المسلكيات في الثقافة الذاتية والحركية - كيف تضمن اقتناع الآخرين بك وإقناعهم بأفكارك(ح19)
كيف تنصت ..؟! : تخيل انك الآن أمام مناظرة تلفزيونية أو لقاء لمسؤول مهم أو في اجتماع .. كيف تستجيب لما يقال ..؟! .. ببساطة إن كنت مفكرا ومنصتا ومتابعا لما حولك " دائما استخدم الورقة والقلم في تدوين أهم ما تسمعه"، وسوف تكتشف بنفسك وتَحُكم بقدراتك على ما يقال من ناحية الصواب أو الخطأ أو الإقناع أو الحشو ، بمعنى كُن مفكرا، وليس متلقيا فحسب .
كن مفكرا، لأنه حين تقنع نفسك بكل ما يقال أمامك بصورة تلقائية وبدون تفكير، فإن لهذا علاقة بالغرائز لديك، فلربما أنت متأثر مسبقا بالمتحدث أو تأثرت بجاذبيته أو بالديكور أو المؤثرات التي لا ترتبط بما يقال .
لهذا علينا أن ننصت بكل عناية لما يقال ونخزن المعلومات بطريقة ذكية ونقوم بتحليلها مباشرة لكي تخزن بصورتها المطلوبة والتي تمكنك لاحقا من استخدامها واستحضارها مرتبة ومقنعة "لمن تنقلها إليهم".
حين تكون أنت في اجتماع يعني في حوار مباشر، وشعرت بعدم الاقتناع، فمقدار مهارتك في الإنصات والتحليل سيكون بالمقابل قدرتك على طلب معلومات إضافية لكي تزيد نسبة الاقتناع لديك .. ، وبناء قرارك الذي يعتمد على مقدار المعلومات المتوفرة لديك، ولهذا نؤكد على أن الاعتماد في اتخاذ القرارات أو الموافقة عليها تبعا لغرائزك، وإقناع نفسك بما يقال حولك دون بيان أو تحقق، سوف يكلفك مراجعات صعبة في حال كان هناك خطأ في القرار نفسه أو نتائجه تعود بالسلب على المؤسسة أو الهيئة أو الإطار أو الفريق والمجموعة التي تعمل معها، لذا اعتمد على واقعية الأمور وقبولها.
في داخل الاجتماعات، حين تصل الأمور بين طرفين إلى التعصب في المواقف وعدم المرونة، يجب أن يتوقف الحديث في الأمر ولتبقى الأمور على ما وصلت إليه، لأن زيادة الحديث فيها سوف يعمل على توسيع الهوة ويولد ردود فعل تزيد الخلاف، بالتالي المطلوب هنا وقت أطول مع عدم الحديث لكي تبدأ فيما بعد عملية تقريب وجهات النظر دون تعصب أو تفاقم للمشكلة .
في مواقفك لا تكن عنيدا بل كن قويا بالحجة والإقناع .. فأنت حين تتصلب في مواقفك " دون تفكير واقتناع و إقناع منطقي" ويصل بك حد التصلب " سمات شخصية" إلى الحيلولة دون أن ترى العالم الذي حولك، فحينها تتحول إلى إنسان عنيد غير قادر على اتخاذ قرارات مسؤولة..
بعض المسؤولين أو رؤساء الاجتماعات تنجذب إلى أحاديثهم ، وطريقة استعراضهم للأمور، وتقتنع أنهم يملكون قدرات عقلية فائقة، ويملكون درجة من الذكاء في إدارة النقاش وفن الحديث أو الجدال، ولكنهم في النهاية يسقطون ويفشلون، لأنهم باختصار شديد ليسوا صادقين في أقوالهم ، ويكذبون في مواقفهم، ويلونون أفعالهم، بالتالي لا يملكون ثقة زملائهم أو الجمهور برغم ما يملكون من معرفة بالأمور ويخسرون المصداقية مع الوقت، ويفشلون في الإقناع .
إن اعترافك بخطأ قد وقعت فيه، لهو دليل مقنع على صدقك في تعاملك مع الآخرين، وان تعاليك على الآخرين الذين أخطأت بحقهم يعني فقدانك ثقتهم فيكَ وفي مواقفك .
حتى تضمن اقتناع الآخرين بك عليك أن تجتاز ثلاثة مستويات وربما تجتازها في عرض قضية واحدة وربما في دقيقة واحدة، أولا :عليك أن تكون أولا موضع ثقة لمن تحدثهم ، وثانيا: أن تكون أفكارك صادقة، وحتى في حال أقدمت على طرح مسألة خلافية فكن مجهزا بالحجة الأكيدة والصادقة وليس الجدال أو الأهواء أو المصلحة الشخصية "الأنانية"، وأخيرا إن كنت جزء من مؤسسة أو هيئة او مجموعة أو فريق على من تقوم بتمثيلها أن تتمتع بالمصداقية والثقة للمتلقي، وبالتالي تضمن اقتناع الآخرين بك وإقناعهم بأفكارك وقراراتك .