السفير الفاهوم يشارك في تظاهرة ثقافية بذكرى راحيل المناضل ستيفان إيسيل
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
شارك سفير فلسطين لدى فرنسا هايل الفاهوم في تظاهرة ثقافية تكريما للمناضل الراحل ستيفان إيسيل، بمناسبة مرور عام على رحيله.
واقيمت التظاهرة التي نظمها معهد العالم العربي في باريس، في مسرح الشهيد رفيق الحريري بحضور أكثر من خمسمئة شخص من النخب السياسية والثقافية والإعلامية الفرنسية.
ونقل الفاهوم في كلمته في افتتاح التظاهرة، تحيات الرئيس محمود عباس إلى الحاضرين، مستذكرا المناضل الراحل إيسيل صديق الشعب الفلسطيني، الذي ناضل من أجل فلسطين بوصفها تركيزاً للظلم الذي يعج به العالم، وشهادة على الانفصام الذي يعيشه عالم ينادي بالمبادئ الأخلاقية العليا ويمارس عكسها.
واعتبر الفاهوم أن خسارة ستيفان ايسل لم تكن خسارة فرنسية أو فلسطينية فحسب بل هي خسارة أممية لما يمثله ستيفان من صلابة في الدفاع عن المقهورين والمظلومين في العالم أجمع، وقال 'لئن كانت فلسطين بشخص رئيسها محمود عباس قد كرمت المناضل إيسيل في حياته بمنحه مواطنة الشرف الفلسطينية، فهي تكرمه كل يوم بتمسكها بالمبادئ التي طالما نادى بها، وحلم بتحقيقها والتي تتلخص بكلمة واحدة النضال من اجل العدل والسلام'.
واختتم السفير الفاهوم كلمته بتحية زوجة ورفيقة درب كريستيان إيسيل، ورفاقه مذكراً إياهم بوصية الراحل الكبير بضرورة الاستمرار في النضال من اجل تحقيق العدل في فلسطين خاصة وفي العالم عامة.
من جهته أكد رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق ميشيل روكار، فخر فرنسا أن ابناً لها كان واحداً من الذين قاموا بتشريع حقوق الإنسان، وشارك في وضع النص الأساسي للإعلان العالمي لحقوق الانسان في منتصف القرن الماضي، مؤكدا أن ستيفان إيسيل بوصفه سفيراً فرنسياً سعى دائماً للحديث عن المسكوت عنه في الدوائر السياسية، وأن محددات عمله كانت حقوق الإنسان قبل كل شيء حتى أنه حاول تغيير وجه المؤسسات الفرنسية لتتلاءم مع توقيع فرنسا على هذا الاعلان.
بدورها شكرت أرملة الفقيد كريستيان إيسيل، الحضور على تمسكهم بإحياء الذكرى السنوية الأولى لرحيل ستيفان، مؤكدة ضرورة مواصلة مسيرته في تعزيز أوضاع حقوق الانسان في العالم وخاصة في فلسطين التي احتلت مكانة هامة ومركزية في فكر وروح ونضال الفقيد الراحل.
وتليت كلمات أخرى ركزت على مناقب الفقيد منها كلمة الدبلوماسي الفرنسي السابق برنارد مييه والخبير المعتمد لدى مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة لويس جوانيه، ومديرة صوت الطفل مارتين بروس.
وعرضت في ختام التظاهرة الثقافية أفلام وثائقية تناولت حياة المناضل ستيفان إيسيل والمحطات التي مرت بها وأهمها زيارته للرئيس الراحل ياسر عرفات خلال حصار المقاطعة في رام الله، والزيارات المتعددة التي قام بها إلى قطاع غزة بعيد الحرب الإسرائيلية عام 2009.
يذكر أن الراحل ستيفان إيسيل ولد عام 1917 وساهم في المقاومة الوطنية الفرنسية ضد الاحتلال النازي، وكان أحد واضعي الاعلان العالمي لحقوق الانسان الصادر عن الأمم المتحدة في أربعينيات القرن الماضي، وهو كاتب ودبلوماسي وسفير سابق، كما كان من أشد المدافعين عن القضية الفلسطينية وعن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني في أرضه، ودان الممارسات الاحتلالية القمعية التي تقوم بها إسرائيل كما دان الحصار الجائر الذي يتعرض له شعبنا في غزة الصابرة، ودعا إلى كسره بكل الوسائل. وقد أصدر كتاباً صغيراً اخذ شهرة واسعة بعنوان 'ثوروا' شكل صرخة في وجه الظلم والاضطهاد.
وكان الرئيس محمود عباس، قد كرم الراحل ستيفان إيسيل في تشرين الأول عام 2012 بمنحه مواطنة الشرف الفلسطينية مع عدد من المناضلين الفرنسيين.
وتوفي إيسيل في شهر شباط من العام 2013.