الموسيقى تهزم العنف في مخيم عايدة
صورة توضيحية
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
على رصيف في بداية مخيم عايدة، جلس الطفل أحمد ذو العشرة أعوام يراقب ما رسم على الجدار القريب و خلفه شوارع المخيم الذي يعيش فيه: بيوت مزدحمه ومتلاصقة، أزقة ضيقة، نوافذ صغيرة، ولا مكان هنا له ولأقرانه ليمارسوا ألعابهم البسيطة سوا الشوارع التي يزاحمون فيها المركبات والمارة. المخيم يلاصقه جدار الفصل بظلاله الطويلة التي تحيط المخيم ومدينة بيت لحم و تحجب رؤية الأفق الممتد شمالا نحو القدس.
في ظل هذه الظروف، وفي ظل هذا الصراع اليومي العنيف بين المخيم وجنود الإحتلال، و خاصة مع بدء الإنتفاضة الثانية وما نتج عنها من عنف غير مسبوق، ولدت مبادرة "الموسيقى تهزم العنف" عبر مشروع تعليمي موسيقي تنفذه مؤسسة "صوت المجتمع" بدعم من الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج الشراكة من أجل السلام ، حيث قامت مجموعة من شباب مخيم عايدة بمبادرة تهدف لخلق بيئة ثقافية جديدة ومساحة إفتراضية لتفريغ الشحنات العاطفية الداخلية للأطفال في عمر أحمد والذي انضم الى هذه المبادرة ليكون ضمن العازفين في الفرقة التي أسست حديثا. ومن مخيم عايدة انطلقت الفكرة لتصل لمناطق مختلفة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
مؤسسة صوت المجتمع، تأسست في قطاع غزة عام 2001 وإمتدت إلى الضفة الغربية، وهي منظمة فلسطينية غير حكومية مستقلة ، تهدف إلى المساهمة في بناء مجتمع فلسطيني مدني ديمقراطي. و انطلاقا من رؤية و رسالة المؤسسة كان بالامكان تنظيم عشرات ورشات العمل الخاصة بموضوع السلم الأهلي والتصالح المجتمعي، والاستعانة في هذه الورشات بمحاضريين ومُدربيين مُختصيين في مجال اللا عنف وفي مجالات حل الصراع والنزاعات، و الذين عملوا على تدريب وتعليم الشباب في سياق جديد لم يكن موجودا بشكل مؤسسي في المجتمع الفلسطيني و الذي تم تنفيذه كجزء من مشاريع برنامج الشراكة من أجل السلام الممول من الاتحاد الاوروبي.
" الدعم الأوروبي كان له أثر كبير ونوعي في نقل عمل المؤسسة إلى كل محافظات الوطن الفلسطيني، وأدى إلى تدريب وتعليم المئات من الشباب على ثقافة السلم الأهلي، كما وفتح آفاق كبيره للأطفال والفتيات والفتيان، خاصة الفئة العمرية من 8-15 سنة، حيث عملت البرامج التي قمنا بها على تخفيف حدة الضغوط النفسية التي يتعرضون لها كنتيجه طبيعية للواقع الفلسطيني ككل، فالضفة الغربية تحت الإحتلال ويحيط بها جدار الفصل ، وقطاع غزة محاصر من كل الإتجاهات" حسب ما قالت السيدة فداء عامر نائب المدير التنفيذي للمؤسسة.
أما بالنسبة لبرنامج "الموسيقى تهزم العنف"، أضافت السيدة شهرزاد العزة، المسؤولة عن روضة الأطفال و هذا البرنامج بالأخص، أن: "لا فضاء ولا أمل بين أطفال يعيشون في مخيم معدومة فيه سبل الحياة الحقيقية، والعنف نابع من الضغط الذي يعيشونه حولهم، فالإحتلال يقمعهم، والجدار يحجب عنهم الحياة، والبطالة متفشية بين ذوييهم، والأوضاع الإقتصادية صعبة جدا. لذلك كان لا بدّ من القيام بمبادرات تحاول خلق بيئة وثقافة جديدة، فقمنا بالتعاون مع مؤسسة "صوت المجتمع" بهذا البرنامج الذي إستوعب وما زال يستوعب عشرات الأطفال، الذين لا يفرغون شحناتهم العاطفية وغضبهم من خلاله فقط، بل ويتعلمون الموسيقى التي تُغذي روحهم وتهديء من شعور الإحباط لديهم، فالموسيقى وسيلة للرقي الروحي وغذاء للنفس البشرية تفعل فعلها بين الأطفال وتخفف عنهم المعاناة اليومية التي يعيشونها".
يذكر أن برنامج "الشراكة من أجل السلام" الذي أطلقه الإتحاد الأوروبي منذ أكثر من اربع سنوات يعمل على تمويل العديد من مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، ويهدف إلى خلق بيئة لا عنفية يعزز من خلالها السلام المنشود في المنطقة، وهو بدعمه مشاريع ومبادرات تؤدي إلى تطوير وتنمية قطاعات متعددة في المجتمع الفلسطيني، كقطاع المرأة، والتعليم والشباب والأطفال، فهو بذلك يعزز سيادة القانون ونشر ثقافة السلم الأهلي والتعليم على المشاركة في صنع القرار بأشكاله المختلفة.
