تمثال لرأس الاسكندر- ادونيس
جذر الاسكندر لا في التراب، لا في الكتاب.
جذره في المخيلة:
«لا نريد هذه المعسكرات.
لا نريد تلك الاسلحة.
لا نريد غزوا، ولا فتوحات.
تعبت الريح من كنس اشلائنا».
كان رأس الاسكندر، الذي رفعه نحات يوناني
حديث، في صدر مكتبة الاسكندرية،
يصغي لشطح هذه المخيلة.
- اتريد، يا سيدي، ان تشاهد كيف ترقص الذرة؟
...
لا مكان للجدران العازلة، على الارض، في عيني
الاسكندر.
لا مكان الا للطرق والنوافذ والابواب المشرعة.
لا يرى الاسكندر نفسه الا بحرا في صورة الارض.
الكون يرسم حدوده بأهدابه،
والارض كمثل امرأة توشوشه:
احب انوثتك.
باسم الاسكندر،
يؤكد الماء في الاسكندرية،
ان جرم السماء طفيلي يكاد ان يقضي على الارض
- الام.