"اضحك.. تضحك لك الدنيا".. فيلم حول معاناة الفلسطينيين يتقدم في مهرجان برلين
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
مهند العدم- يبدأ الفيلم الوثائقي "اضحك، تضحك لك الدنيا" الذي عرض في مهرجان برلين السينمائي الدولي منتصف الشهر الجاري بمشاهد حقيقية صادمة تلخص احداث ليلة صعبة لعائلة حداد مع الاحتلال التي تقطن في حي تل الرميدة بمدينة الخليل.
وأخذت مشاهد الفيلم من لقطات صورها أشخاص يعيشون على خط المواجهة اليومية ويتعرضون لاعتداءات جنود الاحتلال وهجمات مستوطنيه اليومية في الخليل، ووقع عليه الاختيار كي يعرض في مهرجان برلين ضمن مجموعة تضم 25 فيلما اختيرت من بين 3500 فيلم عالمي.
وتدور احداث الفيلم في منزل عائلة حداد، في حي تل الرميدة وسط مدينة الخليل، وتم توثيقها بكاميرا زودتهم بها منظمة "بيتسيلم" الاسرائيلية، وقام مخرج الفيلم ايهاب طرابيه من منظمة "بيتسليم" بتجميع ما رصدته الكاميرا في ليلة ساخنة، عنوانها الصراع من اجل الحياة والبقاء في منطقة اضحت عنواناً لهجمات المستوطنين والجنود ولمعاناة سكانها الفلسطينيين.
وحظي الفيلم باهتمام كبار النقاد في مهرجان برلين الدولي، كما قال مخرج الفيلم ايهاب طرابيه في حديث مع القدس دوت كوم، حيث تم عرضه امام النقاد وشاهده اكثر من 5 الاف شخص.
ويشير طرابيه الى ان الفيلم "نجح في ان يوصل المعاناة التي يعيشها الفلسطنينين بطريقة سينمائية جميلة".
ويعرض الفيلم في 20 دقيقة، الحياة اليومية التي تعيشها العائلات الفلسطينية في ظل وجود الاحتلال والمستوطنين، من خلال توثيق العائلات ذاتها لبعض ما تتعرض له من انتهاكات واعتداءات يومية في مناطق بمدينتي الخليل وشرقي القدس، حيث كانت منظمة "بيتسيلم" الحقوقية لجأت لتوزيع آلات تصوير على العائلات التي تقطن في مناطق دائمة التعرض لاعتداءات المستوطنين والجيش لرصد وفضح هذه الانتهاكات كما يوضح طرايبه.
وفي منتصف احدى ليالي عام 2012 تستيقظ عائلة حداد على اصوات الجنود الذين اقتحموا بيتها، وتسارع الشابة شذى وتشغل كاميرا التصوير التي زودتها بها "بتسيلم" لتبدأ برصد ما يدور في منزلها من احداث، منذ لحظة اقتحامه من قبل مجموعة كبيرة من الجنود.
ومع دخول الجنود المنزل وقيامهم بعملية تفتيش استفزازية يقوم احد الجنود بمنع شذى من التصوير، لكنها نقلت الكاميرا الى شقيقها ضياء لاستكمال المهمة، لكن الجنود ما لبثوا ان منعوه هو الاخر فنقلها الى والده، وهكذا بقيت الكاميرا تنتقل بين افراد العائلة لاكثر من ساعة.
ويقول مخرج الفيلم ايهاب طرابيه الذي يعمل على تجميع ما ترصده عدسات اكثر من 200 متطوع في مختلف انحاء الضفة، "حين شاهدت التسجيل الذي يزيد عن ساعة لاحظت وجود صراع درامي بين العائلة والجنود، وحواراً كان يستحق ان يتم تحويله الى فيلم حقيقي يعكس معاناة العائلات الفلسطينية من خلال ما جرى في منزل عائلة حداد".
واشار الى ان انتاج فيلم لم يكن أمراً مبيتاً او مقصوداً، وما جرى كان محض صدفة قمنا بتوظيفها واستغلالها لفضح الانتهاكات الاسرائيلية في اكبر المهرجانات العالمية.
ويعكس الفيلم بعض ما تواجهه عائلات فلسطينية وصراع الحياة الذي تخوضه في مواجهة الاعتداءات والانتهاكات اليومية التي يفتعلها الجيش والمستوطنون لاتفه الاسباب وهو ما يجسده اسم الفيلم "اضحك، تضحك لك الدنيا" الذي يعتبر اكثف تعبير ساخر عن هذه الحالة لا سيما وان جنود الاحتلال اقدموا على معاقبة الشاب ضياء حداد لاكثر من ساعتين بسبب "ابتسامته"، حيث طلب منه احد الجنود التوقف عن الابتسام وصلبوه في البرد حتى انصاع لطلبهم، وحينها قال له احد الجنود بسخرية "اضحك، تضحك لك الدنيا".
ويقول مسؤول الباحثين الميدانيين في منظمة "بيتسيلم" كريم جبران، بأن الفيلم نجح في عرض الواقع الذي تعيشه مناطق السلطة الفلسطينية المستباحة بالاقتحامات الاسرائيلية الليلية واعتقال الاطفال وتخريب المنازل، ويشير الى ان وجود الكاميرا في احيانا كثيرة، يدفع الجنود للتصرف بحدية أقل خوفا من افتضاح أمرهم كما حصل في منزل عائلة حداد.
برومو الفيلم