطلاق "انتفاضة شعبية غير مسلحة" ضد اسرائيل لاجبارها على الرضوخ لمتطلبات السلام.
وقال "لانجاح عملية سلام في المنطقة يجب ان تتوفر ثلاثة عوامل غير متوفرة الان وهي: انتفاضة فلسطينية غير عنيفة ضد الاحتلال الاسرائيلي، ثانيا: ممارسة ضغط دولي على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. واخيرا، وجود حكومة يمينية في اسرائيل تكون قادرة على تقديم تنازلات.
وقال الاكاديمي الاسرائليي خلال ندوة نظمتها له كلية لندن للإقتصاد في بريطانيا "ان الظروف السياسية في المنطقة غير مواتية لنجاح عملية السلام".
يشار الى ان اهرون بريغمان خدم في الجيش الإسرائيلي كضابط مدفعية شارك في حرب لبنان عام 1982. وبعد الحرب غادر الجيش لدراسة العلاقات الدولية والعلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس.
كما عمل مساعد برلمانيا في الكنيست. بعد اعلانه رفض الخدمة في الأراضي المحتلة، غادر إسرائيل واستقر في بريطانيا والتحق بقسم الدراسات الحرب، في جامعة كينجز كوليدج بلندن وحصل على شهادة الدكتوراه في عام 1994.
محاضرة أهرون اثارت استياء معارضي ومؤيدي اسرائيل. فقال هرون بريغمان ان قادة اسرائيل يدركون أهمية عقد اتفاقية سلام مع سوريا وهم يرون أن عملية السلام يجب أن تبدأ مع سوريا وإعطائها الأولوية على باقي المسارات لأن السلام مع سوريا سهل ويتمحور حول مكان الحدود، ولا توجد مناطق مقدسة في الجولان على العكس من الخلاف مع الفلسطينيين في الضفة الغربية حيت المناطق المقدسة لكلا الطرفين في الضفة وقضية اللاجئين والحدود والقدس وغياب المؤسسات الفلسطينية.
وقال ان اسرائيل وسوريا كانتا قريبتين من توقيع اتفقاية سلام في عام 2000 ولكن رفض فريق التفاوض الاسرائيلي اتخاذ قرارات شجاعة انهى المشوار التفاوضي وافشل الصفقة، مشيرا الى انه من المستحيل الان اعادة اطلاق المسار التفاوضي مع سوريا واطلاق هذا المسار مجدداً قد يستغرق 30 عاما اخرى لان الربيع العربي اتى على جميع فرص التفاوض مع سوريا.
وكشف الاكاديمي الاسرائيلي ان جميع رؤساء وزراء اسرائيل وافقوا على إعادة الجولان لسوريا لأن عقد السلام معها أسهل من عقده مع الفلسطينيين كون الخلاف مع سوريا لا يتعدى خلاف حدود.
وحول عملية السلام والمفاوضات الدائرة حاليا قال ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري تعلم من اخطاء سابقيه من المبعوثين ووسطاء السلام لذلك يحرص على السرية في المفاوضات "ولكنني غير متفائل بجهود ولا اعتقد انه سيأتي بجديد لان ما يقوم به الان هو "إعادة تدوير" لما قدمه بيل كلينتون اي اقامة دولة فلسطينية مع تبادل الاراضي ورفض حق العودة وتعويض وتجنيس اللاجئين الفلسطينيين في دولهم، بالاضافة الى سيادة اسرائيلية فلسطينية مشتركة على القدس".
واضاف ماسيقدمه كيري سوف يغضب نتنياهو في زيارته القادمة للولايات المتحدة لذلك ما تقوم به اسرائيل الان هو التفاوض مع كيري بدلا من التفاوض مع الفلسطينيين وسيٌملي قادة اسرائيل تحفظاتهم الطويلة على خطة جون كيري لافشاله ولو وافقوا على خطته سيفشلونه في مراحل التنفيذ واختلاق المشاكل على الارض في مراحل تطبيق الاتفاق.
ونوه الى انه "لا يريد اعطاء الانطباع بان اسرائيل وقياداتها رافضين للسلام ولكن الحقيقية ان الفريق الذي رفض عقد اتفاقية السلام مع سوريا هو نفس الفريق الان الذي يرفض عقد اتفاقية سلام مع الفلسطينيين".
واشار الى صعوبة تخلي اسرائيل عن منطقة الاغوار لانها تعتبر المنطقة العازلة التي تحمي اسرائيل من اي خطر يأتي من الشرق.
