اخدع الآخرين ليحقق هدفك المنشود - د.مازن صافي
توقفت أمام نصيحة خبيثة كان يقدمها مكيافيلي البارع في خداع الآخرين والتأثير عليهم، فلقد كان يقدم للحاكم نصائح من هذا الباب، فيقول له " اخدع الآخرين ليحقق هدفك المنشود"، والهدف المنشود غالبا هو التأثير عليهم وإقناعهم بحيث يتم السيطرة على أفكارهم والعبث في قدرتهم .
ولربما من غير اللائق أن نطلق على الخداع (فن)، فهناك من يقول "فن الخداع"، فالكذب والخداع سلوك شخصي ينافي المبادئ والأخلاق، فإخفاء الحقائق وعدم البوح بالمعلومات الصحيحة أمام الآخرين، يعتبر كذباً، وهناك من يبرر ذلك بأسباب واهية ومخادعة أيضا، وكذلك ممارسة الزيف والخداع كنشر أكاذيب وكأنها حقائق، فهذا كذب أيضا يقود إلى نشر الإشاعات وهدم معنويات الناس.
الكاذب المحترف يمكنه الخداع عبر الاتصال والحديث عن بُعد أو من خلف الشاشات أو بأي وسيلة تقنية أخرى، ولكنه في المواجهة سرعان ما تكتشف كذبه او خداعه، ولأن قلب الإنسان يكشف حقائق الآخرين، والإنسان حكيم نفسه، فمن السهل على الكاذب إخفاء الحقيقة او بتر أجزاء مهمة منها، إلا أنه لا يمكن إخفاء ملامح وجهه ونبرات صوته وإيماءاته وحركات يديه واسترساله في أمور أبسط من أن يتوقف عندها، وأيضا إمعانه في البعد عن الإجابات السريعة واستخدام الرد الغير مباشر في الدفاع عن نفسه او أفعاله وتصرفاته وسلوكه، وأيضا نكتشف من الوهلة الأولى أن الشخص "الكاذب" تتملكه مشاعر القلق والاضطراب وتغير في شخصيته المعتادة.
ولأن الوجه يتكون من عضلات تفسر لنا مشاعرنا الحقيقية وتفاعلنا مع الأحداث والأمور اليومية، لكن وجه الكاذب والمخادع لا تعكس حركات عضلات وجهه الحالة التي يظهر بها، فقد يكون مبتسما، ولكن عضلات وجهه تقول عكس ذلك، ومن الغرابة أن ابتسامات الكاذب تكون متكلفة لفترة طويلة وتنتهي فجأة، ويكررون وبحركات لا إرادية لمس أنوفهم أو ذقونهم أو أفواههم أو يعبثون في أوراق وأقلام أمامهم، وتشعر أن عيونهم خاوية غير مركزة على شيء محدد، سارحة في تفصيل العبارات المنمقة والتي يراد أن يخدع بها المستمعين له .
الكاذب المسؤول غالبا لا يستخدم الصفة الذاتية "أنا"، بل يميل إلى التعميم، أي استخدام صفة المكان أو المنصب، لكي يتخفى خلفه، لأنه يعتقد أن ذلك مصدر قوة له وتأثير على الغير.
ومن السلوكيات الإيجابية هو الصدق في القول والفعل، لأن من تنطبع عليه صفة الصدق في أقواله وأفعاله يكتب له النجاح، وأما من تنطبع عليه صفة الكذب فيصبح في موقع الشبهات ولا يمكن له أن يتقدم في قناعات الناس أو يقدم لحياتهم الخير أو النجاح، فليحرص الجميع على التحلي بالصدق والمصداقية وعدم إخفاء الحقائق او نشرها كذبا وبهتانا وتضليلاً .
