يوميات قرية عين حجلة .. 7 أيام لخصت صمود وارادة شعب لا يهزم- بكر عبد الحق- ح 1
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
مساء يوم الخميس 30 يناير 2014 تلقيت اتصالا هاتفيا من صديقي محمد قناديلو يبلغني بطريقة مبهمة سرية غير واضحة عن نشاط سنخوض غماره يوم الجمعة دون ان يتحدث عن اي تفاصيل توضح ما هو طبيعة هذا النشاط ..
دون أي عناء التقطت الرسالة ومباشرة استحضرت الى ذاكرتي تجربتي باب الشمس وأحفاد يونس التي لطالما شوقني صديقي باحداثها التي عاشها فيما غبت انا عنها نتيجة ارتباطات العمل لدي ..
فكنت دائما اعض على شفتاي حسرة لأنني لم اكن جزء اصيلا من هذه التجارب الوطنية التي اذا ما استمرت ستشكل عنوان جديدا من عناوين الصراع مع المحتل ..
بهمة عالية وقلبي يرقص فرحا بأنني اخيرا ساحظى بتجربة وطنية ستعلمني الكثير اعددت حقيبتي وجمعت فيها ما يلزمني من الملابس التي كنت اعتقد بأنها ستقيني من البرد القارص هناك .. فاتحت احد الاصدقاء بالنشاط طالبا منه المشاركة كان مترددا الى درجة انه كان يدعو الله ان لا نوفق في مغادرة مدينتنا نابلس والمشاركة في الفعالية ..
وفي صباح اليوم التالي شعرت بمغص شديد في بطني اعتقدت للحظة بأن الله استجاب لصديقي دعوته وبدات اتحدث الى نفسي واحثها على المضي الى القرية مهما كانت المعيقات والصعاب ..
انطلقنا انا وصديقاي محمد قناديلو وهاشم قناديلو برفقة سائق السيارة ابو الصوان باتجاه قرية ابو ديس شرق القدس المحتلة وهناك كان بانتظارنا رفاقنا في القرية وزملائنا في جامعة القدس حمزة جوابرة ويزن عماد محمد الخطيب وعبد الطيبي وهاشم شبيطة .. ومن امام سكنهم انطلقنا باتجاه العيزرية حيث التقينا هناك الاصدقاء منتصر تيلخ وحسن فقوسة وثائر انيس وسامي ابو غالي وشيف القرية أبو السمير (لاحقا سيكون لنا معه حكاية) ..
معظم الشباب الذين التقيتهم اثناء عمليات التجمع كانت علاقتي بهم علاقة سطحية ومنهم من التقيته لأول مرة ولكن بعد يوم واحد من انشاء القرية اصبح لي مع كل واحد منهم ذكريات جميلة لا يمكن على الاطلاق نسيانها ..
تجمعت السيارات امام دير العزير في قرية العيزرية وشق الجميع طريقهم وهم يجهلون الوجهة التي سيذهبون اليها باستثناء بعض المعلومات التي تفيد باننا متجهين الى مدينة اريحا منا من تكهن بأن القرية ستقام على اراضي قرية فصايل ومنا من تكهن بأنها ستكون في الجفتلك .. ولكن لم يخطر ببال احد منا انها ستكون عين حجلة .. على الطريق الواصلة بين قرية العيزرية ومدينة اريحا لم تخلوا الشوارع من آليات الاحتلال ولا شرطته التي كانت تتأهب للحدث ..
تتخبط لا تدري اين الوجهة ولا طبيعة النشاط .. في الطريق صادفنا شرطة الاحتلال توقف الحافلات وتفتشها تفتيشا دقيقا في محاولة منها لاحتواء الحدث قبل حدوثه .. في كل مرة كنا نمر بها عن سيارة شرطة او جيب عسكري كانت قلوبنا تخفق بشدة خشية ان يتم ايقاف الحافلة التي نركبها ويكشف امرنا ونفشل في الوصول الى القرية ..
عند مفرق البحر الميت على طريق رقم 90 كانت تعزيزات الاحتلال كثيفة للغاية قطعنا الحاجز الاحتلالي المقام على اول الطريق على بعد امتار من دير حجلة وتوقفت مركباتنا في ساحة الدير الرئيسية الى ان تجمع معظم الاخوة المشاركين في الفاعلية وانطلقنا الى اراضي القرية المحاذية للدير وبسرعة البرق ترجلنا من مركباتنا واندفعنا مسرعين مهرولين بتجاه وسط القرية وهناك توارينا عن الانظار خلف المباني القديمة الخالية من السكان منذ العام 1967 وهنا بدأ الاخ محمود زواهرة بالحديث لنا ضرورة التخفي داخل المباني المهجورة والتوقف عن رفع الاعلام الفلسطينية على منازل القرية حتى لا يكشف الاحتلال الامر ويعرقل وصول بقية الاخوة المشاركين ..
بدأت احلق في وجوه الحاضرين وجدت اخوة لنا من يطا ومن الخليل ومن بيت لحم ومن نابلس ومن رام الله من القدس من كل الارض الفلسطينية .. وبدأت الاعداد تتزايد الى ان اكتمل الحضور وبدأنا باعتلاء المباني هناك ورفع الاعلام الفلسطينية وفي وسط القرية اطلق الاخوة المنظمين مؤتمرهم الصحفي بوجود وسائل الاعلام المختلفة وبحضور بعض القيادات الفلسطينية .. وهناك اعلن عن ولادة قرية عين حجلة من جديد .. ولادة من الظلام الى النور .. واضيئت القرية من جديد ودبت الحياة في اركانها بعد ان قتل الاحتلال بهجتها لسنوات خلت بعد ان عم الظلام ارجائها لسنوات طويلة هي عمر نكبتنا الثانية ..