وتسائل المحاضر الاسرائيلي ماذا سوف يحدث لاسرائيل لو سقط النظام في الاردن او زحف مئات الاف الى الحدود الاسرائيلة الاردنية؟ لذا يجب ان تبقى الاغوار في ايدي اسرائيل.
وقال"اعتقد ان الاوضاع الداخلية الفلسطينية والاسرائيلية غير جاهزة لعقد اتفاقية سلام واذا كنا نريد لعملية السلام ان تنجح يجب توفر ثلاث عوامل هي اولا: مد الربيع العربي الى الضفة الغربية، لا اقصد هنا تنظيم انتفاضة ضد ابو مازن بل انتفاضة شعبية سلمية وغير مسلحة ضد الاحتلال الاسرائلي لذا اقترح على الشعب الفلسطيني استخدام الاعلام الجديد من تويتر وفيسبوك للحشد والنزول الى الشوارع في يوم محدد للتظاهر ضدالاحتلال. لو نزل مليون فلسطيني من الثلاثة ملايين لن تستطيع اسرائيل السيطرة عليهم.
وقال "من الخطأ اللجوء الى العنف الان كما فعل الفلسطينيون حين ارسلوا "الانتحاريين" الى تل ابيب بعد احداث سبتمبر واعتقد انها كانت فكرة "غبية" انعكست سلبا على الفلسطينيين ولا سيما استهدافهم مدينة تل ابيب التي يؤمن غالبية سكانها بالتعايش السلمي مع الفلسطينيين".
واشار الى انه مدرك ان الفلسطينيين لا يملكون الطاقة ولا الرغبة في اطلاق انتفاضة جديدة لا سيما بعد قيام شارون بتدمير بنيتهم التحتية برده العنيف على انتفاضتهم الاخيرة واجتياحه الضفة الغربية، لكن الانتفاضة على حد قوله "ضرورية للشعب الفلسطيني وللجيل القادم فماذا سيقول الفلسطينيون لابنائهم من للاجيال القادمة؟ اسرائيل فقدت واحد في المائة من شعبها لاقامة دولتها، لذا يجب ان يقوم الفلسطينيون بدورهم وواجبهم اذا كانو يريدون دولتهم".
وحول العامل الثاني الذي يجب توافره لعقد سلام قال اهرون ان وجود ضغط دولي على الطرفين امر اساسي، فيجب على الولايات المتحدة ان تضغط على اسرائيل ويجب على الاوروبين الضغط على الفلسطينيين واستخدام مبدأ العصا الجزرة. وبإعتقادي ان الضغط يجب ان يتمركز على إسرائيل بإعتبارها الطرف الاقوى في المعادلة.
وحول جدول مقاطعة اسرائيل؟ اقول نعم انا مع المقاطعة، اذا نجحت المقاطعة مع نظام جنوب افريقيا العنصري لماذا لا تنجح مع اسرائيل؟ ولكن هل اؤيد المقاطقة؟ اقول لا، والافضل التهديد باستخدام المقاطعة بدلا من البدء فيها أي وضع هذا الخيار على الطاولة والتلويح باستخدامه. المقاطعة الاقتصادية لاسرائيل تؤلمها والقطاع الخاص يقودها الان ولكن ولا ادعم فكرة تعميمها لتشمل القطاع العام.
وقال ان الولايات المتحدة ورغبتة منها في دفع اسرائيل للانسحاب من سيناء قدمت الكثير لاسرائيل لم تستطع اسرائيل القول لا لتلك العروض الخدمات على سبيل المثال قدمت لها مقابل انسحابها 3 مليار دولار سنويا والي الابد. قدمت لها حماية من الروس، وزودتها بتكنولوجيا استخدمتها لتدمير القوات الجوية السورية. وعدتها بعدم الاعتراف بمنظمة التحرير ما لم تعترف الاخيرة باسرائيل وتنبذ العنف وهو ما حصل في 1988. وعدتها بانها لن تطرح أي خطة سلام بدون إستشارتها واخذ الموافقة الاسرائيلية عليها. قادة اسرائيل قالوا في ذلك الوقت ان الولايات المتحدة اعطتنا الكثير ولم نستطيع الرفض.