في نهاية المقال نقول أن كشف الكذب والكذابين لا ينجح كثيرا، وأن الكذابين المحترفين يستخدمون الحيل المختلفة التي تبعد الآخرين عن كشف خداعهم حتى يتمكنوا من تنفيذ ما يريدون، ومن الغرائب أيضا أن بعض الأُسر يختلفون في كثير من الصفات السلوكية ولكن صفة الكذب تكون جامع بينهم في الغالب، وهنا يتدخل الطب في تفسير جينات الكذب الموروثة في الأباء والأبناء وسلسلة تستمر والحافظ هو الله.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ الصـِّدْقَ يَهـْدِي إِلَـى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكـــَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا" – رواه البخاري.
haولربما من غير اللائق أن نطلق على الخداع (فن)، فهناك من يقول "فن الخداع"، فالكذب والخداع سلوك شخصي ينافي المبادئ والأخلاق، فإخفاء الحقائق وعدم البوح بالمعلومات الصحيحة أمام الآخرين، يعتبر كذباً، وهناك من يبرر ذلك بأسباب واهية ومخادعة أيضا، وكذلك ممارسة الزيف والخداع كنشر أكاذيب وكأنها حقائق، فهذا كذب أيضا يقود إلى نشر الإشاعات وهدم معنويات الناس.
الكاذب المحترف يمكنه الخداع عبر الاتصال والحديث عن بُعد أو من خلف الشاشات أو بأي وسيلة تقنية أخرى، ولكنه في المواجهة سرعان ما تكتشف كذبه او خداعه، ولأن قلب الإنسان يكشف حقائق الآخرين، والإنسان حكيم نفسه، فمن السهل على الكاذب إخفاء الحقيقة او بتر أجزاء مهمة منها، إلا أنه لا يمكن إخفاء ملامح وجهه ونبرات صوته وإيماءاته وحركات يديه واسترساله في أمور أبسط من أن يتوقف عندها، وأيضا إمعانه في البعد عن الإجابات السريعة واستخدام الرد الغير مباشر في الدفاع عن نفسه او أفعاله وتصرفاته وسلوكه، وأيضا نكتشف من الوهلة الأولى أن الشخص "الكاذب" تتملكه مشاعر القلق والاضطراب وتغير في شخصيته المعتادة.
ولأن الوجه يتكون من عضلات تفسر لنا مشاعرنا الحقيقية وتفاعلنا مع الأحداث والأمور اليومية، لكن وجه الكاذب والمخادع لا تعكس حركات عضلات وجهه الحالة التي يظهر بها، فقد يكون مبتسما، ولكن عضلات وجهه تقول عكس ذلك، ومن الغرابة أن ابتسامات الكاذب تكون متكلفة لفترة طويلة وتنتهي فجأة، ويكررون وبحركات لا إرادية لمس أنوفهم أو ذقونهم أو أفواههم أو يعبثون في أوراق وأقلام أمامهم، وتشعر أن عيونهم خاوية غير مركزة على شيء محدد، سارحة في تفصيل العبارات المنمقة والتي يراد أن يخدع بها المستمعين له .
الكاذب المسؤول غالبا لا يستخدم الصفة الذاتية "أنا"، بل يميل إلى التعميم، أي استخدام صفة المكان أو المنصب، لكي يتخفى خلفه، لأنه يعتقد أن ذلك مصدر قوة له وتأثير على الغير.
ومن السلوكيات الإيجابية هو الصدق في القول والفعل، لأن من تنطبع عليه صفة الصدق في أقواله وأفعاله يكتب له النجاح، وأما من تنطبع عليه صفة الكذب فيصبح في موقع الشبهات ولا يمكن له أن يتقدم في قناعات الناس أو يقدم لحياتهم الخير أو النجاح، فليحرص الجميع على التحلي بالصدق والمصداقية وعدم إخفاء الحقائق او نشرها كذبا وبهتانا وتضليلاً .
في نهاية المقال نقول أن كشف الكذب والكذابين لا ينجح كثيرا، وأن الكذابين المحترفين يستخدمون الحيل المختلفة التي تبعد الآخرين عن كشف خداعهم حتى يتمكنوا من تنفيذ ما يريدون، ومن الغرائب أيضا أن بعض الأُسر يختلفون في كثير من الصفات السلوكية ولكن صفة الكذب تكون جامع بينهم في الغالب، وهنا يتدخل الطب في تفسير جينات الكذب الموروثة في الأباء والأبناء وسلسلة تستمر والحافظ هو الله.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ الصـِّدْقَ يَهـْدِي إِلَـى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكـــَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا" – رواه البخاري.