يتبع ....
zaمساء يوم الخميس 30 يناير 2014 تلقيت اتصالا هاتفيا من صديقي محمد قناديلو يبلغني بطريقة مبهمة سرية غير واضحة عن نشاط سنخوض غماره يوم الجمعة دون ان يتحدث عن اي تفاصيل توضح ما هو طبيعة هذا النشاط ..
دون أي عناء التقطت الرسالة ومباشرة استحضرت الى ذاكرتي تجربتي باب الشمس وأحفاد يونس التي لطالما شوقني صديقي باحداثها التي عاشها فيما غبت انا عنها نتيجة ارتباطات العمل لدي ..
فكنت دائما اعض على شفتاي حسرة لأنني لم اكن جزء اصيلا من هذه التجارب الوطنية التي اذا ما استمرت ستشكل عنوان جديدا من عناوين الصراع مع المحتل ..
بهمة عالية وقلبي يرقص فرحا بأنني اخيرا ساحظى بتجربة وطنية ستعلمني الكثير اعددت حقيبتي وجمعت فيها ما يلزمني من الملابس التي كنت اعتقد بأنها ستقيني من البرد القارص هناك .. فاتحت احد الاصدقاء بالنشاط طالبا منه المشاركة كان مترددا الى درجة انه كان يدعو الله ان لا نوفق في مغادرة مدينتنا نابلس والمشاركة في الفعالية ..
وفي صباح اليوم التالي شعرت بمغص شديد في بطني اعتقدت للحظة بأن الله استجاب لصديقي دعوته وبدات اتحدث الى نفسي واحثها على المضي الى القرية مهما كانت المعيقات والصعاب ..
انطلقنا انا وصديقاي محمد قناديلو وهاشم قناديلو برفقة سائق السيارة ابو الصوان باتجاه قرية ابو ديس شرق القدس المحتلة وهناك كان بانتظارنا رفاقنا في القرية وزملائنا في جامعة القدس حمزة جوابرة ويزن عماد محمد الخطيب وعبد الطيبي وهاشم شبيطة .. ومن امام سكنهم انطلقنا باتجاه العيزرية حيث التقينا هناك الاصدقاء منتصر تيلخ وحسن فقوسة وثائر انيس وسامي ابو غالي وشيف القرية أبو السمير (لاحقا سيكون لنا معه حكاية) ..
معظم الشباب الذين التقيتهم اثناء عمليات التجمع كانت علاقتي بهم علاقة سطحية ومنهم من التقيته لأول مرة ولكن بعد يوم واحد من انشاء القرية اصبح لي مع كل واحد منهم ذكريات جميلة لا يمكن على الاطلاق نسيانها ..
تجمعت السيارات امام دير العزير في قرية العيزرية وشق الجميع طريقهم وهم يجهلون الوجهة التي سيذهبون اليها باستثناء بعض المعلومات التي تفيد باننا متجهين الى مدينة اريحا منا من تكهن بأن القرية ستقام على اراضي قرية فصايل ومنا من تكهن بأنها ستكون في الجفتلك .. ولكن لم يخطر ببال احد منا انها ستكون عين حجلة .. على الطريق الواصلة بين قرية العيزرية ومدينة اريحا لم تخلوا الشوارع من آليات الاحتلال ولا شرطته التي كانت تتأهب للحدث ..
تتخبط لا تدري اين الوجهة ولا طبيعة النشاط .. في الطريق صادفنا شرطة الاحتلال توقف الحافلات وتفتشها تفتيشا دقيقا في محاولة منها لاحتواء الحدث قبل حدوثه .. في كل مرة كنا نمر بها عن سيارة شرطة او جيب عسكري كانت قلوبنا تخفق بشدة خشية ان يتم ايقاف الحافلة التي نركبها ويكشف امرنا ونفشل في الوصول الى القرية ..
عند مفرق البحر الميت على طريق رقم 90 كانت تعزيزات الاحتلال كثيفة للغاية قطعنا الحاجز الاحتلالي المقام على اول الطريق على بعد امتار من دير حجلة وتوقفت مركباتنا في ساحة الدير الرئيسية الى ان تجمع معظم الاخوة المشاركين في الفاعلية وانطلقنا الى اراضي القرية المحاذية للدير وبسرعة البرق ترجلنا من مركباتنا واندفعنا مسرعين مهرولين بتجاه وسط القرية وهناك توارينا عن الانظار خلف المباني القديمة الخالية من السكان منذ العام 1967 وهنا بدأ الاخ محمود زواهرة بالحديث لنا ضرورة التخفي داخل المباني المهجورة والتوقف عن رفع الاعلام الفلسطينية على منازل القرية حتى لا يكشف الاحتلال الامر ويعرقل وصول بقية الاخوة المشاركين ..
بدأت احلق في وجوه الحاضرين وجدت اخوة لنا من يطا ومن الخليل ومن بيت لحم ومن نابلس ومن رام الله من القدس من كل الارض الفلسطينية .. وبدأت الاعداد تتزايد الى ان اكتمل الحضور وبدأنا باعتلاء المباني هناك ورفع الاعلام الفلسطينية وفي وسط القرية اطلق الاخوة المنظمين مؤتمرهم الصحفي بوجود وسائل الاعلام المختلفة وبحضور بعض القيادات الفلسطينية .. وهناك اعلن عن ولادة قرية عين حجلة من جديد .. ولادة من الظلام الى النور .. واضيئت القرية من جديد ودبت الحياة في اركانها بعد ان قتل الاحتلال بهجتها لسنوات خلت بعد ان عم الظلام ارجائها لسنوات طويلة هي عمر نكبتنا الثانية ..
يتبع ....