ودعا اهرون الاوروبين ممولين السلطة الفلسطينية الضغط على القيادة الفلسطينية لتقديم تنازلات قائلا " انا مدرك ان بعض القرارات المصيرية ليس بأيدي الفلسطينيين ولاسيما فيما يتعلق بالقدس لانها ملك المسلمين من فلسطين الى اندونسيا لكن يجب الضغط على شركاء السلطة المقربين منها ولاسيما الاردن ومصر والسعودية".
وقال ان الشرط الثالث الواجب توفره لعقد سلام هو توفر حكومة يمينية اسرائيلية تستطيع ان تقدم تنازلات وتوقيع اتفياقة سلام بدون خوف من الطرف الاخر.
وقال ان اسرائيل دولة متدينة وعلمانية ووطنية، ولكن نظامها ليس بنظام ايران الديني وليس شبيها بنظام صربيا المفرط في الوطنية بل هو خليط من تجربة البلدين. لافتا الى ان الحكومة الاسرائيلية اليمينية هي الاقدر على تقديم تنازلات.
واستبعد ان يقدم الفلسطينيون شيئا في مقابل ما ستقدمه اسرائيل قائلا اعتقد ان الفلسطينيين سيقدمون "كلمات فارغة" وهو ما يردد القادة الاسرائليون، لانهم اي الفلسطينيون في موضع ضعف واسرائيل اقوى ولذلك الجميع يعتبر تقديم اسرائيل لتنازلات بدون مقابل امر "ضد الطبيعة البشرية" التي دائما تطلب مقابل العطاء.
وقال ان كيري يحاول الحفاظ على سمعته ودعم اوباما له ولكن الاسرائيليين سوف يفشلون خطته. وقال ان فكرة يهودية دولة اسرائيل من إختراع نتياهو وانه اخترع هذه الفكرة من "اجل وضع العراقيل أمام اي اتفاق مع الفلسطينيين".
وقال "أعرف ان ميثاق حماس يدعو الى إزالة اسرائيل ولكن اعتقد ان سياسة حماس على الارض تناقض ميثاقها لانها هي الان من تعتقل وتمنع مقاتلي الجهاد من اطلاق صورايخهم على اسرائيل، والحركة اصبحت براغماتية الان".
وحول حجج اسرائيل بعدم وجود شريك فلسطيني للسلام قال المحاضر واللواء الاسرائيلي المتقاعد "اسرائيل دائما تتحجج بغياب الشريك الفلسطيني ولكن عرفات كان شريك حقيقي للسلام وابو مازن شريك حقيقي ايضا، وحين يصمت الفلسطينيون ولا يقاومون لاتفعل اسرائيل اي جهد لاطلاق المفاوضات وحين يتنفض الفلسطينيون تقول إسرائيل نحن لا نتفاوض على تحت الضغط".
وقال ان 60 %من المستوطنين في الضفة الغربية يعيشون في ثلاث مستوطنات وغالبيتهم اختاروا العيش هناك لانخفاض ايجار السكن في المستوطنات وقربها من المدن الاسرائيلية ولكن الخطر الاكبر يأتي من سكان المستوطنات المعزولة وهو الاكثر تطرفاً وخطورة لانهم يقطنون فيها استناداً على ايدولوجية متطرفة.
ولفت الى ان ترك هؤلاء المستوطنين في اراضي الدولة الفلسطينية التي يجري التفاوض على اقامتها هو وصفة لحرب جديدة واستمرار للصراع، متوقعا نقل هؤلاء المستوطنين الى المستوطنات الكبيرة.
وطالب اهرون المفاوض الفلسطيني باتباع "اساليب براغماتية" في المفاوضات لان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قبل بالتجمعات الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية مقابل تبادل اراضي ومقابل ربط الضفة الغربية بغزة.
وحول الانقسام الفلسطيني قال اهرون ان ما يمر به الفلسطينيون من صراع داخلي واقتتال مرت به اسرائيل قبل انشاء الدولة وابرز مثال الصراع بين منظمة الهاجاناة وغيرها من المنظمات الاسرائلية حول الية اقامة الدولة والموقف من الإنتداب البريطاني والاعتداء على فندق الملك دواود وقتل الجنود البريطانيين مثال على ذلك الخلاف.
وانتقد الاكاديمي الاسرائلي تهميش اسرائيل لمواطنيها العرب خاصة ان هناك عدد كبير من القرى العربية في اسرائيل مازالت غير مشبوكة بشبكة الكهرباء ولا تتمتع ببنية تحتية.