غزة: قمصان شبابية تجمع بين الموضة والحقوق الفلسطينية
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
محمد الأسطل- لم يتردد الشاب همام عبد القادر في شراء ما أصبح يعرف في غزة بـ "بلوزة وطنية"، ليس لأنها تحمل شعارات فلسطينية تحث على التمسك بالوطن والثوابت فحسب، بل لانها اصبحت جزءاً من الموضة.
وبدا همام (25 عاماً) سعيداً بارتدائه "بلوزة" تزينها خريطة فلسطين وكتب عليها "وإني أحبك".
وقال همام لـ القدس دوت كوم: "البلوزة جميلة وأنيقة، وهي تحمل معاني وطنية حقيقية، ما يجعلني أشعر أنني أقاوم الاحتلال بطريقة مختلفة.. قد تبدو بسيطة، لكنها تعكس تمسكنا بأرضنا ووطننا".
وتساءل: "ماذا لو ارتدى كل الشباب الفلسطيني بلوزة مماثلة؟ بالتأكيد سيعتبرها الاحتلال حرباً من نوع مختلف لا يمكن مواجهتها بالسلاح، فالتذكير المستمر بحقنا في فلسطين، أصبح يعرض بطريقة تحاكي اهتمامات الشباب".
من جانبه، أوضح الناشط الشبابي فلاح زقوت أن فكرة هذه انتاج هذه القمصان بدأت في الضفة الغربية كجزء من المقاومة السلمية اليومية للاحتلال والتهويد، إضافة إلى التأكيد على عروبة فلسطين ولغة أهلها في مواجهة اللغة العبرية في أراضي الـ 48.
وبين زقوت في حديث لـ القدس دوت كوم أن المجموعات الشبابية التي تقف خلف هذه الفكرة "حرصت على بث الروح الوطنية بين الفئات الشابة في قالب من الحداثة والموضة، لكي تلقى البلوزة رواجاً وإقبالاً، وتنتشر بطريقة أسهل بين الشباب، وهذا ما حدث"، مشيراً الى أنه تم اختيار الشعارات والعبارات التي تكتب على هذه القمصان، بطريقة تناسب كافة الاهتمامات الوطنية لدى الشباب، من التمسك بالتراث والتاريخ إلى المقاومة والعروبة وغيرها.
واختير طيف واسع من الشعارات والعبارات الوطنية التي تمت طباعتها على هذه القمصان الشبابية الى جانب خارطة فلسطين مثل "أنا أحبك"، و"صامدون" و"قاوم يا شعبي"، و"فلسطين للفلسطينيين"، و"سجل أنا عربي"، و"أهواك حياً أو ميتاً".
وأكد الناشط الشبابي زقوت أن تسويق هذه الفكرة يتم بصورة أساسية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، باعتبارها الوسيلة الأسرع للوصول إلى الشباب، متوقعاً انتشاراً أوسع خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن "التصاميم قريبة إلى حد كبير من أذواق الشباب واهتماماتهم".
وشهد عدد من محلات بيع الملابس التراثية الفلسطينية في غزة حركة شرائية نشطة لهذه القمصان التي تعددت الوانها وتصميماتها.
واعتبر جمال عكيلة، وهو صاحب محل لبيع الملابس التراثية في غزة، أن فكرة "البلوزة الوطنية" قديمة جديدة، فقد كانت تستخدم خلال الانتفاضة الأولى، لكنها عادت اليوم بشكل جديد يناسب أذواق الشباب، وبصورة تجعلها قرب إلى الموضة الشبابية، متوقعاً أن تلقى رواجاً بين الشباب خصوصاً أن سعرها مناسب إلى حد ما قياساً بأسعار الملابس الشبابية الأخرى.
ودعا في حديث لـ القدس دوت كوم، إلى "أن تتحول الفكرة إلى حملة وطنية تحث الفلسطينيين في الداخل والخارج على ارتداء ملابس مماثلة، لتذكير الأجيال الشابة والعالم أجمع بقضيتنا ووطننا".