حتى "القمامة" ارتفعت رسومها!!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد أبو الريش – لا أحد يمكنه تخيل كم من القهر يمكن أن يجتاح أعصابه، لو أن شخصا طالبه بدفع "خاوة" مبالغ باهظة مقابل السماح له بإلقاء القمامة في قطعة أرض كانت حديقته المنزلية؛ سيما أن ذلك الشخص كان استولى على الحديقة بالقوة، للغرض ذاته...
على نحو الفرضية أعلاه، يعيش أهالي بلدتي أبو ديس و العيزرية شرق القدس، هذه الأيام، محنة مطالبتهم بدفع ما يزيد على 10 آلاف شيكل يوميا، مقابل أن تسمح لهم إدارة مكب للنفايات أقامته سلطات الاحتلال على أراضيهم بالقوة بإلقاء القمامة فيه، فيما يقول رئيس بلدية الأولى عادل صلاح إن القرار برفع رسوم استخدام المكب إلى 242 شيكل مقابل كل طن من القمامة ( بدلا من 25 شيكل ) الذي أبلغ للبلدية الأربعاء الماضي، سيتم تطبيقه بداية الأسبوع، ويشمل، إضافة إلى أبو ديس، بلدات العيزرية و السواحرة و الزعيم و بلدات من محافظة بيت لحم.
قال "صلاح" لـالقدس دوت كوم ، إن مبلغ رسوم النفايات الذي قررته إدارة مكب "العبدلي" الذي أنشىء لصالح نزلاء مستوطنة "معاليه أدوميم" فوق أراض مصادرة تابعة لبلدتي العيزرية و أبو ديس ( على مسافة أمتار قليلة من تجمع للمواطنين البدو يقيم فيه نحو 3 آلاف شخص ) – قال أنه قرار "خيالي بالنسبة لنا، ولا يمكن بأي حال من الأحوال الموافقة عليه؛ ذلك أن المجالس المحلية غير قادرة على تحمل هذه النفقات؛ مقابل خدمة غير ربحية"، مشيرا إلى أن قيمة الرسوم الجديدة التي "أثارت ذعر المجالس المحلية" جاءت بعكس المطالبات المتكررة بتخفيضها عن 25 شيكل مقابل الطن الواحد من القمامة، كما كان قبل القرار .
تقول مديرة دائرة الصحة في المجلس المحلي بالعيزرية حنان العبيدي، إن الرسوم الجديدة مقابل إلقاء نحو 28 طنا من القمامة التي ينتجها اهالي البلدة في مكب "العبدلي"، سوف تكلفهم أكثر من 7 آلاف شيكل في اليوم الواحد، وهو ما يعتبره رئيس بلدية أبو ديس عادل صلاح نوع من "الإجراءات العقابية" ضد مواطني البلدتين، سيما بعد احتجاجات طالبت بنقل المكب لتسببه بأمراض مزمنة لعدد غير قليل من المواطنين المقيمين في منازل قريبة منه، لافتا إلى أنه ( المكب ) عشوائي وفق المعاير الدولية، ولا يستخدم سبلا ملائمة للوقاية، مثل دفن النفايات وتبخير عصارتها وفق ما هو متبع؛ ما ساعد على انتشار القوارض والحشرات الناقلة للأمراض، إضافة إلى تسببه في نفوق المواشي التي تشرب من المياه المشبعة بالعصارة السامة للنفايات.
من بين التخمينات حول أسباب القرار الذي اتخذته إدارة "مكب العبدلي" الإسرائيلية ويقضي برفع "فلكي" لقيمة رسوم استخدامه من قبل المجالس المحلية شرق القدس، رجحت مصادر من الهيئات المحلية في الأخيرة أن يكون القرار نوعا من الانتقام لرفض الجهات الفلسطينية المسؤولة عن مكب نفايات جنوب الضفة ( في "المنيا" جنوب شرقي بيت لحم ) استخدامه من قبل المستوطنات الإسرائيلية المقامة في المنطقة، إلى جانب كون "مكب العبدلي" ( استنادا إلى تخمينات أخرى ) يقع ضمن المنطقة المصنفة ضمن المخطط الاستيطاني الإسرائيلي المسمى " إي . وَن"
حول الخيارات البديلة لاستخدام "مكب العبدلي"، أشار رئيس بلدية أبو ديس إلى أن المجالس المحلية بالمنطقة سوف تكون مضطرة لدراسة إمكانية اختيار أراضي ذات مساحات ملائمة بغرض استخدامها مكبات عشوائية للنفايات، رغم أن خطوات من هذا النوع سيترتب عليها أضرار صحية جديدة، أو استخدام "مكب المنيا" بعد افتتاحه .
ولا يفصل المكب عن التجمع البدوي الذي يقارب تعداده 3000 نسمة في بلدة العيزرية سوى امتار قليلة ويستقبل مئات الاطنان من القمامة يوميا معظمها من بلدية القدس المحتلة ،ويصنف على انه مكب .