مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

يوميات قرية عين حجلة .. 7 أيام لخصت صمود وارادة شعب لا يهزم -ح4- بكر عبد الحق

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
الاحتلال يباغتنا ليلا ..
اشرقت شمس صباح يوم السبت علينا في قرية عين حجلة .. وانا وغالبية سكان القرية حتى تلك اللحظة لم نستطع النوم بالمطلق لبرودة الجو ولغياب الاغطية والفراش .. لن اخفي عليكم بأننا كنا نتمنى ان تكون المواجهة مع الاحتلال قريبة وكنا ننتظر ان يدخل الاحتلال القرية بفارغ الصبر .. ولكن سرعان ما سقطت هذه الفكرة نهائيا من حسابتنا بمجرد ان تجاوزنا اليوم الثالث .. ولعل ما حدث معنا ليلة الأحد جعلنا نسقط هذه الأفكار من وجداننا والى الابد ..
بحكم الخبرة ومعظم من شارك في فعاليات باب الشمس واحفاد يونس كان يتوقع ان يكون الحسم الاحتلالي لهذه القرية في غضون ساعات من انشاءها وذلك لحساسية موقعها وقربها من الحدود الأردنية ناهيك عن ملاصقة الأرض لمعسكر تابع لقوات الاحتلال .. لم يكن احد منا بالمطلق يصدق بأننا قد نستمر في هذه القرية أسبوع بأكمله .. وهذا الاستمرار هو الذي ولد لدينا الارتباط بعين حجلة روحا وجسدا ..
ما ان اشرقت الشمس توجهت الى الخيمة لانال قسط من الراحة وكانت الساعة 7.00 صباحا استلقيت على الأرض التي لا زالت باردة فيما اكتفيت بما علي من ملابس كغطاء لي .. وما ان استرسلت قليلا في النوم واذا باصوات صراخ في محيطي وكأنها مشاجرة .. استيقظت على عجالة لأجد شجارا اندلع بين صديقي أبو الخطيب ويزن .. في مثل هذه الظروف الشجار مشروووع .. بل على العكس تماما فهو يأتي بنتائج إيجابية .. ما ان احتوى الشباب الشجار بين الأصدقاء وإذ بتغيرات ملموسة طرأت على العلاقة بين الخطيب ويزن بشكل إيجابي وتوطدت بشكل سريع وهذا ما لمسته عندما أصيب الخطيب في الليلة الخامسة حين تلهف يزن لينقل أبو الخطيب الى سيارة الإسعاف ..
في هذه اللحظات كان صديقي فادي الشواهين قد استطاع ان يحصل على فرشة من مجموعة يطا وهنا انا اقتنصت فرصة انشغال فادي في تطويق الاشكال الذي حدث وسحبتها الى الخيمة ونمت ما يقارب ساعتين من الزمن استطعت أن اريح بها جسدي المنهك ..
في فترة الظهيرة وكان تمكن الاخوة في محافظة اريحا من ارسال لنا طعام الغداء والذي كان عبارة عن رز ودجاج وهذه الوجبة المعتبرة من الغداء كانت اول بوادر الانفراج لدينا وشكلت نقلة في جزئية الإمكانيات .. تناولنا طعام الغداء وبدأنا العمل برفقة شباب جامعة النجاح الوطنية وأذكر هنا منهم الأخوين رائد الدبعي واياد دويكات بتنظيف ارض القرية وجمع ما تراكم عليها من قصب النخيل وتهذيب المكان ..
ومن المواقف التي حدثت في هذا اليوم عندما حاول الاحتلال ان يحتجز مجموعة من الشباب الذين جاؤوا الى القرية للانضمام الينا وهنا أذكر بأن القرية بمن فيها هبت تجاه خط 90 واستطعنا ان نخلص الشباب من براثن الاحتلال وشرطته وهنا بدء حاجز الخوف من الاحتلال ينكسر واصبح مشهد الجنود والمناوشات معهم شبه يومي واعتيادي ..
ومن المواقف الأخرى أيضا .. كنا نجلس بالقرب من خيمتنا على الحدود الغربية للقرية واذا بالاخ فادي الشواهين يطلب منا الحضور اليه في منطقة حاووز الماء الذي كان يتمركز عليه جنود الاحتلال وكانوا قد منعو فادي من ملئ دلو كان بحوزته بغرض اخماد النيران المشتعلة في شجرة .. اندفعنا جميع من في القرية باتجاه الجنديين وبدأت هنا مناوشات جديدة معه وأذكر بأن الأخ محمود زواهرة صرخ في وجه الجندي واصفا إياه بأنه عدوا للبشر والشجر والحجر .. وانه عدو للبيئة بمنعه الماء عنا لاخماد الحريق .. أما أبو محمد ختيار القرية سأل الجندي "لماذا تنفذ تعليمات قيادتك ؟ انت ما عندك عقل تفكر فيه ولا قلب .. كيف بترضى على حالك تكون مجرم واداة بايد قيادتك ؟ " وفي خضم الاشتباك الكلامي مع الجندي قام الجندي الآخر بطلب الدعم عبر اللاسلكي فقدم الضابط المسؤول برفقة جنود آخرين ,, اعتقدنا بأنهم سيعتدوا علينا ولكن تفاجئنا بالضابط يطلب من الجنديين مغادرة الموقع وهنا انفجرنا جميعا من الضحك على الجنود الذين رفضوا ان ينفذوا امر الضابط وهذا أدى الى حدوث اشكال بين الضابط وجنوده .. الضابط يصرخ طالبا منهم المغادرة وهم يرفضون المغادرة استشعارا للحرج منا ومن وابل الاستهزاء الذي اطلقناه تجاههم .. عدنا من الموقع ولم نتمكن من ملئ الدلو لأن الاحتلال كان قد قطع الماء عن الحاووز واستخدمنا التراب في إطفاء الحريق .
انقضى اليوم سريعا وكانت الأجواء شبه طبيعية في القرية حتى الساعة الثانية عشر فجرا واذا بالاحتلال يحاصر القرية من عدة جهات ويطلق القنابل المضيئة في سمائها ... هنا استشعر الجميع بأنها لحظة الحسم .. لا اراديا تبدلت المشاعر واستنفر الجميع لصد هجوم الاحتلال ومنعه من التقدم الى داخل القرية فقمنا انا ويزن وحمزة وتيلخ والخطيب ومحمد والهاشمين وعبد وفادي ونيبال وماهر وكل الشباب باشعال خط نار على امتداد حدود القرية وبدأت المجموعات الأخرى باشعال النيران في مختلف حدود القرية وتجمعنا جميعا في وسط القرية واطفئت اضواء القرية وبدأ الجميع يتحضر للحظة الاقتحام ... صديقي محمد بحكم الخبرة المكتسبة من احفاد يونس .. بدأ بتوجيه إرشاداته للشباب بضرورة بقاءهم بجانب بعضهم البعض وفي حال دخل الاحتلال القرية الجلوس على الارض على شكل حلقات متداخلة متشابكي الايدي لتكون عملية الاخلاء صعبة على الاحتلال ..
بدأنا ومجموعتنا تنشد الأناشيد الوطنية وأذكر منها .. "من حياتي شرفي أغلى ومن دمي اللي سال .. صوت الانتفاضة أعلى من الاحتلال .. صوت الانتفاضه عالي وما بيخرس هالصوت .. لولا لاجل الحق الغالي مين بيهوى الموت .. مش هدف موت الانسان الغاية حب الأوطان.. شعبي يناضل من زمان .. بده الاستقلال
 بدهم يقتحموا قريتنا سهرنا طول الليل .. تندافع عن كارمتنا مهما الليل طويل .. اقبل الجيش الجرار .. جبان مسلح بالنار .. ملينا الطريق حجار .. وولعنا العجال ... "
كما أذكر أيضا اناشيد اشهد يا عالم علينا وع بيروت .. وطالعك يا عدوي طالع ,, طل سلاحي من جراحي .. هي يلا هي يلا .. منصورين .. يا ولاد حارتنا .. وغيرها من الأناشيد ساهمت في رفع معنوياتنا عاليا
يبدو بأن فكرة انشاء خط نار على امتداد حدود القرية كانت ناجحة ودفعت الاحتلال ليعيد حساباته في مسألة اقتحام القرية وبعد ما يقارب الساعتين انسحب الاحتلال من القرية بشكل نهائي حتى لم يعد له أي تواجد على حدود القرية ..
بقينا متيقظين طوال الليل مترقبين حركة العدو الذي لم نأمن جانبه طوال فترة اقامتنا في القرية الى ان بزغ فجر يوم الأحد .. كان وضعنا مزري للغاية وكانت لدينا حاجة ملحة لمغادرة القرية بغرض تبديل ملابسنا والاستحمام وقضاء الحاجة في ظل غياب الماء عن القرية وهنا انطلقنا باتجاه مدينة اريحا انا ذهبت الى سكني في العمل وهناك حظيت بحمام رائع جدا كان كفيلا بأن يزيل ما علي من اتربة واوساخ .. في حين غادر الشباب الى مسكنهم في قرية أبو ديس وبدلوا ملابسهم واستحموا ونالوا قسطا من الراحة ..
هذه العملية جددت طاقتنا وبعثت في نفوسنا العزيمة والإصرار على البقاء في القرية أطول فترة ممكنة بل الى الابد .. ومحاولة الاحتلال اقتحام القرية ليلا عكس الصورة واصبح الجميع يفكر في كيفية إطالة عمر هذه القرية بدلا من الجلوس حول الموائد بانتظار اقتحام القرية والعبث بها ..
وهذا ما سيتجلى في الحلقات القادمة من يوميات عين حجلة ..
يتبع ..


 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024