أحمد وأقرانه من أطفال مخيم عايدة ومناطق أخرى في الضفة الغربية وقطاع غزة أصبح لديهم الان بديل عن مزاحمة المارة والمركبات في الشوارع الضيقة، وعبر مشاركتهم في مبادرة "الموسيقى تهزم العنف" استكشفوا امكانيات هائلة في داخلهم ليعبروا عن أحلامهم وليهزموا مع الموسيقى واقعا صعبا وعنيفا.
haعلى رصيف في بداية مخيم عايدة، جلس الطفل أحمد ذو العشرة أعوام يراقب ما رسم على الجدار القريب و خلفه شوارع المخيم الذي يعيش فيه: بيوت مزدحمه ومتلاصقة، أزقة ضيقة، نوافذ صغيرة، ولا مكان هنا له ولأقرانه ليمارسوا ألعابهم البسيطة سوا الشوارع التي يزاحمون فيها المركبات والمارة. المخيم يلاصقه جدار الفصل بظلاله الطويلة التي تحيط المخيم ومدينة بيت لحم و تحجب رؤية الأفق الممتد شمالا نحو القدس.
في ظل هذه الظروف، وفي ظل هذا الصراع اليومي العنيف بين المخيم وجنود الإحتلال، و خاصة مع بدء الإنتفاضة الثانية وما نتج عنها من عنف غير مسبوق، ولدت مبادرة "الموسيقى تهزم العنف" عبر مشروع تعليمي موسيقي تنفذه مؤسسة "صوت المجتمع" بدعم من الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج الشراكة من أجل السلام ، حيث قامت مجموعة من شباب مخيم عايدة بمبادرة تهدف لخلق بيئة ثقافية جديدة ومساحة إفتراضية لتفريغ الشحنات العاطفية الداخلية للأطفال في عمر أحمد والذي انضم الى هذه المبادرة ليكون ضمن العازفين في الفرقة التي أسست حديثا. ومن مخيم عايدة انطلقت الفكرة لتصل لمناطق مختلفة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
مؤسسة صوت المجتمع، تأسست في قطاع غزة عام 2001 وإمتدت إلى الضفة الغربية، وهي منظمة فلسطينية غير حكومية مستقلة ، تهدف إلى المساهمة في بناء مجتمع فلسطيني مدني ديمقراطي. و انطلاقا من رؤية و رسالة المؤسسة كان بالامكان تنظيم عشرات ورشات العمل الخاصة بموضوع السلم الأهلي والتصالح المجتمعي، والاستعانة في هذه الورشات بمحاضريين ومُدربيين مُختصيين في مجال اللا عنف وفي مجالات حل الصراع والنزاعات، و الذين عملوا على تدريب وتعليم الشباب في سياق جديد لم يكن موجودا بشكل مؤسسي في المجتمع الفلسطيني و الذي تم تنفيذه كجزء من مشاريع برنامج الشراكة من أجل السلام الممول من الاتحاد الاوروبي.
" الدعم الأوروبي كان له أثر كبير ونوعي في نقل عمل المؤسسة إلى كل محافظات الوطن الفلسطيني، وأدى إلى تدريب وتعليم المئات من الشباب على ثقافة السلم الأهلي، كما وفتح آفاق كبيره للأطفال والفتيات والفتيان، خاصة الفئة العمرية من 8-15 سنة، حيث عملت البرامج التي قمنا بها على تخفيف حدة الضغوط النفسية التي يتعرضون لها كنتيجه طبيعية للواقع الفلسطيني ككل، فالضفة الغربية تحت الإحتلال ويحيط بها جدار الفصل ، وقطاع غزة محاصر من كل الإتجاهات" حسب ما قالت السيدة فداء عامر نائب المدير التنفيذي للمؤسسة.
أما بالنسبة لبرنامج "الموسيقى تهزم العنف"، أضافت السيدة شهرزاد العزة، المسؤولة عن روضة الأطفال و هذا البرنامج بالأخص، أن: "لا فضاء ولا أمل بين أطفال يعيشون في مخيم معدومة فيه سبل الحياة الحقيقية، والعنف نابع من الضغط الذي يعيشونه حولهم، فالإحتلال يقمعهم، والجدار يحجب عنهم الحياة، والبطالة متفشية بين ذوييهم، والأوضاع الإقتصادية صعبة جدا. لذلك كان لا بدّ من القيام بمبادرات تحاول خلق بيئة وثقافة جديدة، فقمنا بالتعاون مع مؤسسة "صوت المجتمع" بهذا البرنامج الذي إستوعب وما زال يستوعب عشرات الأطفال، الذين لا يفرغون شحناتهم العاطفية وغضبهم من خلاله فقط، بل ويتعلمون الموسيقى التي تُغذي روحهم وتهديء من شعور الإحباط لديهم، فالموسيقى وسيلة للرقي الروحي وغذاء للنفس البشرية تفعل فعلها بين الأطفال وتخفف عنهم المعاناة اليومية التي يعيشونها".
يذكر أن برنامج "الشراكة من أجل السلام" الذي أطلقه الإتحاد الأوروبي منذ أكثر من اربع سنوات يعمل على تمويل العديد من مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، ويهدف إلى خلق بيئة لا عنفية يعزز من خلالها السلام المنشود في المنطقة، وهو بدعمه مشاريع ومبادرات تؤدي إلى تطوير وتنمية قطاعات متعددة في المجتمع الفلسطيني، كقطاع المرأة، والتعليم والشباب والأطفال، فهو بذلك يعزز سيادة القانون ونشر ثقافة السلم الأهلي والتعليم على المشاركة في صنع القرار بأشكاله المختلفة.
أحمد وأقرانه من أطفال مخيم عايدة ومناطق أخرى في الضفة الغربية وقطاع غزة أصبح لديهم الان بديل عن مزاحمة المارة والمركبات في الشوارع الضيقة، وعبر مشاركتهم في مبادرة "الموسيقى تهزم العنف" استكشفوا امكانيات هائلة في داخلهم ليعبروا عن أحلامهم وليهزموا مع الموسيقى واقعا صعبا وعنيفا.