التواصل عبر الانترنت.. وسيلة لدمل جرح القطيعة بين الفلسطينيين
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
سعيد عموري - لم يجد بعض الفلسطينيين، طريقة أفضل من التواصل الالكتروني، لاستقطاب شرائح فلسطينية من كافة انحاء الوطن ومخيمات اللجوء، لتعوض القطيعة التي تسبب بها التهجير الذي بدأ منذ أكثر من 60 عاماً، وجعل من الشعب الفلسطيني شعباً مفككاً غير مترابط.
وتقول سمر عزايزة الناشطة السياسة من مدينة الناصرة، واحدى القائمات على مبادرة "التواصل الفلسطيني- الفلسطيني" لـ القدس دوت كوم، أننا لجأنا لمواقع التواصل الاجتماعي مثل "سكايب" و "فيسبوك" وغيرها لجمع أواصل الفلسطينيين في كل مكان، من الداخل والقدس والضفة والقطاع واللاجئين في الاردن ولبنان وسوريا وغيرها، لأن أفراد الشعب الفلسطيني أصبحوا لا يعرفون بعضهم جيدا بسبب تفكك النسيج الاجتماعي".
وأضافت: "على سبيل المثال، اكتشفنا أن أهل غزة متشكلة لديهم صورة سلبية عن أهالي الـ48، وذلك لأن التواصل بيننا منعدم، لا يعرفون عن تمسكنا بهويتنا الوطنية وما نعانيه، لا يعرفون بأننا مضطرون للتعلم بلغة العدو، وهذا جزء من صمودنا على الأرض".
واوضحت ان الهدف الأساسي للمبادرة ايجاد رابط ثقافي بين الفلسطينيين في كل مكان، بسبب الاحتلال لا نستطيع ان نجتمع دائما، لكن من خلال هذه المبادرة نسعى لاعادة توحيد الرابط الثقافي الذي يجمعنا جميعا".
وأشارت عزايزة إلى ان المبادرة وصلت الى داخل سجون الاحتلال، حيث أن الأسرى رحبوا بالفكرة وتشجعوا لها، واضافت "أننا نسعى لتوسيع دائرة المبادرة لتشمل كل فئات وشرائح الشعب الفلسطيني، نريد أن نوحد هويتنا الثقافية، نريد ان نبعث رسالة للعالم أجمع أن الاختلاف بيننا هو اختلاف بالظروف لا غير".
المهندس والناشط في مجال توثيق القرى المهجرة الشاب طارق البكري، فأشار لـ القدس دوت كوم، إلى أنه منذ نحو عامين بدأ بمبادرة فردية يقوم من خلالها بالتواصل مع اللاجئين في الشتات، وخصوصا في مخيمات لبنان وسوريا، ويطلعهم على اوضاع فلسطين من خلال الصور وتسجيل الفيديو، كما يبعث لهم صوراً لقراهم او مدنهم التي هجر اجدادهم منها.
ويقول البكري: "أحاول إشباع شغف اللذين ينتمون لهذه الأرض لكن لا يستطيعون رؤيتها، أحاول ايجاد رابط بينهم وبينها (الأرض) من خلال الصور أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الفيديو، أعلم أن ذلك ليس كافيا، لكنني أشعر بعظمة أن يروا أي شيء عن وطنهم، مجرد صورة أو من خلال دقائق عبر الفيديو".
وتابع: "ذلك يمثل لهم شيئا لا يقدر بثمن، لا استطيع أن أصف شعورهم عندما ابعث لهم صورة عن المسجد الأقصى بجانب اسمهم على ورقة، أو صورة لاسمهم محفور على التراب بقريتهم في فلسطين".
واردف قائلا: "قبل فترة قصيرة ذهبت الى قرية لوبيا قضاء طبرية، ومن هناك تواصلت مع عدد من أصدقائي من مخيم اليرموك بسوريا ومخيمي مار الياس وعايدة (في صيدا بلبنان)، وبعثت لهم صورا اظهرت لهم طبيعة قريتهم وجمالها، كانت ردة فعلهم خيالية".
بدوره، يقول الكاتب علاء حليحل: "يؤسفني كفلسطيني أن اقول بصراحة ان النكبة والنكسة أثرتا على تواصلنا الثقافي مع العالم العربي، وحتى مع الضفة وغزة".
وتابع حديثه: "التواصل الفلسطيني إن وجد بين الداخل المحتل، والضفة والقطاع فأنه يكون بمادرات فردية تكاد لا تذكر".