معتز وشحة عانى أسيرا وارتقى شهيدا
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
رشا حرز الله
كانت الساعة تشير إلى الخامسة صباحا، عندما شقت الآليات العسكرية الإسرائيلية، طريقها نحو بلدة بيرزيت القريبة من مدينة رام الله، الهدف هذه المرة الأسير المحرر معتز وشحة الشاب النحيل الأسمر الذي لم يكمل الخامسة والعشرين من عمره.
أمام أعين عائلته، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الشاب وشحة، بعد صموده أكثر من ثماني ساعات داخل منزله، الذي تهاوت لبناته شيئا فشيئا، وكان بالإمكان سماع صوت سقوط حجارته بفعل هدم الجرافات الإسرائيلية من مسافة بعيدة.
مئات المواطنين انتشروا في شوارع البلدة، وعلى أسطح المنازل يرقبون ما يحدث، ظنا منهم أن معتز اعتقل، لتبدأ فصول الجريمة البشعة التي ارتكبها جنود الاحتلال بالتكشف شيئا فشيئا.
عائلة الشهيد المكلومة حضرت لتفقد المنزل، لتجد ابنها جثة هامدة على أرضية المنزل بفعل الصواريخ الحارقة التي أطلقها الجنود، ليعلو بعدها صوت البكاء والنحيب والعويل، مختلطا بهتافات الشبان وتكبيراتهم، فوق جثمانه الملقى على الأرض.
وقالت بيسان وشحة إحدى قريبات الشهيد، إن الجنود طوقوا المنطقة المحيطة بالمنزل، ولم يسمحوا لأحد بالاقتراب، 'لقد عانت والدته الكثير، الشهيد أسير سابق لدى قوات الاحتلال أمضى 4 سنوات في الأسر، أشقاؤه الأربعة سجنوا لدى الاحتلال، وشقيقة الأكبر أحمد أبعد إلى الخارج بعدما سجن فترة طويلة'.
وأضافت:' كان محبوبا ومتعاونا مع الجميع'.
اختنقت بيسان بدمعها، قبل أن تردف قائلة: 'شاهدت جنود الاحتلال يعتدون بالضرب على شقيق الشهيد فادي، والشاب سامر القيسي، كبلتهما واحتجزتهما داخل أحد الجيبات العسكرية، وأطلقت النار على شقيقه رامز وأصابته بقدمه، قبل أن يتم اعتقاله، لقد تعاملوا بهمجية كبيرة'.
ذاع خبر استشهاد معتز، المواطنون بدأوا بالتوافد على المنزل، لا شيء يلف المكان سوى الصمت والحزن، أصدقاء الشهيد وقفوا مشدوهين غير مصدقين ما حدث.
ــــــــــــــــــــــ